النفايات البلاستيكية.. كاليفورنيا تستجوب إكسون موبيل عن دورها في التلوث البيئي
أمل نبيل
تدرس الحكومات المختلفة فرض قوانين جديدة لمواجهة أزمة النفايات البلاستيكية الملوثة للبيئة، في الوقت الذي تسعى فيه شركات النفط والكيماويات إلى مضاعفة إنتاجها من البلاستيك في جميع أنحاء العالم في غضون عقدين من الآن.
ففي ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، أصدر المدعي العام مذكرة استدعاء لشركة إكسون موبيل، لاستجوابها عن دورها في التسبب بشأن أزمة النفايات البلاستيكية العالمية.
وتُسهم النفايات البلاستيكية المصنوعة من النفط والغاز في زيادة انبعاثات الكربون، والإضرار بالحياة البرية، وتلويث المحيطات والسلاسل الغذائية.
دور الوقود الأحفوري في أزمة البلاستيك
الاستدعاء هو جزء من حملة تحقيقات موسعة يقودها المدعي العام في ولاية كاليفورنيا، الجنرال روب بونتا، عن الدور الذي تسببه صناعة الوقود الأحفوري والصناعات البتروكيماوية في أزمة تلوث البلاستيك العالمية وتفاقمها.
وقال المدعي العام في كاليفورنيا: "منذ أكثر من نصف قرن، تطلق شركات البلاستيك حملات مكثفة لخداع الجمهور، مروجة أن إعادة التدوير يمكنها أن تحل الأزمات الناجمة عن البلاستيك، والحقيقة هي: لا يمكن إعادة تدوير الغالبية العظمى من المنتجات البلاستيكية".
وسيكون التحقيق شبيهًا بالتحقيقات التي أطلقها أكثر من مدعٍ عام في الولاية، حول دور شركات الوقود الأحفوري في التسبب في أزمة التغير المناخي، والتركيز على الحقائق التي عرفتها الصناعة منذ عقود، وكيف ضللت الجمهور بشأنها.
ومن المتوقع أن يركز المدعي العام في هذا التحقيق، على حملة الخداع المستمرة منذ نصف قرن، والضرر المستمر الذي لحق بولاية كاليفورنيا، بواسطة الشركات التي تنتج المواد البلاستيكية والمنتجات النفطية، وكيف روجت تلك الشركات لخرافات إعادة التدوير.
وإكسون موبيل هي أول شركة تتلقى أمر استدعاء من المدعي العام لولاية كاليفورنيا، لكن المسؤولين أكدوا أن شركات أخرى في الصناعة ستُستدعى.
وقال المتحدث باسم مجلس الكيمياء الأميركي -الذي يمثل صناعة البلاستيك والبتروكيماويات- ماثيو كاستنر، تعليقًا على التحقيقات: "إن الشركات المصنعة للبلاستيك في الولايات المتحدة ملتزمة بمستقبل أكثر استدامة، واقترحوا إجراءات أكثر جرأة وشمولًا على الصعيد المحلي والعالمي".
تقليص استخدام البلاستيك
أكثر من 90% من النفايات البلاستيكية على مستوى العالم ينتهي بها المطاف في مقالب القمامة أو تُحرق.
ووفقًا لوكالة حماية البيئة، لم يتجاوز معدل إعادة التدوير في الولايات المتحدة الأميركية 9%.
ويتزايد الاهتمام العالمي بالحد من إنتاج البلاستيك، للتخلص من النفايات الناجمة عنه، ففي فبراير/شباط الماضي، وضعت الأمم المتحدة، الخطوط العريضة لمعاهدة مستقبلية قد تسعى إلى فرض قيود على الإنتاج.
وتهدف المعاهدة إلى تقليص كمية المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، التي تمثل نحو 40% من إجمالي الإنتاج.
وقال المدعي العام في ولاية كاليفورنيا روب بونتا، إن صناعة البتروكيماويات كانت على دراية لعقود من الزمن بأن إعادة تدوير منتجات البلاستيك غير مجدية على الإطلاق، وعلى الرغم من ذلك تتوسع الشركات في إنتاج البلاستيك، وتسعى لصد أي جهود حكومية لإصدار حظر على إنتاجه.
وشجعت الصناعة "إعادة التدوير المتقدمة" -وهي طريقة لحرق البلاستيك لتحويله إلى وقود أو منتجات أخرى- بصفتها حلًا لأزمة النفايات البلاستيكية، إلا أن هذه المشروعات لم تحقق أي نجاح يذكر، بحسب رويترز.
وقالت رئيسة مركز القانون البيئي الدولي، كارول موفيت، لقد أدت شركات مثل إكسون موبيل دورًا أساسيًا في إقناع العامة بأنه يمكن إعادة تدوير البلاستيك للتخلص من أضراره، رغم إدراكها عدم صحة هذه المعلومات.
وأضافت أن الدول تتحمل العبء الأكبر من تكلفة تنظيف النفايات البلاستيكية.
وأقرت كاليفورنيا العديد من مشروعات القوانين في السنوات القليلة الماضية، التي تهدف إلى الحد من النفايات البلاستيكية، ومحاولة اتخاذ إجراءات صارمة ضد مزاعم إعادة التدوير المضللة.
موضوعات متعلقة..
- النفايات البلاستيكية.. نيروبي تستضيف قادة العالم للتوصل إلى معاهدة نهائية
- لمكافحة النفايات البلاستيكية.. منتجات جديدة تحارب تلوث الأنهار والمحيطات
- صناعة البلاستيك.. الحلول المبتكرة ضرورة لخفض الانبعاثات المتزايدة
اقرأ أيضًا..
- المفوضية الأوروبية تحذّر من قبول الشركات الدفع بالروبل للغاز الروسي
- توقعات باشتعال أسعار الغاز في أوروبا مع توقف الإمدادات الروسية
- الربط الكهربائي بين مصر والسودان.. تطورات جديدة لزيادة القدرات بين البلدين