المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةسياراتكهرباءمقالات السياراتمقالات الكهرباء

أوهام نشر السيارات الكهربائية بحلول 2040 (مقال)

مارك ماثيس – ترجمة: أحمد بدر

هل سمعتم الأخبار الصادمة عن السيارات الكهربائية؟

وفقًا وكالة "بلومبرغ نيو إنرجي فينانس"، فإن 58% من مبيعات سيارات الركّاب الجديدة في عام 2040 ستكون مركبات كهربائية!

هذا رقم مذهل بالنظر إلى أن 3% فقط من سيارات الركّاب الجديدة المبيعة في العالم اليوم سيارات كهربائية.

فقط تخيّل، في غضون 18 عامًا فقط ستتجول نسبة كبيرة منا في السيارات الكهربائية الأنيقة لدينا، متسائلة: لماذا استغرق الأمر وقتًا طويلًا للتخلص أخيرًا من محرك الاحتراق الداخلي القديم.

لكن هناك مشكلة واحدة فقط.. هذا الأمر لن يحدث.

7 أسباب رئيسية

بطاريات الليثيوم والكبريت
شحن السيارات الكهربائية - أرشيفية

لكي نكون دقيقين، هناك عدد كبير من الأسباب التي لن تجعل مبيعات السيارات الكهربائية قريبة من الأرقام التي يتوقّعها أولئك، وإليكم أهمّ 7 أسباب لعدم حدوث هذه التوقعات:

أولاً- المواد الأولية للبطاريات:

لا توجد مناجم كافية لإنتاج المعادن الأرضية النادرة والمعادن الضرورية لتصنيع مئات الملايين من البطاريات التي ستكون مطلوبة، كما إن المعالجة والتحسين محدودان أيضًا. وقد اعترف أحد الرؤساء التنفيذيين لشركات السيارات بوجود عجز في المواد بنسبة 90% خلال العقد المقبل.

ثانيًا- المواد الأولية مطلوبة في صناعات أخرى:

تعدّ السيارات الكهربائية جزءًا واحدًا فقط من الاقتصاد الذي يتطلب تعدين ومعالجة الطاقة المتجددة والمعادن المهمة. ويتطلب كل جهاز إلكتروني في العالم الآن هذه العناصر، بما في ذلك تخيلات تكنولوجيا الطاقة الكبيرة الأخرى، وتوربينات الرياح والألواح الشمسية.

ثالثًا- احتكار الصين:

تنتج الصين 70% من بطاريات السيارات الكهربائية، وقد ضمنت احتكارًا فعليًا بنسبة 100% في النهاية لمعالجة المواد الخام، وتعدّ مصانع تجميع البطاريات في أجزاء أخرى من العالم مدينة بالفضل تمامًا للصين، لما تحتاجه من مواد مكررة ومغناطيس.

رابعًا- دعم الصين للتوريد:

جانب من مصنع بطاريات الليثيوم في مدينةهوايبي بمقاطعة آنهوي الصينية
جانب من مصنع بطاريات أيونات الليثيوم في مدينة هوايبي بمقاطعة آنهوي الصينية

ظلت الصين تدعم بشكل كبير سلاسل توريد المعادن الحرجة والأرض النادرة لعقود، لخلق احتكارها في سوق البطاريات، ولا يستطيع الحزب الشيوعي الصيني الاستمرار في هذه الخسارة العملاقة.

وفي وقت قريب، لن تحتاج الصين إلى تقديم هذا الدعم، وذلك عندما يرتفع سعر البطاريات بشكل كبير، ما يؤدي إلى تباطؤ النمو في قطاع السيارات الكهربائية.

خامسًا- الإعانات غير الأخلاقية للسيارات:

لسنوات عديدة حتى الآن، كانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تدعم بشدة مشتريات السيارات الكهربائية (دعم فيدرالي قدره 7500 دولار في الولايات المتحدة) وشحن البنية التحتية.

وتُشترى الغالبية العظمى من هذه المركبات من قبل المشترين الأثرياء، لذلك يدعم الفقراء الأغنياء في ظل تضخم تاريخي، فإلى متى سيسمح الجمهور باستمرار هذه العقوبة الرجعية؟

سادسًا- مشكلات البطاريات:

لا تزال بطاريات الليثيوم أيون بها مشكلات تتعلق بالثبات، وعندما تشتعل فيها النيران يصعب إخمادها.

على سبيل المثال، في فبراير/شباط من عام 2022، اندلع حريق في سفينة النقل فيليسيتي إيس خلال محاولتها عبور المحيط الأطلسي، وكانت هناك ما يقرب من 4 آلاف مركبة كهربائية فاخرة على متنها، وانتشر الحريق من سيارة كهربائية إلى أخرى، حتى احترقت عن آخرها، واستحال إطفاء الحريق، ما أدى إلى غرق السفينة في النهاية.

سابعًا- تدهور الشبكات الكهربائية:

أدى تخيّل أننا سندير شبكاتنا الكهربائية تحت أشعة الشمس والنسيم إلى تدهور موثوقية توصيل الكهرباء في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وأماكن أخرى.

يأتي هذا في الوقت الذي تحتاج فيه شبكات التقادم هذه إلى ترقيات مكلفة للغاية، إذ إن الطلب المتزايد على الأنظمة الكهربائية التي تتعرض لضغط كبير لن ينتهي بشكل جيد، فانقطاع التيار الكهربائي وسيلة لإعادة تركيز أولويات السياسيين.

عقبات أخرى

هناك العديد من العقبات الأخرى التي ستكشف عن أن انتشار السيارات الكهربائية في وقت قريب سيكون خيالًا، إذ إنه مع بدء تقدّم المركبات الكهربائية الحالية في العمر، سنواجه مشكلة هائلة في التخلص من البطارية، ولا يبدو أن أحدًا قد فكّر فيها بأيّ طريقة جادّة.

السيارات الكهربائية - الحصة السوقية للسيارات الكهربائية

كما إن تضخّم خرق الميزانية سيختبر قدرة الحكومات على فرض أعباء مالية غير ضرورية وغير عادلة على مواطنيها.

ففي مرحلة ما، سيكتشف الفقراء أن المركبات الكهربائية قد تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أكثر من المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل، ولن يكونوا سعداء لأنهم يدفعون حصة ضخمة من تكاليف وضع المزيد من المركبات الكهربائية على الطريق، وهي إشارة فضيلة عملاقة لا تعالج حتى المشكلة التي يدّعي المتحدثون عن المخاوف المناخية أن المركبات الكهربائية ستخفف من حدّتها، والقائمة تطول.

النبأ السارّ هو أن القيود المفروضة على إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية يجب أن تجبر الدول الغربية على الاستيقاظ أخيرًا لحقيقة أن الصين تخنق بقية العالم تكنولوجيًا.

ونظرًا لأن "قادتنا" مجبرون على مواجهة واقع الطاقة، فإن محركات الاحتراق الداخلي بمئات الملايين ستُبقي نظام النقل يعمل باستمرار.

مارك ماثيس * مؤلف وصانع أفلام وثائقية متخصص في شؤون الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق