التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

الطاقة المتجددة في الهند.. هل تستطيع نيودلهي الوصول لـ500 غيغاواط بحلول 2030؟

مسارات تعتمد على التوسع في القرى وتخزين الكهرباء والهيدروجين

هبة مصطفى

خلال قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26، ارتفع سقف الطموحات للحصول على 500 غيغاواط من الكهرباء النظيفة والطاقة المتجددة في الهند بحلول عام 2030، ويبدو أن الدولة الواقعة جنوب آسيا باتت على بُعد خطوات من تحقيق الحلم.

ورغم أن الهند ما زالت معتمدة على الفحم بصورة كبيرة وتعاني بعض ولاياتها انقطاعات التيار الكهربائي، فإنها تخطو خطوات جادة لتحقيق حلمها بحلول نهاية العقد الجاري.

وأصبح التساؤل المطروح حاليًا هو "ما المسارات التي يجب أن تتبعها نيودلهي لتحقيق أهداف تأمين إمدادات الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند؟" خاصة في ظل التوسعات التي تشهدها البلاد في الطاقة الشمسية والهيدروجين وغيرهما.

مسارات الطاقة المتجددة في الهند

لتحقيق الهدف المرحلي ضمن خطة انتقال الطاقة بتوفير 500 غيغاواط من الكهرباء النظيفة والطاقة المتجددة في الهند بحلول عام 2030 يتعيّن على الحكومة السير في مسارين متوازيين بالتوسع في نطاق المشروعات الحالية بالإضافة إلى طرح برامج جديدة.

الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند
أحد مصادر الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند - الصورة من كلايمت هوم نيوز

ويتطلب تحقيق الأهداف المرحلية بحلول نهاية العقد مضاعفة قدرة الكهرباء النظيفة والطاقة المتجددة في الهند 5 أضعاف، من 100 غيغاواط (نصيب حصة مصادر الطاقة المتجددة ضمن مزيج الكهرباء البالغ 390 غيغاواط) إلى 500 غيغاواط.

وفي غضون ذلك، تصطدم مساعي تحقيق تعهدات رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26، مع واقع الظلام الذي تغرق به ولايات عدة نتيجة انقطاع التيار الكهرباء.

وخلال الأسابيع الأخيرة، لجأ مسؤولون بالحكومة إلى تبادل الاتهامات، وحمّل بعضهم نقص الفحم مسؤولية الأزمة، في حين اعتبر آخرون أن المشكلة الحقيقية تكمن في زيادة الطلب على الكهرباء نتيجة متطلبات فصل الصيف ونقص واردات الفحم لارتفاع أسعاره العالمية، خاصة أن نيودلهي تعتمد في الآونة الحالية على الفحم والطاقة الحرارية بصورة كبيرة.

توسعات شمسية.. صغيرة وعلى الأسطح

تُعد الطاقة الشمسية الركيزة الأكثر أهمية خلال رحلة انتقال الطاقة، إذ تُعد مصدرًا موثوقًا لتوليد الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند التي تتمتع بإمكانات هائلة في هذا الإطار.

واقتصرت التوسعات الشمسية خلال السنوات الماضية في الهند على مشروعات نطاق الشبكة، ويُنتظر توسعها بوتيرة أسرع الآونة المقبلة.

ولتحقيق مسارات المستهدفات الطموحة حول الطاقة المتجددة في الهند، تتضمن التوسعات الشمسية إضافة برامج جديدة تُركز على المناطق الريفية والقروية، مثل نشر المنشآت الصغيرة اللامركزية بالمناطق الريفية والتوسع في نشر الألواح الشمسية على أسطح المنازل بالقرى.

وتتضمن -أيضًا- احتضان أسطح حظائر الماشية ومخازن الحبوب والأراضي القاحلة والمسطحات المائية للألواح الشمسية، مع طرح شركات توزيع الكهرباء أسعار شراء مُغرية من سكان أو مالكي تلك المنشآت، عبر الاتفاقيات طويلة الأمد، لتشجيع انتشارها.

وحتى تتمكن المشروعات الشمسية الصغيرة -خاصة مشروعات الأسطح- من جذب الاستثمارات الخاصة، يجب أن تكون تكلفة الشراء بها تتجاوز مثيلاتها من المشروعات كبيرة الحجم.

القرى.. من هنا يتحقق الحلم

حالة من الزخم والتنوع تنتظر المشروعات الشمسية صغيرة الحجم، الداعمة لهدف الحصول على 500 غيغاواط من الطاقة المتجددة في الهند بحلول عام 2030، خاصة في القرى التي يبلغ عددها بالبلاد 600 ألف قرية.

الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند
مشروعات صغيرة لتوليد الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند - الصورة من Alliance magazine

وبافتراض أن كل قرية يمكنها إنتاج سعة قدرها 1 ميغاواط فقط عبر إجمالي المشروعات الصغيرة والاستثمارات الخاصة، فإن القرى الهندية مجتمعة يمكن أن تُسهم بما يصل إلى 600 ألف ميغاواط (600 غيغاواط)، وهو معدل يفوق مستهدف عام 2030.

ويدفع الوصول لتلك النتائج الطموحة نحو تحقيق فوائد عدة، من ضمنها ضمان وصول الكهرباء للقرى النائية، بالإضافة إلى توفيرها للمزارعين واستخدامها في الري، بجانب انخفاض فاتورة الدعم المقدمة من حكومات الولايات للكهرباء المستخدمة في أعمال الزراعة.

ويعزز انتشار المشروعات الشمسية صغيرة الحجم بالقرى الهندية من توغل السيارات الكهربائية بصورة أكبر لتوافر محطات الشحن بتلك القرى، مثلما بدأت ولايتا بيهار وأوتار براديش تحقيق خطوات مهمة في هذا النطاق.

تخزين الكهرباء

في ظل خطط التوسعات الشمسية لزيادة حصتها بمزيج الطاقة المتجددة في الهند، تبرز الحاجة إلى تقنيات التخزين والتخزين الشبكي، لضمان توافر الإمدادات في أوقات المساء مع غياب القدرات الشمسية.

ورغم حاجة التوسعات الشمسية وتقنيات تخزينها إلى الاستثمارات الخاصة، فإن تكلفتها تظل منخفضة عن تكلفة توليد الكهرباء عبر محطات الطاقة الحرارية المعتمدة على الفحم المُثير للجدل مؤخرًا.

ولحين اكتمال نمو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في الهند بالقدر الملائم لتلبية الطلب وتجنب انقطاع التيار، يتطلب المشهد مواصلة تشغيل محطات الطاقة الحرارية القائمة بالتوازي مع توسعات الطاقة المتجددة.

وتضع قدرات التخزين المتوقعة نيودلهي في نطاق المنافسة العالمية خلال العقد الجاري، لاعتمادها على الإنتاج المحلي بتكلفة منخفضة، كما أنها تُسهم في تحقيق طموح توفير 500 غيغاواط من الطاقة المتجددة في الهند المرتقب بحلول 2030، وفق مقال للباحث بمعهد الطاقة والموارد سكرتير إدارة السياسات الصناعية والدعم بالحكومة الهندية، أجاي شنكار، نُشر بصحيفة ذي إيكونوميك تايمز.

الطاقة المتجددة - الهند

خيارات التخزين

تنوعت خيارات تخزين الكهرباء، فالتخزين بمثابة تقنية يمكن أن يدعم المشروعات المتجددة كالمشروعات الشمسية وكذلك مشروعات الطاقة الكهرومائية.

واقترح المقال الاعتماد على تقنيات الطاقة الحرارية الشمسية لتشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء عبر توجيه الطاقة الشمسية بصورة مركزة -من خلال عواكس الألواح (المرايا)- إلى الملح المُذاب الذي يعمل بوصفه سائلًا ينقل الحرارة ويخزن الطاقة الحرارية بالمحطات الشمسية.

ومع تطور صناعة تلك العواكس (المرايا) محليًا في الهند، تعد تلك التقنية في تخزين الكهرباء خيارًا ملائمًا خاصة أنه يعيد استخدام التوربينات والاستفادة منها بدلًا من التخلص منها خلال رحلة التخلص من الفحم، خاصة مع تقديم الحوافز الحكومية الجاذبة.

وتطرق المقال -أيضًا- إلى إمكان دمج التمويل بين القطاعين العام والخاص، أو التركيز على التمويل الحكومي بجانب منح القطاع الخاص بعض العقود، في محاولة لدعم تقنيات تخزين الطاقة الكهرومائية، بدءًا من رصد قدرتها على توليد الكهرباء وتلبية الطلب، مرورًا باختيار مواقع التخزين.

ورجح عزوف الاستثمارات الخاصة عن تمويل مشروعات الطاقة الكهرومائية وتقنيات تخزين إنتاجها نظرًا إلى التشكك في إمكان تحديد الطلب الفعلي على الكهرباء المُولدة منها وأسعارها، في حين لفت إلى أن تمويل تلك المشروعات والتقنيات عبر السندات الخضراء سيكون أفضل الحلول المطروحة.

البطاريات.. والهيدروجين الأخضر

رغم أن الاعتماد العالمي على تخزين كهرباء الشبكة ما زال في مراحله الأولى فإن دولًا وشركات عدة بدأت استخدامه مثل استخدام بطاريات الليثيوم أيون في تشغيل السيارات الكهربائية.

الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند
أحد مصادر الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند - الصورة من ذي ثيرد بول

وخضعت تلك التقنيات للتطوير، إلى أن ظهرت بطاريات الصوديوم أيون وبطاريات المعادن المُذابة، وشمل البرنامج الحكومي الداعم للحوافز المرتبطة بالإنتاج في الهند تطوير البطاريات محليًا، بما يسمح باتساع حجم إنتاجها وبالتالي انخفاض تكلفتها.

وبجانب التخزين الشمسي، وتخزين الطاقة الكهرومائية، واستخدام بطاريات التخزين، اعتبر المقال أن التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر يمكن اعتباره وسيلة تخزين للكهرباء طويلة الأمد.

وأشار أجاي شنكار في مقاله -الذي طرح مقترحات تسمح بالتوسع وإنتاج الكهرباء النظيفة والمتجددة في الهند بما يتواءم مع مستهدفات قمة المناخ كوب 26- إلى أن التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر يدفع نحو انخفاض تكلفته، وبالتالي يُعد وسيلة آمنة وموثوقة لتوفير الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب.

وكانت الحكومة الهندية قد أعلنت، قبل شهرين، سياسة جديدة للهيدروجين الأخضر تسعى لإنتاج 5 ملايين طن بحلول عام 2030، وطرحت برنامج حوافز مرتبطًا بالإنتاج لضمان التوسع في إنتاجه محليًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق