أميركا تدعم قطاع الطاقة في باكستان بـ23.5 مليون دولار
أمل نبيل
يواجه قطاع الطاقة في باكستان تحديات عديدة، تتمثّل أبرزها في ارتفاع أسعار الكهرباء وتعرضها للسرقة، بالإضافة إلى تراكم الديون، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وبهدف انتشال البلاد من عثرتها، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية إطلاق مشروع جديد في باكستان بقيمة 23.5 مليون دولار، لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة في الدولة الواقعة جنوب آسيا.
وقالت مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في باكستان، جولي إيه كوينين، إن المشروع الذي سيستغرق 4 سنوات يستهدف زيادة حصة المصادر الخضراء في مزيج الطاقة في باكستان.
أهمية المشروع
تشارك حكومة الولايات المتحدة -من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية- مع الحكومة الباكستانية في إطلاق مشروع لتحسين قطاع الكهرباء في البلاد، ومعالجة تغير المناخ وزيادة حصة المشروعات الخضراء في مزيج الطاقة.
ويُسهم المشروع المُزمع إجراؤه في توفير المساعدة الفنية للحكومة والقطاع الخاص، كما سيعمل المشروع على تحسين إدارة نقل الكهرباء وعملياتها وأنظمة التوزيع.
وارتفع توليد الكهرباء في باكستان بنسبة 11% إلى 8 آلاف و88 غيغاواط/ساعة في فبراير/شباط، مقارنة بـ7 آلاف، و281 غيغاواط/ساعة خلال الشهر نفسه من العام الماضي.
وقالت مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في باكستان، في كلمتها خلال حفل إطلاق المشروع أمس الجمعة 22 أبريل/نيسان: "تتطلع الولايات المتحدة إلى دفع الشراكة مع باكستان إلى الأمام، لبناء قطاع توليد كهرباء نظيف وفعّال وموثوق به، ووضع حجر الأساس للنمو المستدام والشامل".
وأضافت كوينين: "من خلال هذه المبادرة، ستشارك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مع حكومة باكستان، لدعم الانتقال إلى سوق طاقة شديدة التنافسية، وستُسهم في زيادة مشاركة القطاع الخاص بشفافية".
وأشاد المدير العام لمجلس الطاقة والبنية التحتية الخاصة في باكستان، شاه جاهان ميرزا، بالشراكة القوية مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والدور الذي تقدمه في دعم انتقال إسلام آباد إلى الطاقة النظيفة.
التعاون الأميركي الباكستاني في قطاع الطاقة
شهدت العلاقات الممتدة بين الولايات المتحدة وباكستان بناء العديد من السدود وخطوط النقل، بالإضافة إلى الاستجابة إلى حالات الطوارئ الإنسانية ومكافحة التحديات المشتركة مثل جائحة كورونا، والتغيرات المناخية والعجز المائي.
وبهدف زيادة إمدادات الطاقة في الدولة الآسيوية، شاركت الولايات المتحدة، باكستان في بناء 3 سدود، (سد غومال زام في جنوب وزيرستان، وسد ساتبارا في غيلغيت بالتيستان، ومشروع غولن غول للطاقة الكهرومائية في تشيترال)، وأسهمت هذه المشروعات في توفير 143 ميغاواط من الكهرباء إلى الشبكة الوطنية في باكستان.
وتعاونت الولايات المتحدة مع باكستان، في إعادة تأهيل سدي مانغلا وتاربيلا، و3 محطات للطاقة الحرارية، وربط أكثر من 860 ميغاواط من مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالشبكة الوطنية للكهرباء، بحسب صحيفة إكسبريس تريبون المحلية.
وبذلت الحكومات الباكستانية المتعاقبة جهودًا حثيثة للتغلب على مشكلات قطاع الكهرباء في البلاد، لكنها باءت جميعًا بالفشل.
وتتعامل شركات توزيع الطاقة في باكستان مع عدد من القضايا المتعلقة بسرقة الكهرباء التي نتج عنها ما يُعرف بالديون الدائرية.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، شهباز شريف، قد أعلن في تصريحات سابقة أن 27 محطة لتوليد الكهرباء تزيد قدراتها على 7 آلاف ميغاواط معطّلة، بسبب مشكلات تقنية أو نقص الوقود.
الديون الدائرية
خلال مدة تولي الحكومة السابقة، تضخم الدين الدائري تقريبًا إلى 2.5 تريليون روبية (130 مليار دولار)، مقارنة بـ1.6 تريليون روبية (86 مليار دولار) في عام 2018.
ودفعت الحكومة الباكستانية السابقة نحو 200 مليار روبية إلى منتجي الطاقة المستقلين في البلاد، لخفض أسعار الكهرباء.
وتسبب سوء الإدارة الحكومية في بعض المقاطعات في تكبد قطاع الكهرباء خسائر وديونًا كثيرة، بالإضافة إلى تعرضه لعمليات سرقة، فضلًا عن حدوث مشكلات في قطاع النفط والغاز، الذي بلغت ديونه نحو 1.5 تريليون روبية.
ومن المقرر أن تحصل شركة النفط الباكستانية الحكومية على 272 مليار روبية من شركة "سوي نورثيرن غاز بايبلاينس"، مقابل مستحقات غير مدفوعة لإمدادات الغاز الطبيعي المسال.
ووجّهت الحكومة الباكستانية السابقة جميع شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى المستهلكين المحليين خلال موسم الشتاء للتغلب على أزمة الغاز؛ الأمر الذي فاقم من خسائر شركات الطاقة.
وتعتزم باكستان شراء 6 شحنات من الغاز الطبيعي المسال من السوق الفورية، لتشغيل محطات الكهرباء في البلاد بكامل طاقتها والتغلب على أزمة الانقطاع المتكرر للتيار.
موضوعات متعلقة..
- دعم الغاز المسال في باكستان بنحو 140 مليون دولار
- باكستان توفر الغاز الطبيعي المسال من السوق الفورية بعد تعثر"غنفور"
- مسؤول باكستاني: الطلب سيرتفع على البنزين والديزل خلال السنوات المقبلة
اقرأ أيضًا..
- الفحم يكسب الجولة.. الهند تهرب من الظلام بالخروج عن خططها المناخية
- تغير المناخ في أوروبا.. درجة حرارة بعض المناطق تلامس أعلى مستوى خلال 3 عقود
- الصين تفقد 50 غيغاواط من الكهرباء بسبب حظر تمويل محطات الفحم الخارجية