نشطاء المناخ في بريطانيا يستولون على ناقلة وقود تابعة لـ"شل"
منظمات دولية تدعم حملتهم.. وترحيب حكومي بمقاضاتهم
هبة مصطفى
اتسعت دائرة مواجهة نشطاء المناخ في بريطانيا قضائيًا؛ حيث انضمت لها 3 من شركات النفط الكبرى -حتى الآن- في تطور لافت في مواجهة الحملات الرافضة لاستمرار أنشطة الوقود الأحفوري بالبلاد.
وحصلت شركة فاليرو إنرجي -ويقع مقرها الرئيس بولاية تكساس الأميركية- على حكم قضائي يمنع النشطاء من إلحاق الضرر بمنشآتها ومواقعها وأعمالها والطرق المؤدية إليها خلال تظاهراتهم.
وبدأ نشطاء المناخ في بريطانيا من مجموعتي "جاست ستوب أويل" و"إكستينكشن ريبيليون"، مطلع الشهر الجاري، سلسلة من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء أعمال الوقود الأحفوري وشركات النفط المحلية والعالمية بالمملكة المتحدة.
ورغم تلك الأحكام؛ أكد النشطاء اختتام حملتهم الأسبوعية في لندن، اليوم السبت 16 إبريل/نيسان، عبر الاستيلاء على ناقلة وقود تابعة لشركة "شل"، بينما أعلنت منظمات بيئية دولية الانضمام إليهم رفضًا لما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأنه "جنون" في إشارة لاستثمارات الوقود الأحفوري.
احتجاجات نشطاء المناخ في بريطانيا
قرر نشطاء المناخ من حملة "إكستينكشن ريبيليون" اختتام حملتهم الأسبوعية في لندن، اليوم السبت 16 إبريل/نيسان، بالاستيلاء على ناقلة نفط تابعة لشركة "شل" في أثناء عبورها أحد الطرق في لندن، وعلقوا عليها لافتة تحمل شعار "نهاية الوقود الأحفوري".
وأعلنت مجموعات بيئية أخرى الانضمام لنشطاء المناخ في بريطانيا من حملتي مجموعتي "جاست ستوب أويل" و"إكستينكشن ريبيليون"، مثل غرين بيس المعروفة باسم "منظمة السلام الأخضر"، وغرين نيو ديل رايسينغ.
واستند النشطاء إلى موقف الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة والمنظمات الدولية الرافض لأنشطة الوقود الأحفوري، حسبما أوضحوا، في بيان على الموقع الإلكتروني لحملتهم، صباح السبت.
وأكدوا أنه منذ بدء احتجاجاتهم، مطلع الشهر الجاري، ألقت الشرطة القبض على ما يزيد على 600 شخص من أعضاء حملتهم.
واستهدفت احتجاجات نشطاء المناخ في بريطانيا مستودعات النفط ومصافي التكرير، بجانب تنظيم مظاهرات داخل مقرات شركات النفط مثلما حدث في مقر شركة شل الأنغلو-هولندية، ومقر شركة لويدز أوف لندن.
وشملت الاحتجاجات الرافضة للوقود الأحفوري، أمس الجمعة، إغلاق نشطاء المناخ لما يصل إلى 4 كباري مركزية في لندن.
- صراع نشطاء المناخ في بريطانيا مع الوقود الأحفوري يصل لساحات القضاء
- نشطاء يحاصرون مستودعات النفط في بريطانيا لليوم الرابع (صور)
أحكام قضائية
حصلت 3 شركات على أحكام قضائية تمنع نشطاء المناخ في بريطانيا من مواصلة احتجاجاتهم الرافضة للوقود الأحفوري بالمملكة المتحدة، والتي اندلعت قبل نحو أسبوعين.
والشركات الـ3 هي: إكسون موبيل الأميركية، ونافيغيتور تيمز المُزود المستقل بالمملكة المتحدة وتملك 4 محطات في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى شركة فاليرو إنرجي التي كانت لها الريادة في حماية منشآتها من احتجاجات نشطاء المناخ في بريطانيا من حملتي "جاست ستوب أويل" و"إكستينكشن ريبيليون" منتصف الأسبوع الماضي.
وأعلنت الحكومة البريطانية، أمس الجمعة 15 أبريل/نيسان الجاري، أن الأحكام القضائية التي حصلت عليها الشركات العاملة بقطاع النفط بالمملكة المتحدة ضد النشطاء، جاءت بعد وقوف الاحتجاجات وراء حالة من الاضطراب خلال الشهر الجاري.
ورفضت المحكمة العليا بالمملكة المتحدة، في حيثيات حكمها الصادر لصالح شركة فاليرو إنرجي، الأسبوع الماضي، محاولات نشطاء المناخ في بريطانيا إتلاف موقع الشركة أو تعطيل الطرق المؤدية إليها أو تعطيل أعمالها بأي صورة، وفق "رويترز".
ترحيب حكومي
رحّبت الوزارات المعنية بقطاع النفط في الحكومة البريطانية بتلك الخطوات القضائية، وأكدت وزارة الأعمال أن تلك الأحكام المدنية من شأنها دعم موقف شركات النفط العاملة بالقطاع (سواء العالمية أو المحلية) في خفض حدة الاضطرابات الموجهة ضدهم.
من جانب آخر، اعتبر وزير الطاقة البريطاني، غريغ هاندز، أنه من المهم عدم عرقلة سير الحياة اليومية سواء للمواطنين أو شركات النفط، في إشارة لامتداد مظاهر احتجاج نشطاء المناخ في بريطانيا لإلحاق الضرر ببعض الطرق والتأثير في انتظام إمدادات الوقود ببعض المحطات.
ورغم تأكيد هاندز تقدير الحكومة البريطانية حق الاحتجاج السلمي؛ فإنه رحّب بلجوء شركات النفط للقضاء لاستصدار أحكام من شأنها الاتساق مع مواقف الشرطة لإلقاء القبض على مخالفي تلك الأحكام؛ ما يضمن تأمين إمدادات الوقود للمحطات.
واتهم حزب العمال احتجاجات نشطاء المناخ في بريطانيا بالدفع نحو نقص إمدادات الوقود للمحطات، داعيًا لامتداد دائرة الأحكام القضائية لتشمل منع مظاهرات النشطاء بأنحاء البلاد كافة وليس في محيط شركات النفط ومنشآتها فقط.
وأضاف الحزب المعارض أنه يجب منع احتجاجات النشطاء المطالبين بوقف الالتزامات الحكومية تجاه التوسع في البنية التحتية الجديدة للوقود الأحفوري، بصورة فورية.
اقرأ أيضًا..
- الحمادي: محطات براكة النووية تدعم الابتكار والحياد الكربوني
- بعد غرق سفينة محملة بالوقود.. جهود تونسية لمنع كارثة بيئية
- استخدامات متعددة.. كيف يؤدي معدن الزنك دورًا مهمًا في تحول الطاقة؟