النفط والغاز.. أميركا تسمح بعودة عمليات التنقيب بـ"شروط جديدة"
تتعلق بمساحات أراضي الحفر والرسوم
أمل نبيل
أعلنت الإدارة الأميركية، أمس الجمعة 15 أبريل/نيسان، اعتزامها استئناف خطط تطوير حقول النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية، مع فرض شروط جديدة تتعلق بمساحة الأراضي المطروحة والرسوم المحصلة، وهي خُطوة تناقض التعهدات الرئاسية لجو بايدن، أثناء حملته الانتخابية.
وتواجه إدارة بايدن ضغوطًا مستمرة للحد من ارتفاع أسعار الطاقة، التي وصلت إلى مستويات قياسية، نتيجة تخفيف إجراءات الإغلاق التي كانت مفروضة بسبب تفشي وباء كورونا، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتدعو الخُطة المعلنة الحكومةَ الأميركية لطرح عدد أقل من الأفدنة للتنقيب عن النفط والغاز، وفرض رسوم أعلى على شركات الوقود الأحفوري، وتقييم التأثير المناخي لعمليات التنقيب.
ولاقى المقترح معارضات حادة من عدة مجموعات بيئية، في حين لاقى ترحيبًا من قبل صناعة النفط، التي وصفته بأنه خُطوة غير كافية لمواجهة الارتفاع في أسعار النفط والغاز، وفقًا لرويترز.
بايدن يخالف تعهداته المناخية
يُعَد المقترح الذي أُعلِن في وقت متأخر من يوم الجمعة، قبل عُطلة نهاية الأسبوع، أحدث خطوة لإصلاح برنامج التأجير الفيدرالي للنفط والغاز، منذ تولي بايدن منصبه الرئاسي في يناير/كانون الثاني 2021.
وكان الرئيس الأميركي الديمقراطي، جو بايدن، قد تعهد عدة مرات خلال حملته الانتخابية، بوقف مزادات التنقيب الفيدرالية، لكن هذه التعهدات تعثرت بسبب طعن قضائي من الولايات التي يقودها الجمهوريون.
ويتبنى الرئيس جو بايدن، أهدافًا مناخية طموحة، تهدف لتحقيق الحياد الكربوني في البلاد بحلول عام 2050، من خلال التوسع في إنتاج الطاقة من مصادر متجددة واستبدال سيارات المركبات الكهربائية بدلًا من الوقود الأحفوري.
وكان بايدن قد أكد، في تصريحات انتخابية خلال حملته في هدسون، نيو هامبشاير، في فبراير/شباط 2020، أنه لن يكون هناك مزيد من عمليات الحفر في الأراضي الفيدرالية.
واتخذت إدارة بايدن عدة خُطوات للحد من ارتفاع أسعار البنزين والتضخم، الذي تفاقم بسبب أسعار النفط الخام، التي وصلت إلى مستويات قياسية بسبب الحرب على أوكرانيا والعقوبات اللاحقة على روسيا من قِبل الولايات المتحدة وحلفائها.
وبسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، اقتربت أسعار النفط من حاجز 140 دولارًا للبرميل، وعلى الرغم من تراجعها بعد ذلك لتتداول بالقرب من 112 دولارًا للبرميل؛ فإنها تظل أعلى من أسعار العام الماضي بنحو 70%.
وتُعَد روسيا ثاني أكبر مُصدّر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية.
محاولات بايدن لخفض أسعار النفط والغاز
في نهاية مارس/آذار الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الإفراج عن مليون برميل إضافي يوميًا من احتياطي النفط الإستراتيجي، خلال 6 أشهر، لمواجهة ارتفاع أسعار النفط والغاز.
وتضخ الولايات المتحدة، وهي أكبر منتج للنفط في العالم، 11.7 مليون برميل من النفط يوميًا، في حين تستهلك نحو 20 مليون برميل يوميًا.
وكشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، عن خطط تهدف إلى تعزيز إنتاج وبيع البنزين المخلوط بالإيثانول.
ويُعَد ارتفاع معدلات التضخم حجر عثرة في طريق الديمقراطيين الذين يخوضون انتخابات التجديد النصفي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وسيتيح الاقتراح المُعلن ما يقرب من 137 قطعة أرض، مساحتها نحو 144 ألف فدان، للتنقيب عن النفط والغاز في 9 ولايات أميركية، وهو ما يمثل تخفيضًا بنسبة 80% عن مساحة الأراضي التي كانت قيد التقييم للتأجير.
وسيتطلب الأمر من شركات التنقيب دفع رسوم بنسبة 18.75% من أرباح منتجات النفط والغاز بدلًا من 12.5% وهي النسبة التي لم تتغير منذ نحو 100 عام تقريبًا.
وسيتعين على الشركات التي ترغب في التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية، احترام الشروط الجديدة؛ ومن بينها الامتثال لأفضل الأساليب العلمية المتاحة لتقليل انبعاثات غاز الاحتباس الحراري.
ويرى خبراء صناعة النفط، أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 6 أشهر إلى عام قبل أن تنتج عمليات الحفر الجديدة في الأراضي الفيدرالية إمدادات إضافية من النفط والغاز، تُسهِم في خفض التكلفة.
وتراجعت أسعار غالون البنزين العادي في الولايات المتحدة إلى 4.07 دولارًا، يوم الجمعة، مقابل 4.31 دولارًا قبل شهر من الآن.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع أسعار الوقود يجبر الولايات المتحدة على حلول قاسية
- انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة بعكس التوقعات
- مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا تتراجع لأقل مستوى في 3 أعوام
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع أسعار الطاقة.. 7 تجارب عالمية في حماية المستهلكين (تقرير)
- نشطاء المناخ في بريطانيا يستولون على ناقلة وقود تابعة لـ"شل"
- نوفاك: بعض مشتري الغاز الروسي تحولوا إلى الروبل.. وأوروبا لن تستغني عن إمداداتنا