وزيرة الطاقة الأميركية: الطاقة النظيفة تحقق ازدهار مجتمعات محطات الفحم

قالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم، إن الطاقة النظيفة بإمكانها تحقيق الازدهار وإضاءة الطريق للمجتمعات التي كانت تعتمد على الفحم في توليد الكهرباء.

وأوضحت الوزيرة الـ16 للطاقة في الولايات المتحدة أن مجتمعات محطات توليد الكهرباء بالفحم في أميركا اعتمدت، طوال القرن الماضي، على الجيولوجيا والجغرافيا والطموح وروح المبادرة لدعم البلاد واقتصادها المتنامي، وفق ما نشرت في مقال بصحيفة "ذا هيل" الأميركية.

وأشارت غرانهولم إلى أن هذه الميزات تتيح لتلك المجتمعات، الآن، أداء أدوار رئيسة في قطاعات الطاقة النظيفة الجديدة، موضحةً أنها رأت تلك الميزات والقدرات خلال سفرها في أنحاء البلاد إلى منطقة كاينتا، بولاية أريزونا، إذ تنتج منشأة للطاقة الشمسية الآن ما يكفي من الكهرباء لتشغيل 36000 منزل في أراضي مجتمع نافاجو المجاورة.

• انبعاثات الكربون.. توقعات بتأثير ضئيل لخطط الطاقة النظيفة في أميركا

وأضافت أن مجتمع نافاجو في كاينتا يعتمد سابقًا على منجم للفحم ومحطة لتوليد الكهرباء تديرها شركات، يفتقر السكان فيها إلى أيّ حصة حقيقية، ويمكن لهذا المجتمع، اليوم، أن يستمد الطاقة النظيفة والعائدات من منشأة الطاقة الشمسية المملوكة للقبائل.

التحوّل إلى الطاقة النظيفة

أوضحت وزرة الطاقة الأميركية، في مقالها الذي جاء تحت عنوان "الطاقة النظيفة تضيء طريقًا مستقبليًا جديدًا لمجتمعات الفحم السابقة"، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتقد أن مجتمعات محطات الفحم والطاقة الأخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة مهيّأة لاتّباع مسارات مماثلة.

وقالت جينيفر غرانهولم، إن هذه المجتمعات تمتلك بنية تحتية جاهزة لفرص توليد الطاقة الجديدة مثل الهيدروجين النظيف وتخزين الطاقة النووية على نطاق صغير وتخزين الطاقة طويل الأجل.

وذكرت أن بعض هذه المجتمعات يتميز بأراضي المناجم المناسبة للعناصر الأرضية النادرة أو لاستخراج المعادن النادرة تحت الأرض، والآبار التي يمكن استخدامها لتسخير الطاقة الحرارية الأرضية والمساحات السطحية للأعمال التجارية الجديدة أو مشروعات الطاقة النظيفة.

وأشارت إلى أن لدى جميع هذه المجتمعات قوى عاملة بالمهارات اللازمة لاستثمار مصادر الطاقة النظيفة.

وذكرت وزيرة الطاقة الأميركية أنها سمعت من خلال المحادثات مع عمّال مناجم الفحم السابقين في ولاية فرجينيا الغربية، أن لديهم الرغبة في العمل بوظائف جديدة طويلة الأجل.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الطاقة و9 وكالات فيدرالية أخرى ضمن مجموعة العمل المشتركة بين الوكالات التابعة للبيت الأبيض والمعنية بمجتمعات الفحم ومحطات الكهرباء أصدرت، قبل عام، تقريرًا إلى الرئيس بايدن يوضح هذه الإمكانات.

وأوضحت أن هذا التقرير يوجّه الجهود للاستفادة من الإمكانات والمزايا المتأصلة في هذه المجتمعات.

الاستثمارات الفيدرالية

منذ أن تولّى الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، منحت الإدارة الأميركية أكثر من 3.3 مليار دولار من الأموال الفيدرالية الحالية للمجتمعات التي صُنِّفَت على أنها الأكثر تضررًا من مناجم الفحم وإغلاق محطات الكهرباء.

بدورها، تستثمر وزارة الطاقة عشرات الملايين من الدولارات في مشروعات الطاقة من الجيل التالي التي تتراوح من تحويل محطات الغاز السابقة إلى منشآت هيدروجين إلى استخراج المواد المهمة من الفحم القديم لإنتاج البطاريات.

يضاف إلى ذلك تسخير الطاقة الحرارية الأرضية من آبار النفط والغاز، وما وراء ذلك.

وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم، إن الوزارة تتشارك مع 23 مجتمعًا في جميع أنحاء البلاد لتطوير حلول الطاقة النظيفة، والعديد منها مجتمعات الطاقة الأحفورية على حافة التحول إلى الطاقة النظيفة، حسبما نشرت صحيفة "ذا هيل" الأميركية، في 11 مايو/أيار الجاري.

ويندرج التشارك في إطار خلال مبادرة المجتمعات الجديدة، المسمّاة برنامج عمل الطاقة المحلية (إل إي إيه بي).

وأشارت غرانهولم إلى أنها انضمت إلى وزير الداخلية الأميركي ديب هالاند، وقادة البيت الأبيض في تشارلستون ، فيرجينيا، في شهر مارس/آذار، لإعلان تعاون مع الاتحاد الأميركي للعمل وكونغرس المنظمات الصناعية (إيه إف إل – سي آي أو).

وسيجمع هذا الإعلان قادة الصناعة والعمل لبناء قوة عاملة جاهزة لإدارة سلسلة توريد البطاريات المحلية.

مزايا قانون البنية التحتية

يتيح قانون البنية التحتية -الذي نجح الرئيس الأميركي جو بايدن في تمريره- للحزبين المزيد من الفرص في المستقبل.

ويستثمر هذا القانون مليارات الدولارات في مشروعات الطاقة النظيفة الجديدة التي ستستخدم البنية التحتية القوية والقوى العاملة الماهرة لمجتمعات الطاقة الأحفورية اليوم، حسبما ذكرت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم في مقالها في صحيفة "ذا هيل" الأميركية مؤخرًا.

وأوضحت غرانهولم أن التمويل البالغ 8 مليارات دولار لمشروعات الهيدروجين النظيف يتطلب معرفة طريقة إعادة توظيف البنية التحتية الحالية للغاز الطبيعي.

وأشارت إلى أن برنامج مِنَح التصنيع، الذي تبلغ قيمته 750 مليون دولار، يمنح الأولوية للمقترحات الخاصة بمحطات الفحم السابقة ومجتمعات المناجم.

وأردفت قائلة، إن المنح، التي تبلغ قيمتها 7 مليارات دولار لبرنامج تصنيع البطاريات وإعادة التدوير، تستوجب إيجاد طرق للاستفادة من مهارات عمّال الطاقة الأحفورية السابقين.

علاوة على ذلك، يوجد 2.5 مليار دولار للمفاعلات النووية المتقدمة - بما في ذلك نموذج يمكن إحلاله محلّ محطة فحم معطّلة - وأكثر من 10 مليارات دولار لاحتجاز الكربون من الهواء وتقليل الانبعاثات الصناعية.

وبيّنت أن هذه المشروعات ستخلق فرص عمل ستكون مطلوبة على مدى عقود، وسوف تعمل على دفع عجلة النمو الاقتصادي في المناطق التي تقع فيها.

وستفتح تلك المشروعات إمكانات جديدة للفحم ومحطات الطاقة ومجتمعات الطاقة الأحفورية الأخرى؛ لبدء تصدير منتجات الطاقة النظيفة عبر البلاد والعالم.

وألمحت إلى أن الرئيس بايدن يدعو الكونغرس إلى تقديم مزيد من المساعدة للشركات والمجتمعات الغنية بالموارد للمطالبة بحصّتها من خلال تقديم ائتمانات ضريبية وحوافز أخرى؛ لتسهيل الانتقال إلى أسواق الطاقة الجديدة.

وستوفر هذه المساعدات المزيد من الوظائف، وتقلل فواتير طاقة، وحوافز ضخمة لإعادة التصنيع في أميركا، من أجل بناء هذه التقنيات محليًا.

• تقرير: نجاح بايدن في تمرير قانون البنية التحتية غير كافٍ.. والتحديات ما زالت مستمرة

المستقبل مشرق

أكدت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم أن إغلاق منجم الفحم المحلي في منطقة كاينتا قد تسبَّب في خسارة الوظائف لسكان المجتمعات المجاورة، على المدى القصير، لكن المستقبل مشرق.

وقالت، إن مشروع نافاجو نيشن يخطط لتوسيع سعته على توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بمعدل يبلغ 14 ضعفًا، إلى 750 ميغاواط تقريبًا – ويسعى لبيع الكثير منها على الشبكة، ما يوفر المزيد من الإيرادات والوظائف للمجتمع.

اقرأ أيضًا..

• وزير الطاقة السعودي: نسعى لتطوير حقل الدرة.. وهذا موعد إنتاج 13 مليون برميل يوميًا
• الطاقة المتجددة تواصل تحطيم الأرقام القياسية (إنفوغرافيك)
• مركز الطاقة المتجددة الإقليمي: المغرب ومصر والسعودية الأكثر تميزًا في الطاقة النظيفة (حوار)
• نتائج أعمال أرامكو.. الأرباح تقفز إلى 39.5 مليار دولار في الربع الأول