سياراتتقارير السياراتتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

المركز الإقليمي للطاقة المتجددة: السيارات الكهربائية تنتشر سريعًا في الدول العربية

داليا الهمشري

أكد خبير الطاقة المستدامة، المدير الفني للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الدكتور ماجد كرم الدين محمود، أن السيارات الكهربائية شهدت انتشارًا سريعًا في الدول العربية خلال الآونة الأخيرة.

وأضاف -في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"- أن التحول نحو السيارات الكهربائية في الدول العربية قادم لا محالة، ولكن الاختلاف سيكون في التوقيت طبقًا للسوق المحلية ودرجة استيعابها من دولة إلى أخرى.

وسلّط الدكتور ماجد كرم الدين الضوء على وجود 25 ألف سيارة كهربائية مُرخصة وعاملة في الأردن.

وأشاد ببرنامج الشاحن الأخضر في الإمارات، لافتًا إلى أنه واحد من أهم البرامج في الدول العربية التي تقدم تسهيلات للشحن وحوافز للحصول على السيارات الكهربائية.

خطط مصرية طموحة

قال كرم الدين -في تصريحاته إلى "الطاقة"- إن مصر لديها خطة طموحة في هذا الشأن، إذ تستهدف تصنيع السيارات الكهربائية على المستوى المحلي.

وأضاف أن مصر أصدرت -كذلك- تسعيرة جاذبة للشحن ومُنافسة مع البنزين، إلا أنه يرى أن التوسع في السيارات الكهربائية في مصر لا يزال مرهونًا بتوفير البنية الأساسية للشحن، وتوافر السيارات ذات الثقة في السوق حتى لا تتسبب في مشكلات في البداية.

ودعا خبير الطاقة المستدامة إلى ضرورة توفير حوافز للتشجيع على الشراء، موضحًا أن مصر ودولًا عربية أخرى تعمل -حاليًا- على المحاور المختلفة، وليس فقط على مستوى استيراد سيارات وتسهيل منح التراخيص.

وذكر الدكتور ماجد أن مصر لديها إمكانات كبيرة في هذا المجال، في إشارة إلى ما أعلنته الدولة -مؤخرًا- عن التوجه لتشجيع محطات الشحن، موضحًا أن هناك محطات للشحن الكهربائي على طريق العين السخنة-الجلالة، بجانب توافر الشحن الكهربائي في عدد من محطات الوقود الأحفوري.

ونوه كرم الدين بالقرار الصادر من وزارة الكهرباء المصرية -مؤخرًا- بتحديد تعرفة واضحة لأسعار الكهرباء للشحن، مضيفًا أن العمل لا يزال جاريًا في مصر وعدد من الدول العربية من أجل التوسع في محطات الشحن الكهربائي.

السيارات الكهربائية في الإمارات
محطة شحن سيارات كهربائية في الإمارات

السيارات الكهربائية في الدول العربية

تشهد الدول العربية تطورًا سريعًا في مجال انتشار السيارات الكهربائية، لا سيما في الإمارات والسعودية ومصر وعمان والكويت.

وكشف تقرير صادر عن مجلس صناعات الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -خلال أكتوبر/تشرين الثاني من عام 2021- عن أن الإمارات تتصدر دول المنطقة في انتشار السيارات الكهربائية.

وذكر التقرير أن معدل محطات شحن المركبات الكهربائية في الإمارات من بين الأعلى على مستوى العالم، موضحًا أن دولة الإمارات بها 240 محطة عامة بطيئة الشحن ترتبط بشبكة الكهرباء، لافتًا إلى أن 80% منها في إمارة دبي.

كما أعلنت هيئة الصادرات السعودية -في وقت سابق- بدء تصنيع السيارات الكهربائية في المملكة.

وانتهت شركة شنايدر إلكتريك الفرنسية عام 2018 من تركيب محطة شحن السيارات الكهربائية الأولى من نوعها على مستوى المملكة، في المجمع السكني ديار السلام بجدة.

أول سيارة كهربائية مصرية

تأتي مصر على رأس قائمة الدول العربية التي تستهدف تصنيع السيارات الكهربائية وإنتاجها؛ إذ أعلنت -رسميًا- أنها ستصنع سيارات كهربائية.

وسيبدأ إنتاج أول سيارة كهربائية "مصرية" بنسبة تصنيع محلي 58% العام الجاري، لتكون بذلك أول دولة عربية تصنع سيارة كهربائية بالكامل.

واستوردت مصر 13 سيارة كهربائية من طراز (إي 70) في يوليو/تموز 2021 -وهو الطراز الذي تعتزم مصر إنتاجه- بهدف تجربة هذه السيارات في الشوارع المصرية.

وتخطط مصر لإنتاج (إي 70) منتصف العام الجاري بشركة النصر لصناعة السيارات.

ومن جانبها، تخطط الكويت -أيضًا- لدخول عالم السيارات الكهربائية، إذ أعلنت مؤسسة المواني الكويتية في أغسطس/آب 2021 إنشاء "إي في سيتي" لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط لخدمة مصنعي السيارات الكهربائية.

بينما أعلنت سلطنة عمان خططها لطرح سيارة كهربائية الصنع من خلال شركة "ميس" للسيارات، أحد استثمارات الصندوق العُماني للتكنولوجيا في هذا القطاع.

ونجحت الشركة في تصميم نموذج أولي للسيارة، وتخطط لطرح 100 سيارة كمرحلة أولى.

جانب من المحطة الشمسية بمجمع بنبان في أسوان - مصر
جانب من المحطة الشمسية بمجمع بنبان في أسوان بمصر - الصورة من صحيفة أفريك 21

مستقبل الطاقة المتجددة

علق الدكتور ماجد كرم الدين على مستقبل الطاقة المتجددة في المنطقة العربية قائلًا: "هناك فرص استثمار كبيرة للغاية"، مشيرًا إلى أن قدرة محطة بنبان على سبيل المثال 1465 ميغاواط، وهو مشروع يُعد الأفضل عالميًا بشهادة مؤسسات التمويل الدولية مثل البنك الدولي وغيره.

وأوصى بضرورة بناء مشروعين أو 3 مشروعات مثل محطة بنبان سنويًا لخلق فرص لجذب الاستثمارات حتى تنجح مصر في تحقيق هدفها بزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بنسبة 42% بحلول عام 2030.

وأكد كرم الدين أن هناك مستقبلًا واعدًا ينتظر الطاقة المتجددة في عدد من الدول مثل المغرب والإمارات والسعودية وجيبوتي.

وأضاف أنه حتى اليمن الذي يمر بمحنة كبيرة، كانت الطاقة الشمسية بمثابة طوق النجاة لخروج الشعب اليمني من محنة نقص الكهرباء، مشيرًا إلى أن معظم الأسر في اليمن قد ركبت خلايا شمسية فوق أسطح المباني السكنية لتوليد الكهرباء اللازمة للاستخدام اليومي.

وفي فلسطين، وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي مرت، لفت كرم الدين إلى أن الطاقة المتجددة لا سيما الطاقة الشمسية، كانت السبيل الوحيد لمواجهة أزمات الكهرباء التي تسبب فيها الاحتلال، وشُغلت المباني والمستشفيات بالطاقة النظيفة.

تحول كبير

أفاد كرم الدين بأن هناك برامج طموحة في الطاقة الشمسية ببعض الدول العربية، من المحيط إلى الخليج، وهناك تحول كبير في مجال الطاقة المتجددة.

وأوضح أن المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة -بصفته الذراع الفنية لجامعة الدول العربية ووجود 17 دولة عربية أعضاء دائمين فيه- يُعد شريكًا في عملية تحول الطاقة في المنطقة العربية ككل.

ولفت إلى أن المركز يتعاون ثنائيًا مع الدول العربية، بجانب التعاون مع منظمات إقليمية كبرى مثل منظمات الأمم المتحدة بأنواعها وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة البيئي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الكثير من الشركاء الدوليين والمؤسسات الحكومية داخل الدول العربية.

وقال إن المركز الإقليمي يُعد شريكًا في عملية تحول الطاقة على امتداد المنظومة ككل، من خلال مساعدة الدول في صياغة خطط وطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم الوكالة الألمانية للتعاون الدولي التي قدمت المساعدة إلى عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي أسهمت مع المركز في وضع خريطة طريق لإستراتيجية عربية للطاقة المتجددة.

وأضاف أن المركز شارك مع جامعة الدول العربية في وضع الإستراتيجية العربية للطاقة المستدامة في 3 محاور هي: الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والحلم الأكبر الذي يتمثل في وصول الكهرباء لـ100% من السكان العرب بحلول 2030.

مركز الطاقة المتجددة الإقليمي
المدير الفني للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الدكتور ماجد كرم الدين محمود

الإستراتيجية العربية للطاقة

أشار كرم الدين إلى أن الإستراتيجية العربية للطاقة المتجددة هي وثيقة أقرها المجلس الوزاري العربي للكهرباء، ووُضع خلالها عدد من السيناريوهات التي بموجبها تستطيع الدول العربية تحقيق خططها من خلال أهداف مرحلية لعام 2030.

وأفاد بأن الوثيقة تتضمن عددًا من الأهداف تتلخص ببساطة في زيادة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بنسبة 12% بحلول عام 2030، وتحسين كفاءة الطاقة بمعدلات مختلفة تتضاعف في بعض القطاعات، لافتًا إلى أن مؤشر كفاءة الطاقة هنا يعني خفض استهلاك الكهرباء لكل دولار.

وأضاف أن المؤشرات تؤكد أن الدول العربية تشهد تحسنًا في معدل كفاءة الطاقة.

وحول هدف توفير الكهرباء للسكان العرب كافّة، قال كرم الدين: وضعنا خطة تنفيذية مقسمة إلى برامج بالتعاون مع جامعة الدول العربية تتضمن عمل توسعات في الشبكات ببعض المناطق، وجعل مناطق أخرى تعتمد على شبكات صغيرة تعمل بالطاقة المتجددة.

كما تتطلب مناطق أخرى عمل أنظمة هجينة تشتمل على مكون تقليدي وآخر متجدد بصورة مؤقتة حتى يجري التوسع في مصادر الطاقة المتجددة.

وأضاف خبير الطاقة المستدامة أن هناك مخططًا لكهربة الأماكن المحرومة، يعتمد على إشراك المجتمعات في التحول من مستهلك للكهرباء إلى ما يُطلق عليه "المُنتج المستهلك"، أي تمكين هذه المجتمعات من توليد الكهرباء اللازمة لها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضُا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق