رئيسيةأخبار الكهرباءأخبار الهيدروجينكهرباءهيدروجين

مصر.. 3 محاور لدعم الهيدروجين الأخضر في إستراتيجية تحول الطاقة

يحظى الهيدروجين الأخضر باهتمام متزايد من الدول كافة، بوصفه أحد أنواع الوقود الخالية من الكربون، في إطار خطط التحول إلى الحياد الكربوني، وخفض الانبعاثات من قطاع الطاقة.

ولم تكن مصر بمعزل عن الحراك العالمي نحو الهيدروجين الأخضر، خاصة أنها تتمتع بإمكانات كبيرة للطاقة المتجددة، ما يؤهلها لتقديم دور كبير في سوق الطاقة المستقبلية، مستغلة في ذلك موقعها بالقرب من أسواق الطاقة في أوروبا وأفريقيا وآسيا.

وفي هذا الإطار، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمد شاكر، إن الهيدروجين يحظى باهتمام متزايد، بوصفه أحد أنواع الوقود الخالية من الكربون في المستقبل التي يمكن أن تُسهم بصفة كبيرة في الانتقال إلى الطاقة الخضراء.

وأضاف أنه مع إطلاق العنان لمزايا إضافية من توليد الطاقة المتجددة، التي تتميز بها مصر، من المتوقع أن تستمر الطاقة النظيفة في إضافة قيمة إلى الاقتصاد المحلي والإسهام في التحول الوطني الأخضر.

مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر

أشار شاكر -خلال مشاركته في المؤتمر الذي تنظمه وزارة التعاون الدولي، لإعلان تفاصيل الشراكة الإعلامية مع شبكة سي إن إن- إلى أن الحكومة اتخذت العديد من الإجراءات لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، وتتمثّل في الآتي:

  • مجموعة عمل رفيعة المستوى من مختلف الوزارات لوضع خريطة طريق للخطوات المستقبلية لاستخدام الهيدروجين ودراسة فرص توطين صناعة الهيدروجين في مصر.
  • توقيع مذكرة تفاهم بين كل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة البترول والثروة المعدنية، لتوفير إطار عام للتعاون، بهدف دعم وضع إستراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر تعزز التنمية المستدامة للهيدروجين بصفته وقودًا منزوع الكربون، مع ضمان الفاعلية من حيث التكلفة وتحديد إمكانات الاستثمار.
  • توقيع اتفاقيات مع العديد من المطورين في هذا المجال، للدراسة والمناقشة والتفاوض بشأن تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر التجريبية.

الشراكة مع سي إن إن

تستهدف الشراكة الإعلامية مع سي إن إن توثيق قصص مصر التنموية، وتسليط الضوء على الشراكات الدولية المُنفذة بين الحكومة وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، لتحقيق التنمية المستدامة، والدفع نحو تحقيق اقتصاد شامل ورقمي وأخضر.

وتطرق شاكر في كلمته إلى التحدياتِ الكبيرةِ التي واجهتْها مصر في تأمين مصادر الطاقةِ الكهربائية خلال مرحلةٍ سابقة، الأمر الذي أثّرَ على مجالات الاستثمار والمواطنينَ على حدٍ سواء، لذا وضعت الدولة على قمةِ أولوياتها سرعةَ مواجهةِ التحدياتِ بشكل علمي دقيق يضمن توفيرَ الطاقةِ اللازمةِ لخططِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية.

وأشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة لتخطي الصعاب بالمثابرةِ والتحركِ الجادِّ على المستويات كافة وبمعاونةِ شركائها في التنمية، إذ استطاعت اتخاذَ عددٍ من الإجراءاتِ والسياساتِ الإصلاحية بقطاع الكهرباء في إطار إستراتيجيةٍ جديدة تضمن تأمين الإمدادات والاستدامة والإدارةِ الرشيدة.

أزمة الكهرباء في مصر

أوضح وزير الكهرباء المصري أن أهم ثمار سياساتها القضاء نهائيًا على أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وتحقيق احتياطي آمن من الطاقة الكهربائية، إذ تمكن القطاع خلال السنوات الـ5 الماضية من إضافة قدرات كهربائية بنحو 30 ألف ميغاواط، إلى جانب العمل على رفع كفاءة الشبكات من خلال خطة متكاملة لتحسين شبكات نقل الكهرباء وتطويرها، بما في ذلك محطات المحولات على الجهد الفائق ومراكز التحكم وكذلك تطوير شبكات توزيع الكهرباء وتحديثها.

وأشار إلى أن قطاع الكهرباء أجرى العديد من الخطوات التنفيذية لتحقيق التحول الكامل إلى مرحلة أكثر استدامة لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة تحقق تأمين التغذية الكهربائية، لمجابهة الزيادة المطردة في الطلب على الطاقة الكهربائية وتلبية متطلبات التنمية الشاملة.

الهيدروجين الأخضر في مصر
جانب من كلمة وزير الكهرباء المصري

الطاقة المتجددة

قال شاكر إن القدرات المركبة من الطاقات المتجددة بلغت 20% من الحمل الأقصى منتصف عام 2020 التي كان مستهدفًا الوصول إليها بحلول عام 2022.

وأشار إلى أن ذلك جاء في ظل الاهتمام العالمي المتسارع بالطاقات المتجددة، خاصة مع الانخفاض المستمر في أسعار معدات الطاقة المتجددة وتحسين تقنيات توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، التي تزامنت مع الاهتمام العالمي المتزايد بتغير المناخ وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري.

ولفت إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة خاصة طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة، وجرى تخصيص أكثر من 7 آلاف و600 كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأوضح أن أطلس الرياح يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن إنتاجها، وتصل إلى نحو 90 غيغاواط من طاقتي الرياح والشمس.

إستراتيجية الطاقة

في إطار تنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وُضعت -بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة العالمية- إستراتيجية للمزيج الأمثل فنيًا واقتصاديًا للطاقة في مصر التي تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج القدرات الكهربائية.

وقال شاكر إنه استنادًا إلى نتائج الإستراتيجية يمكن أن تصل الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقات الجديدة والمتجددة إلى أكثر من 42% في عام 2035، مشددًا على الاهتمام الذي يوليه القطاع للطاقات المتجددة من خلال خطة طموحة تستهدف زيادة نسبة مشاركة الطاقات المتجددة لتصل إلى نحو 10 آلاف ميغاواط في عام 2023.

وأوضح شاكر أنه في ضوء أهداف التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، اتُّخذ العديد من الإجراءات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص، وفقًا لعدد من الآليات، أهمها المشروعات الحكومية ومنتج الطاقة المستقل وطرح المناقصات التنافسية، ونظام تعرفة التغذية للطاقات المتجددة، بالإضافة إلى نظام المزايدات، ونتيجة لما سبق، زادت ثقة المستثمرين الأجانب والمحليين في قطاع الكهرباء المصري.

مجمع بنبان للطاقة الشمسية
مجمع بنبان للطاقة الشمسية

محطة بنبان

تطرق وزير الكهرباء في كلمته إلى قصة النجاح المصرية المتمثلة في محطة بنبان للطاقة الشمسية، موضحًا أن النقطة الأكثر أهمية التي أود تأكيدها هنا هي اجتذاب القطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ المشروع.

وقال: "شارك 32 مستثمرًا دوليًا ومحليًا في بناء المحطة التي تُعد أكبر محطة شمسية في العالم بمكان واحد، وبقدرة إجمالية 1465 ميغاواط، وبإجمالي استثمارات نحو ملياري دولار أسهمت في توفير أكثر من 10 آلاف وظيفة مؤقتة ودائمة في أثناء مدة تنفيذ المشروع وتشغيله".

وأضاف: "تم الانتهاء من المشروع وتوصيله بالشبكة في أكتوبر/تشرين الأول 2019، كما فاز هذا المشروع بجائزة البنك الدولي لأفضل مشروع في العالم عام 2018، وحصل على جائزة أفضل مشروع لتطوير البنية التحتية في جائزة التميز الحكومي العربي عام 2020".

قمة المناخ

أشار شاكر إلى استضافة مصر نيابة عن القارة الأفريقية قمة المناخ كوب 27 التي ستنعقد خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي في مدينة شرم الشيخ.

وقال: "نعتزم مواصلة المفاوضات في القضايا العالقة لتحقيق أهداف اتفاق باريس التي تتضمن التزامات من جميع البلدان للحد من الانبعاثات والعمل معًا للتكيف مع آثار تغير المناخ".

ويُشار إلى أن الشراكة بين وزارة التعاون الدولي وشبكة سي إن إن تأتي بصفتها جزءًا من المبدأ الثالث من مبادئ إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي -سرد المشاركات الدولية- بهدف توثيق قصص مصر التنموية، على المستوى الدولي، من خلال 3 محاور هي المواطن محور الاهتمام والمشروعات الجارية والهدف هو القوة الدافعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق