نقص إمدادات الغاز المسال يهدد أوروبا بشتاء قاسٍ
المعروض الحالي غير كافٍ لتلبية الطلب
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- نقص إمدادات الغاز المسال يهدد بتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا
- الطلب العالمي على الغاز المسال سيتجاوز المعروض هذا العام
- تجنّب أوروبا الغاز الروسي يزيد من أزمة نقص الإمدادات
- مشروعات الغاز المسال الأميركية تسيطر على غالبية السعة العالمية
من المرجح أن تواجه أوروبا شتاءً قاسيًا، جراء نقص إمدادات الغاز المسال، ما يُفاقم أزمة الطاقة الحالية، مع سعي القارة للابتعاد عن الواردات الروسية.
وتتوقع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في تقرير حديث، أن تصل إمدادات الغاز المسال إلى 410 ملايين طن في العام الجاري، لتكون أقل من الطلب العالمي المتوقع عند 436 مليون طن.
وعلى الرغم من أن الطلب المتزايد قد دفع تعزيز مشروعات الغاز المسال الجديدة عالميًا منذ أكثر من عقد، فإن الجداول الزمنية للبناء تعني أن هذه المشروعات لن تقدم دعمًا ملحوظًا للإمدادات إلا بعد عام 2024، بحسب التقرير.
وعلى سبيل المثال، يستغرق بناء محطة جديدة لتصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة -التي تعوّل عليها أوروبا كثيرًا في تلبية احتياجاتها- من 3 إلى 5 سنوات في الغالب، بحسب تقرير لمؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور.
أزمة الغاز في أوروبا
من خلال تجنّب الغاز الروسي، تسببت أوروبا في زعزعة استقرار إمدادات الغاز المسال العالمية، التي بدأت هذا العام بتوازن غير مستقر بعد الاضطرابات التي شهدها عام 2021.
وبحسب التقرير، فإن أوروبا -بصفة خاصة- معرضة لتفاقم أزمة الطاقة الحالية في الشتاء المقبل، مع تجاوز الطلب إمدادات الغاز المسال بحلول نهاية العام.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي تسعى فيه القارة العجوز للحد من استيراد الغاز الروسي، في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
ووضع الاتحاد الأوروبي هدفًا طموحًا لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي بنسبة 66% خلال هذا العام، وهو ما يتعارض مع هدف الكتلة المتمثل في زيادة تخزين الغاز إلى 80% من السعة بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ومن شأن تقليل واردات الغاز الروسي من المستويات الحالية -التي تتراوح بين 30% و40% من احتياجات أوروبا- أن يؤدي إلى زيادة حادة في الطلب الأوروبي، وهو ما لن تقدر إمدادات الغاز المسال الحالية والمشروعات القائمة على تلبيته.
وصدّرت روسيا العام الماضي 155 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا، ما يوفّر أكثر من 31% من إمدادات الغاز في المنطقة، لذا سيكون تعويض هذه الأحجام أمرًا صعبًا للغاية.
استهلاك الغاز في أوروبا
يبلغ الانخفاض المتوقع في واردات الغاز الروسي إلى أوروبا العام الجاري (2022)، نحو 37 مليار متر مكعب، قبل أن يصل لأكثر من 100 مليار متر مكعب نهاية العقد.
ونتيجة لذلك، من المحتمل أن استهلاك الغاز في أوروبا قد بلغ ذروته عام 2019، لذلك قد يؤدي دورًا منخفضًا بمزيج الطاقة في القارة، ما يوفر مزيدًا من الزخم لمصادر الطاقة المتجددة، وربما دورًا أكبر للطاقة النووية والفحم، بحسب التقرير.
وقبل غزو أوكرانيا، كانت أوروبا في طريقها لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي والغاز المسال الروسي إلى أكثر من 40% من إمداداتها بحلول عام 2030، حال الموافقة على خط أنابيب نورد ستريم 2 المتوقف حاليًا، وبدلًا من ذلك ستنخفض الواردات 20% بنهاية العقد.
وترى ريستاد إنرجي أنه حال توقف تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا حاليًا، من المحتمل أن تنفد مخزونات الغاز الممتلئة حاليًا بنسبة 35% قبل نهاية العام، ما يترك القارة معرضة لشتاء قاسٍ، يكون بيئة خصبة لقفزة قياسية أخرى لأسعار الغاز.
مشروعات الغاز المسال
بحسب التقرير، أفاد أكثر من 20 مشروعًا للغاز المسال بسعة مجمعة 186 مليون طن سنويًا عن بعض التقدم مؤخرًا.
وبحلول عام 2030، فإن إمدادات الغاز المسال ستكون بحاجة إلى الزيادة بأكثر 150 مليون طن سنويًا من الإنتاج المخطط له، ما يعني ضرورة إنجاز 80% من المشروعات المعلنة.
وتأتي مشروعات الغاز المسال الأميركية في موقع الصدارة، إذ تستحوذ الولايات المتحدة على 58% من الإجمالي العالمي.
كما تمتلك المكسيك حصة 13% من إجمالي المشروعات المخططة لها، إذ تتمتع بموقع جغرافي يجعلها قريبة، لزيادة الصادرات إلى آسيا.
وبينما تستحوذ كل من قطر وموزمبيق على 8% من سعة مشروعات الغاز المسال المعلنة، تأتي خلفهما الإمارات وكندا بحصة 5% و3% على التوالي.
ومن ضمن المشروعات المعلنة، تمتلك غينيا والكونغو ونيجيريا حصة 3% و1% و1% على التوالي.
موضوعات متعلقة..
- أزمة غزو أوكرانيا.. كيف تخطط أوروبا للابتعاد عن إمدادات الطاقة الروسية؟
- الغاز المسال.. أميركا توفر 26% من احتياجات أوروبا خلال 2021 (تقرير)
- أزمة الطاقة تنتقل إلى 2022.. وأوروبا وآسيا تتنافسان على إمدادات الغاز المسال نفسها
اقرأ أيضًا..
- احتجاز الكربون وتخزينه.. آفاق ضبابية في جنوب شرق آسيا (تقرير)
- الموانئ الخضراء.. خطة أوروبا لخفض الانبعاثات في قطاع النقل البحري (تقرير)