صراع نشطاء المناخ في بريطانيا مع الوقود الأحفوري يصل لساحات القضاء
حكم قضائي لصالح شركة نفطية.. و80 عالمًا يلجؤون إلى البرلمان
هبة مصطفى
دخل الصراع بين نشطاء المناخ في بريطانيا وشركات النفط مرحلة جديدة، بعدما أصدرت محكمة عليا في البلاد حكمًا قضائيًا يمنع النشطاء من التجمهر حول مستودعات النفط لإحدى الشركات التي استهدفتها حملة رفض الوقود الأحفوري.
وكان نشطاء قد بدؤوا حملة مطلع شهر أبريل/نيسان الجاري، حاصروا خلالها منشآت لشركات النفط البريطانية احتجاجًا على الاستثمارات غير الصديقة للبيئة.
وفي الوقت ذاته، ورغم الحكم القضائي الصادر لصالح شركة فاليرو إنرجي لإنتاج الوقود والبتروكيماويات -التي يقع مقرها الرئيس في ولاية تكساس الأميركية- جدد نشطاء المناخ في بريطانيا تعهداتهم بمواصلة حملة "جاست ستوب أويل" رغم الإجراءات التي يواجهها أعضاء الحملة.
حكم فاليرو إنرجي
يلزم الحكم الذي أصدره القاضي في المحكمة العليا، جويل بيناثان، نشطاء المناخ في بريطانيا بعدم التعرض لمنشآت معالجة الوقود التابعة لشركة فاليرو إنرجي.
وشمل الحكم القضائي منع أي محاولات لإتلاف موقع الشركة، أو محاصرة الطرق المؤدية إليها، أو بناء أي حواجز حولها، أو دعم أي أعمال حفر من شأنها التأثير في عمل الشركة، إلى جانب حظر اصطفاف السيارات أو أي عوائق في الطرق المؤدية إلى منشآتها.
واقتصر الحكم -الذي استصدرته شركة فاليرو إنرجي- على ممارسات نشطاء المناخ في بريطانيا الموجهة إلى الشركة، ورفضت المحكمة توسعة قرارات الحكم لتشمل جميع أعمال الاحتجاج التي يمارسها النشطاء.
ولفت القاضي إلى أن حكمه -المُعلن الأربعاء 14 أبريل/نيسان الجاري- جاء لصالح شركة الطاقة؛ نظرًا إلى ما قد ينتجه تعدي نشطاء المناخ في بريطانيا عليها من نتائج خطيرة، لاحتمال اشتعال بعض عناصر الصناعة أو التأثير في البنية التحتية الحيوية التي تعتمد على النفط، وفق ما نشرته بي بي سي.
يُشار إلى أن شركة فاليرو إنرجي تُدير منشآت نفطية عدة في بريطانيا، من ضمنها مصفاة بيمبروكشاير، بالإضافة إلى 5 محطات في أنحاء المملكة المتحدة كافة.
- نشطاء يحاصرون مستودعات النفط في بريطانيا لليوم الرابع (صور)
- 6 حقول نفط جديدة في بحر الشمال تعرقل خطط بريطانيا المناخية
حملة نشطاء المناخ في بريطانيا
رغم إلقاء الشرطة القبض على ما يقرب من 1000 شخص من نشطاء المناخ في بريطانيا، منذ بدء حملتهم حتى الآن، فإنهم أكدوا مواصلة حملتهم ضد منشآت الوقود الأحفوري واستثماراته.
وأشار النشطاء من حملة "جاست ستوب أويل" إلى أنهم لا يملكون سوى خيارين: إما إلقاء القبض عليهم وإما تنفيذ مطالبهم بوقف الاستثمارات الجديدة للنفط والغاز بالمملكة المتحدة.
وخلال يومي الأحد والإثنين من الأسبوع الجاري، ألقت الشرطة القبض على ما يقرب من 15 إلى 20 ضمن نشطاء المناخ في بريطانيا، بعدما أسهموا في حفر أنفاق أسفل الطريق المؤدي إلى محطة كينغسبري.
كما تعرّض 40 ناشطًا للمصير ذاته، الإثنين الماضي، بعد غلقهم شبكة الأنابيب فوق رصيف التحميل في محطة غرايس لمدة 38 ساعة، وفق صحيفة الغارديان.
واستخدم نشطاء المناخ في بريطانيا من مجموعة "إكستينكشن ريبيليون" الغراء اللاصق والسلاسل وأقفال الدراجات لحصار سوق التأمين "لويدز أوف لندن"، ورفعوا لافتتين كتبوا عليهما "يجب إنهاء الوقود الأحفوري الآن"، و"تأمين العدالة المناخية"، وانتقدوا أداء الحكومة البريطانية تجاه الأهداف المناخية.
تضامن مناخي.. وردّ حكومي
تطور الأمر بصورة كبيرة، وحظي نشطاء المناخ في بريطانيا بدعم من بعض العلماء والمهتمين بالأمر، في حين تمسكت الحكومة برفضها للحملة واتهمت النشطاء بعرقلة حياة المواطنين الذي تأثروا جراء نقص الوقود ومحاصرة المحطات.
وعلى الصعيد الحكومي، وصف المتحدث باسم رئيس الوزراء ممارسات نشطاء المناخ في بريطانيا بأنها "حرب عصابات"، في حين رفض وزير الداخلية تسبب موقف النشطاء في توقف حياة المواطنين.
وقللت وزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجيات الصناعية البريطانية من حجم تأثير ممارسات النشطاء في المواطنين، مشيرة إلى أن معاناة قطاع النفط وبعض المحطات جراء احتجاجات النشطاء سببت اضطرابًا "قصير الأمد" خلال عمليات تسليم الوقود فقط.
واعتبرت أن إقصاء الشرطة المتظاهرين من نشطاء المناخ في بريطانيا عن ممارساتهم وعن المواقع النفطية التي يحاصرونها من شأنه دعم استئناف عمليات التسليم.
ولم تثن التلميحات الحكومية النشطاء عن خطة حملتهم، وبالتزامن مع دعوة النشطاء إلى التجمهر في ساحة هايد بارك الأربعاء 13 أبريل/نيسان، خاطب 80 عالمًا وزير الطاقة غريغ هاندز، لتأييد مناقشة البرلمان تطورات تغير المناخ، استجابة إلى طلب أحد المضربين عن الطعام لمدة تقارب الشهر ويُدعى أنغوس روز.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الغاز في حوض هاينزفيل الأميركي يسجل مستوى قياسيًا (تقرير)
- تقويض الأهداف المناخية عالميًا.. هؤلاء أنكروا الحقائق (مقال)
- صفقة ضخمة.. خط بحري لتصدير كهرباء الجزائر إلى إيطاليا