وكالة الطاقة الدولية: اعتماد جنوب شرق آسيا على النفط يزيد من تحديات أمن الطاقة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
أطلقت وكالة الطاقة الدولية تحذيرًا من تزايد تحديات أمن الطاقة لدول جنوب شرق آسيا؛ نتيجة استمرار اعتمادها على الوقود الأحفوري، داعيةً تلك الدول إلى الإسراع في التحول نحو الطاقة النظيفة.
وقالت الوكالة في تقرير صادر اليوم الثلاثاء، إن دول جنوب شرق آسيا تواجه نقطة ضعف كبيرة مع أزمة الطاقة العالمية الحالية، وسط اعتمادها على الوقود الأحفوري لتلبية ارتفاع الطلب على الطاقة.
وأكدت أن انتقال دول جنوب شرق آسيا للطاقة الجديدة يسرّع من الوصول إلى الكهرباء النظيفة لمواطني تلك الدول وتوفير فرص عمل أكبر بمجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وذلك بالتوازي مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة من الوقود الأحفوري.
تضاعف فاتورة النفط
بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة بمنطقة جنوب شرق آسيا بنسبة 3% حتى عام 2030، وستُلبَّى ثلاثة أرباع ذلك الطلب المتزايد من خلال الوقود الأحفوري، وهو ما يعني ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من تلك المنطقة بنسبة 35% مقارنة بمستويات 2020.
وحذّرت وكالة الطاقة من أن عدم اتخاذ دول جنوب شرق آسيا سياسات نحو تقليل استخدام الوقود الأحفوري قد يضاعف فاتورة واردات النفط التي بلغت 50 مليار دولار عام 2020.
بدوره، يرى المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن سرعة التطور الاقتصادي لدول جنوب شرق آسيا، مع ثقل وزنها في الطاقة العالمية، يؤكد على ضرورة إسراع دول تلك المنطقة إلى الانتقال للطاقة المستدامة.
وأشار تقرير وكالة الطاقة إلى أن الدعم الدولي سيكون له دور مهم في تطوير البنية التحتية التي تحتاجها دول جنوب شرق آسيا لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، وإنشاء مرافق الوقود ذات الانبعاثات المنخفضة.
وترى الوكالة -التي تتخذ من باريس مقرًا لها- أن إجمالي استثمار الطاقة في دول المنطقة يجب أن يصل إلى نحو 190 مليار دولار بشكل سنوي بحلول 2030؛ لتلبية أهداف المناخ بجنوب شرق آسيا، وذلك ارتفاعًا من 70 مليار دولار خلال المدة من 2016 و 2020.
وأكد تقرير وكالة الطاقة أن دول أعضاء منطقة جنوب شرق آسيا تمتلك إمكانات تساعدها على خفض تكاليف التمويل وجذب القطاع الخاص للاستثمار في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، بشرط التزامها بنشر طاقة منخفضة الكربون وتحسين الأطر التنظيمية والتمويلية.
مصدر رئيس للمعادن المهمة
توقّع تقرير وكالة الطاقة الدولية أن تؤدي منطقة جنوب شرق آسيا دورَا أساسيًا في تحولات الطاقة على المستوى العالمي، بصفتها مصدّرًا رئيسًا للمعادن المهمة ومصنّعًا لمنتجات الطاقة النظيفة.
فعلى سبيل المثال، تعدّ كل من إندونيسيا والفلبين أكبر منتجي النيكل في العالم، كما تأتي إندونيسيا وميانمار في المرتبة الثانية والثالثة عالميًا بإنتاج القصدير -وهو العنصر الكيميائي المستخدَم بكثرة في طلاء علب الطعام لمنع تآكل الطعام-.
وتنتج دولة ميانمار 13% من المعادن الأرضية النادرة على المستوى العالمي، كما توفر دول جنوب شرق آسيا 6% من البوكيست -الخام الطبيعي المستخدم في صناعة الألومنيوم- عالميًا.
وفي السياق نفسه، جاءت كل من ماليزيا وفيتنام بصفتهما ثاني وثالث أكبر مصنّعي وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية عالميًا.
بينما تحتلّ تايلاند المرتبة الحادية عشرة من بين أكبر مصنّعي السيارات في العالم، مع توقعات بأنها ستكون مركزًا رئيسا لصناعة السيارات الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
- دول جنوب شرق آسيا تشهد تحولًا بطيئًا إلى الطاقة المتجددة (تقرير)
- ولاية ماليزية تخطط لأن تصبح مركزًا لإنتاج الهيدروجين بجنوب شرق آسيا
- توقعات بتراجع انبعاثات الكربون في الهند وجنوب شرق آسيا 32% بحلول 2050
اقرأ أيضًا..
- 3 دول تتنافس عليه.. هل يصبح تطوير حقل الدرة طريقًا للريادة بالخليج العربي؟ (تقرير)
- تحويل محطات الغاز المسال إلى مراكز للهيدروجين.. 3 خيارات صعبة أمام ألمانيا
- إسبانيا تجد بديلًا لإمدادات الغاز الجزائري