التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءكهرباء

مع استمرار حرق الفحم.. هل يحافظ العالم على الحدود المناخية الآمنة؟ (تقرير)

أحمد بدر

خلال العام الماضي، انخفض عدد محطات الكهرباء -قيد التطوير- التي تعمل بواسطة الفحم في جميع أنحاء العالم، ولكن ما زالت المحطات الحالية تحرق الكثير من الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة، رغم أنه من المتوقع أن يظل العالم ضمن الحدود الآمنة لدرجات الحرارة على الكوكب.

ورغم انخفاض استخدام الفحم قبل جائحة كورونا، أدى الإغلاق في جميع أنحاء العالم والاضطرابات الاقتصادية إلى زيادة مشروعات الفحم الجديدة في عام 2020، لا سيما في الصين، وفق ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وانخفض إجمالي قدرة محطات توليد الكهرباء قيد التطوير بصفة حادة خلال العام الماضي، بنحو 13%، من 525 غيغاواط إلى 457 غيغاواط، وهو مستوى قياسي منخفض للمحطات الجديدة قيد التطوير، وفقًا لتقرير صادر عن "غلوبال إنرجي مونيتور"، الثلاثاء 26 أبريل/نيسان.

المحطات الجديدة والقديمة

الفحم
محطات توليد الكهرباء بالفحم - أرشيفية

وفقًا للتقرير، انخفض -أيضًا- عدد البلدان التي تخطط لبناء محطات أو مصانع جديدة، من 41 دولة في بداية عام 2021، إلى 34 دولة الآن.

لكن هذه العلامات المشجعة طغى عليها التباطؤ في محطات الكهرباء القديمة التي تعمل بالفحم، والتي خرجت من الخدمة، إذ تم التخلص من نحو 25 غيغاواط من السعة، أي ما يعادل تقريبًا كمية السعة الجديدة التي فُوّض لها في الصين.

وارتفعت كمية الكهرباء المولدة من الفحم بنسبة 9% في عام 2021 إلى مستوى قياسي، ارتفاعًا من 4% في عام 2020، عندما ضربت جائحة كورونا العالم.

وأكد واضعو التقرير أن "اللحظات الأخيرة للفحم لم تلح في الأفق بعد"، على الرغم من موافقة الدول في قمة المناخ كوب 26 الماضية على التخلص التدريجي منه.

عمليات استكشاف جديدة

خلال العام الماضي، حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أنه لا يمكن إجراء استكشاف جديد للوقود الأحفوري من أي نوع، إذا كان العالم سيقصر التدفئة العالمية على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

ويأتي استخدام الفحم بصورة مستمرة، متزامنًا مع تحذيرات علمية من أن العالم سيتجاوز حد 1.5 درجة مئوية دون انخفاض سريع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

مناجم الفحم

وقالت الباحثة في غلوبال إنرجي مونيتور، أحد مؤلفي التقرير، فلورا تشامبينوا، إن الخط البياني لمحطات الفحم يتراجع، ولكن ببساطة لم يتبق أي رصيد كربوني يسمح ببناء محطات جديدة.

وأضافت: "نحن بحاجة إلى التوقف الآن.. إن التوجيه الأخير لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن فرصة القتال في مناخ ملائم للعيش واضح، يجب وقف بناء المحطات الجديدة وسحب المحطات الموجودة في العالم المتقدم بحلول عام 2030".

وتسببت الحرب في أوكرانيا في خسائر فادحة، إذ ارتفعت أسعار الغاز، وأصبح الفحم أرخص، ما أغرى الشركات والبلدان بحرق المزيد من أقذر أنواع الوقود.

الفحم

لكن المحللة الرئيسة في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، والمشاركة في التقرير، لوري ميليفيرتا، قالت إنه قد يكون هناك مؤشر إيجابي بشأن عدة دول -خاصة في أوروبا- كانت تتطلع إلى إصلاح أنظمة الطاقة لديها، لتسريع التوجه إلى الطاقة النظيفة وتأكيد كفاءة الطاقة.

وتابعت: "من المهم حقًا أن نلاحظ مقدار التحرك نحو الطاقة النظيفة والكفاءة ردًا على الغزو"، لافتة إلى أن ضعف الطلب في الصين يضعف احتمالات انتعاش الفحم مرة أخرى.

الفحم في الصين

قال التقرير إن الصين استخدمت كميات من الفحم أكثر من بقية دول العالم مجتمعة منذ بدء جائحة كورونا، لكن خطط الحكومة الصينية لزيادة إنتاج الكهرباء النظيفة بحلول عام 2025 يجب أن تتضمن استخدام كمية أقل منه، حتى لو حُرقت الكميات الجديدة.

وأضاف: "هناك محطات لتوليد الطاقة. لكن بناء مثل هذه المصانع يجب أن يخضع لرقابة أكثر صرامة، وإلا فإن الطاقة الزائدة يمكن أن تضر بمرحلة الانتقال في البلاد".

وعلى الصعيد العالمي، لا يزال هناك أكثر من 2400 محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في 79 دولة، بإجمالي قدرة تصل إلى 2100 غيغاواط.

ومن بين هذه المحطات، 170 فقط لم يُحدد لها تاريخ للتخلص منها بصفة تدريجية أو نهائية أو هدف مناخي، ولكن عددًا قليلًا جدًا من المصانع تمت جدولته للتقاعد في الوقت المناسب، للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق