التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

دول جنوب شرق آسيا تشهد تحولًا بطيئًا إلى الطاقة المتجددة (تقرير)

وسط تزايد الطلب على الطاقة عالميًا

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الطلب على الطاقة في دول "آسيان" ازداد منذ عام 2000 بأكثر من 80%
  • • ستحتاج دول جنوب شرق آسيا إلى 9 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2040
  • • تعهّدت دول المنطقة بتحقيق أهداف الحياد الكربوني بما يتماشى مع اتفاقية باريس
  • • تحتاج المنطقة إلى استثمار تريليوني دولار في البنية التحتية الخضراء في العقد المقبل

تواجه دول جنوب شرق آسيا تحديًا مزدوجًا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، إذ تتمثّل معالجة ذلك التحدي المزدوج في طريقة إجراء تحول قابل للتطبيق إلى الطاقة الخضراء والنظيفة من ناحية، وتقليل فواتير استيراد الطاقة المرتفعة من ناحية أخرى.

وأشار تقرير "توقعات الطاقة في جنوب شرق آسيا" -الذي أصدرته وكالة الطاقة الدولية في عام 2019- إلى أن الطلب على الطاقة ازداد منذ عام 2000 بما يزيد على 80% في الدول الـ10 التي تضمها رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".

لذلك، أوشكت دول جنوب شرق آسيا لأول مرة أن تصبح مستوردًا صافيًا للوقود الأحفوري، وفقًا لمقال بعنوان "تنشيط قطاع الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا" للأستاذة المساعدة في كلية هندو بجامعة دلهي الهندية، شرابانا باروا، ونشره موقع صحيفة "هندوستان تايمز" مؤخرًا.

التحول إلى الطاقة المتجددة

الطاقة المتجددة

قالت شرابانا باروا إن على دول جنوب شرق آسيا الاهتمام بالتحول إلى وسائل طاقة نظيفة ومستدامة، مشيرة إلى أن هدف التنمية المستدامة (رقم 7) الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 يحدد الحاجة إلى تحقيق طاقة نظيفة وبأسعار معقولة بحلول عام 2030.

وأضافت أنه وفق المعدل الحالي لاستهلاك الطاقة على أساس الاعتماد على النفط ستحتاج دول جنوب شرق آسيا إلى 9 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2040.

وبيّنت أن هذه الدول تعهّدت بتحقيق أهداف الحياد الكربوني، بما يتماشى مع اتفاقية باريس. وتهدف دول رابطة "آسيان" إلى تلبية 23% من طلباتها الأولية على الطاقة من خلال مصادر متجددة بحلول عام 2025.

وأظهرت البيانات -التي جُمِعَت من 4 من دول الآسيان في عام 2016- أن 22.6% من الاستهلاك النهائي للطاقة في المنطقة يأتي من مصادر متجددة.

وتصدّرت ميانمار هذه القائمة بنسبة 60.9% من الطاقة المتجددة في استهلاكها النهائي للطاقة، ما يشير إلى تحول بطيء وثابت نحو مصادر الطاقة المتجددة.

طاقة الرياح والطاقة الشمسية

الطاقة المتجددة

من بين مصادر الطاقة المتجددة في العصر الجديد، احتلت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مساحة كبيرة في مزيج الطاقة في بلدان جنوب شرق آسيا.

وزادت حصة الطاقة المتجددة في فيتنام بسرعة منذ عام 2018، وزاد استهلاك الطاقة المتجددة في عام 2020 بنسبة 128.1%. وأعقب ذلك زيادة هائلة بلغت 128.9% في توليد الطاقة المتجددة في العام نفسه.

من جهة ثانية، حددت الخطة الثامنة لتطوير الطاقة في فيتنام، -للمدة 2021-2030، التي تتضمن أيضًا رؤية لعام 2045- هدفًا طموحًا يبلغ 18.6 غيغاواط، و18 غيغاواط من توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على التوالي.

وحققت فيتنام سعة مركبة تبلغ 16.5 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية في عام 2020.

في المقابل، وصلت إندونيسيا إلى سعة توليد كهرباء متجددة تبلغ 16.8 تيراواط في المدة نفسها، ومن المقرر أن تصبح محطة سيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تُنشأ واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية العائمة في العالم بقدرة 145 ميغاواط.

ويُعدّ إنشاء محطة سيراتا للطاقة الشمسية خطوة نحو هدف إندونيسيا المتمثل في تحقيق 23% من توليد الكهرباء بحلول عام 2025 من مصادر متجددة.

طاقة المد والجَزْر

ذكرت الأستاذة المساعدة في كلية هندو بجامعة دلهي الهندية، شرابانا باروا، أن منطقة جنوب شرق آسيا تتمتع بقدرة على توليد الكهرباء من طاقة موجات المد والجزر، نظرًا إلى أن معظم الدول مرتبطة بالمحيطات.

وقالت إن شركتي سيبيلا إس إيه إي وإتش آند دبليو بي في الفلبين، ومقرها فرنسا، خططتا لبناء مشروع تجريبي لتوليد الكهرباء من طاقة المد والجزر بقدرة 5 ميغاواط، في عام 2015.

وأدى ذلك إلى بناء أول مشروع تحويل طاقة تيار المد والجزر "تايسيك"، ومشروع "سان برناردينو أوشن باور"، في جنوب شرق آسيا، بسعة 1.5 ميغاواط في عام 2017.

وتسعى شركة الاستثمار "إنفيرونتيك" في سنغافورة إلى الاستثمار في توليد الكهرباء من طاقة المد والجزر الخضراء.

استثمارات الطاقة المتجددة

منصة بحرية في جنوب شرق آسيا
منصة بحرية في جنوب شرق آسيا

قالت الأستاذة المساعدة في كلية هندو بجامعة دلهي الهندية، شرابانا باروا، إن احتياجات الطاقة في المنطقة تنمو بشكل أسرع من قدرتها على إحداث تحول قابل للتطبيق في الوقت المناسب، حسبما نشر موقع صحيفة "هندوستان تايمز".

وأوضحت أن من بين الأسباب الكامنة وراء ذلك أن قطاع الطاقة المتجددة يتطلب المزيد من رأس المال.

وقدّرت دراسة قدمتها مؤسسة باين آند كومباني وشركة تيماسيك القابضة في سنغافورة، العام الماضي، بأن جنوب شرق آسيا تحتاج إلى استثمار تريليوني دولار في البنية التحتية الخضراء على مدى العقد المقبل للوفاء بخفض الانبعاثات المتفق عليه وفق اتفاقية باريس للمناخ.

وأكدت شرابانا باروا أنه على الرغم من توقع أن الطاقة المتجددة رخيصة، فإن الوصول إلى هذا المستوى يتطلب استثمارات وتكنولوجيا أولية، وهو أمر تحتاج المنطقة إلى دعمها فيه، إذ تنتج الصين -حاليًا- وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية لتلبية معظم متطلبات المنطقة.

إمكانات هائلة

جدير بالذكر أن الصين -أكبر منتج ومصدر للمعادن الأرضية النادرة المطلوبة في محرك السيارة الكهربائية- استخدمت احتكارها للموارد ضد اليابان في عام 2010، خلال نزاع بحري بينهما.

ومن الواضح أن بلدان جنوب شرق آسيا بحاجة إلى تنويع مزيج الطاقة والاستغناء عن مصادر الطاقة غير المتجددة، وإلى تعزيز سلاسل التوريد وتنويعها لديها.

وأردفت شرابانا باروا قائلة إن قطاع الطاقة المتجددة خصوصًا في جنوب شرق آسيا يتمتع بإمكانات هائلة.

وألمحت إلى أن مشكلات الطلب المتزايد على الطاقة في هذه المنطقة تدعو دولها إلى البحث عن حلول في قطاع الطاقة المتجددة، وأنه يجب على العالم أن يركز على مناطق مثل جنوب شرق آسيا لاستكشاف الأسواق غير المستغلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق