هل تستطيع مشروعات الغاز في أفريقيا إشباع أوروبا المتعطشة للإمدادات؟
الإمدادات الأفريقية قد تبلغ 470 مليار متر مكعب نهاية العقد
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- تعزيز إنتاج الغاز في أفريقيا قد يوفر الدعم لدول الاتحاد الأوروبي
- أفريقيا وفرت 18% من احتياجات أوروبا من الغاز طوال العقد الماضي
- أوروبا تخطط لتمويل المشروعات الأفريقية لتعويضها عن الغاز الروسي
- شركات النفط الكبرى تتحول إلى مشروعاتها في أفريقيا بعد التخارج من روسيا
- مشروعات الغاز المسال الجديدة في أفريقيا ضرورية لتعزيز الإمدادات
تتجه أنظار شركات الطاقة الكبرى إلى مشروعات الغاز في أفريقيا على أمل سدّ العجز المتوقع للإمدادات، مع خطط أوروبا للاستغناء الكامل عن الوقود الأحفوري الروسي.
وتتوقع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في تقرير حديث، أن يبلغ إنتاج الغاز في أفريقيا ذروته عند 470 مليار متر مكعب بحلول أواخر عام 2030، أي ما يعادل 75% من الكمية المتوقعة لإمدادات روسيا هذا العام.
وفي أوائل مارس/آذار الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي هدفه لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية هذا العام، قبل الاستغناء الكامل بحلول نهاية العقد، لكنه تراجع عن بعض الخطط بشأن الحظر لاحقًا.
- الغاز في أفريقيا.. هل يستطيع تعويض أوروبا عن الإمدادات الروسية؟
- الاتحاد الأوروبي يتراجع عن خطط بشأن حظر النفط الروسي
ورغم أن العالم وأوروبا بصفة خاصة، بصدد أزمة إمدادات، جراء هذه الخطط، فإن إنتاج الغاز في أفريقيا قد يوفر الدعم.
إنتاج الغاز في أفريقيا
تاريخيًا، تعد روسيا المورد الرئيس للغاز الطبيعي إلى أوروبا، بمتوسط 62% من إجمالي واردات الغاز إلى القارة على مدى العقد الماضي، مقابل متوسط 18% من أفريقيا خلال المدَّة نفسها.
ومع ذلك، تواجه مشروعات الغاز في أفريقيا تاريخيًا مخاطر متزايدة تتعلق بارتفاع التكاليف والتحديات في الحصول على التمويل، وغيرها من المخاوف المالية والأمنية في بعض الأحيان.
وأمام ذلك، وفي ظل الوضع الراهن لأزمة الإمدادات، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن شركات النفط والغاز الكبرى النظرة قد تغيّر هذه النظرة، وتعاود العمل على مشروعات الغاز في أفريقيا، التي كانت حبيسة الأدراج، استجابة إلى الطلب العالمي المتزايد.
وهذا يمكن أن يزيد إنتاج الغاز في أفريقيا أكثر من المتوقع حاليًا عند متوسط 335 مليار متر مكعب بحلول نهاية العقد الحالي، مقارنة مع المستوى المتوقع للعام الجاري عند 260 مليار متر مكعب، بحسب ريستاد إنرجي.
وفي العام الماضي، استوردت أوروبا 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، ما يوفّر أكثر من 31% من إمدادات الغاز في المنطقة.
هل تكون أفريقيا حلًا؟
تدرس أوروبا حاليًا إمكان مساعدة الدول الأفريقية الغنية بالغاز على زيادة الإنتاج والصادرات في السنوات المقبلة، مع تذليل العقبات أمام المشروعات، خاصة وسط الاقتراح الأوروبي لاعتماد الغاز استثمارًا أخضر.
ومن شأن تمويل مشروعات الغاز في أفريقيا، أن تمنح أوروبا -أيضًا- القدرة على تحمل تكاليف الطاقة محليًا، وفق ريستاد إنرجي.
وما يساعد على ذلك، أن أفريقيا تمتلك خطوط أنابيب متصلة بشبكة الغاز الأوروبية؛ إذ تمر الصادرات من الدول الأفريقية عبر الجزائر إلى إسبانيا ومن ليبيا إلى إيطاليا.
وفي الأشهر الأخيرة، انطلقت المحادثات حول خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي ينقل الغاز من نيجيريا إلى الجزائر، بهدف توصيله إلى أوروبا، وأيضًا خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي.
- مسؤول: الغاز النيجيري يتدفق قريبًا إلى أوروبا عبر الجزائر (فيديو)
- أنبوب الغاز النيجيري.. الجزائر ترد على تأجيل المشروع و"لا منافسة مع المغرب"
وكانت نيجيريا قد أعلنت بدء تشغيل مشروع خط أنابيب نقل الغاز "إيه كيه كيه" -الذي تتنافس عليه الجزائر والمغرب- في الربع الأول من 2023، بدلًا من الموعد السابق في العام الجاري.
والأبعد من ذلك، أن أوروبا تستورد الغاز المسال أيضًا من أفريقيا، في الغالب من نيجيريا والجزائر، فضًلا عن أحجام أصغر من مصر وأنغولا وغينيا الاستوائية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن اكتشافات حقول الغاز البحرية واسعة النطاق في موزمبيق وتنزانيا والسنغال وموريتانيا وجنوب أفريقيا لديها القدرة على تعزيز الإمدادات بمجرد تطويرها.
مشروعات الغاز في أفريقيا
بعد تخارجها من روسيا، على إثر غزو أوكرانيا، تتطلع شركة بي بي البريطانية إلى مشروعات الغاز في أفريقيا، لاغتنام الفرصة وتزويد الأسواق الأوروبية بإمدادات الغاز.
وتمتلك الشركة البريطانية مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في السنغال وموريتانيا، بقدرة إنتاجية للمرحلة الأولى تبلغ 2.5 مليون طن سنويًا والكمية نفسها في المرحلة الثانية.
وكان من المتوقع بدء الإنتاج هذا العام، لكن قررت بي بي تأجيل الموعد حتى عام 2023، بسبب تداعيات وباء كورونا.
بينما تمتلك بي بي أيضًا مشروع ياكار-تيرانغا في السنغال، ومشروع "بئر الله" في موريتانيا، بقدرة إجمالية متوقعة 10 ملايين طن من الغاز المسال.
كما أعلنت شركة إيني الإيطالية قدرتها على تخفيف اعتماد أوروبا على الغاز الروسي إلى حد ما من خلال الإمداد من مشروعاتها الأفريقية، بما في ذلك في الجزائر ومصر ونيجيريا وأنغولا والكونغو برازافيل.
في الشهر الماضي، وقعت إيطاليا، بالاشتراك مع إيني، اتفاقيات لتعزيز واردات الغاز من دول شمال أفريقيا الجزائر ومصر، فضلًا عن اتفاقيتين إضافيتين لتوريد الغاز مع الكونغو برازافيل وأنغولا.
فضًلا عن بي بي وإيني، فإن تخارج شركات النفط الأخرى، إكوينور وشل وإكسون موبيل من أعمالها في روسيا، سيجعلها تعيد التركيز على أصول الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق وتنزانيا.
موضوعات متعلقة..
- أكبر خطوط أنابيب النفط والغاز في أفريقيا.. اثنان منها في الجزائر (خرائط وصور)
- أزمة غزو أوكرانيا.. كيف تخطط أوروبا للابتعاد عن إمدادات الطاقة الروسية؟
اقرأ أيضًا..
- تلويح بعودة طوابير الوقود في نيجيريا.. من المسؤول بعد براءة نقص الإمدادات؟
- استهلاك الغاز في توليد الكهرباء بأميركا يسجل مستوى قياسيًا