هل تخفف زيادة إنتاج النفط والغاز حدة أزمة الطاقة العالمية؟ (تقرير)
نوار صبح
- • تسحب الحكومات من الاحتياطيات الإستراتيجية وتحث منتجي النفط والغاز على زيادة الإنتاج
- • أوروبا وآسيا قد تزيدان من استهلاك الفحم خلال العام المقبل
- • تعزيز إمدادات الوقود الأحفوري سيؤدي إلى إبطاء تقدم العالم نحو الحياد الكربوني
- • الإنتاج العالمي من طاقة الرياح والطاقة الشمسية نما 6 أضعاف في العقد الماضي
- • طاقة الرياح والطاقة الشمسية توفران نحو 4% فقط من الطاقة العالمية
- • لا يزال الوقود الأحفوري يمثّل 79% من إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة.
يذكِّر اصطلاح "انتعاش الكربون" -الذي بات شائعًا لدى المحللين والمراقبين مؤخرًا- بأن النفط والغاز، والوقود الأحفوري عمومًا، ما زالت ضرورة كما كان دائمًا.
وبينما تنتج شركات الطاقة في حوض برميان غرب ولاية تكساس الأميركية كميات قياسية من النفط والغاز الطبيعي، وفقًا للتوقعات الفيدرالية، فإن زيادة الإنتاج -بالنسبة إلى المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا- تساعد على تخفيف صدمة إمدادات الطاقة من الغزو الروسي لأوكرانيا.
ونتيجة لارتفاع أسعار النفط والغاز والاضطرابات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، يتحوّل العالم إلى الوقود الأحفوري مرة أخرى، وفقًا لما نشرته صحيفة دالاس مورنينغ نيوز اليومية الأميركية.
جدوى الطاقة النظيفة
في المقابل، تسحب الحكومات من الاحتياطيات الإستراتيجية، وتجهيز الإمدادات الجديدة وحث منتجي النفط والغاز على زيادة الإنتاج.
حتى إن المدافعين الأقوياء عن الطاقة النظيفة -مثل الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار العملاقة بلاك روك، لاري فينك- أقروا بضرورة إعادة النظر في جدوى الطاقة النظيفة.
وقال لاري فينك إن الولايات المتحدة تركز على تعزيز إمدادات النفط والغاز، وأن أوروبا وآسيا قد تزيدان من استهلاك الفحم خلال العام المقبل.
ووجّه فينك رسالة حديثة إلى المساهمين، قال فيها: إن تعزيز إمدادات الوقود الأحفوري سيؤدي إلى إبطاء تقدم العالم نحو الحياد الكربوني في المدى القريب.
وأضاف أن أسعار الطاقة الباهظة ستجعل مصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية أكثر قدرة على المنافسة، ولكن بتكلفة مرتفعة.
وأوضح أن أسعار الطاقة عند هذا المستوى تفرض -أيضًا- عبئًا ثقيلًا على من لا يقدرون على تحمّل تكاليفها.
أهمية النفط والغاز
تجاوز متوسط سعر البنزين العادي 4 دولارات للغالون في الأسابيع الأخيرة في الولايات المتحدة، وهو ما يزيد بنسبة 50% تقريبًا عن العام الماضي. كما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بصفة كبيرة، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة الكهرباء والتدفئة المنزلية.
وتعرّضت شركات الوقود الأحفوري طوال سنوات لانتقادات، بسبب إسهامها في التغير المناخي، وسحب بعض المستثمرين حصصهم، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.
ويرى محللون أن صدمة العرض الحالية تقلب هذا النهج رأسًا على عقب.
وقالت الزميلة في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس الأميركية، ميشيل ميشوت فوس: إن هناك صراعًا كبيرًا بين ما يقول الناس إنهم يريدونه وما هم على استعداد لفعله، حسبما أوردت صحيفة دالاس مورنينغ نيوز اليومية الأميركية.
وأشارت إلى خيارات قليلة لدى الحكومات والمجتمعات، باستثناء الاستمرار في استخدام أنظمة الطاقة القديمة.
إسهام مصادر الطاقة المتجددة
أوضحت الزميلة في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس الأميركية، ميشيل ميشوت فوس، أن الإنتاج العالمي من طاقة الرياح والطاقة الشمسية نما 6 أضعاف في العقد الماضي.
وأضافت أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية توفران نحو 4% فقط من الطاقة العالمية، في حين يوفر الوقود الأحفوري أكثر من 80%.
وفي الولايات المتحدة، شكّلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية نحو 5% من إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة العام الماضي.
وتصدّرت حصة مصادر الطاقة المتجددة 12%، بالإضافة إلى الكتلة الحيوية والطاقة المائية، وفقًا لبيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وبدورها، أسهمت الطاقة النووية بنسبة 8.3%، ولا يزال الوقود الأحفوري يمثّل 79% من إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة.
وألمحت ميشيل ميشوت فوس إلى أن الجميع متحمسون لفكرة استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، التي تُعدّ مكلفة بسبب أن الإمدادات الاحتياطية مطلوبة في بعض الأحوال الجوية.
وتزامنت الزيادة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية على مدى العقد الماضي مع ثورة النفط الصخري، التي أعادت إحياء إنتاج النفط والغاز في تكساس وخارجها.
وأدت المكاسب الصافية للحقول الصخرية في إمدادات الطاقة، منذ عام 2010، إلى تقليص المكاسب من قطاعي الرياح والطاقة الشمسية.
وأسهمت مكاسب النفط الصخري في تقليل إنتاج الفحم بمقدار النصف تقريبًا، وهذا تطور مفيد في تقليل الانبعاثات.
وعلاوة على ذلك، انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمقدار النصف أو أكثر منذ عام 2011، وفقًا لتقديرات شركة إدارة الأصول لازارد الأميركية.
وأشارت ميشيل ميشوت فوس وزميلها غابرييل كولينز -في تقرير صدر في يناير/كانون الثاني- إلى أن الضغط على وقف تمويل الوقود الأحفوري -قبل أن تتمكن الموارد منخفضة الكربون بشكل موثوق من سد الفجوة- يهدد بزعزعة استقرار الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
تسريع تحول الطاقة
تريد النخب الثرية في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تسريع تحول الطاقة من خلال تقييد الاستثمار في الكربون. ونتيجة ذلك، يواجه مليارات المستهلكين في أنحاء العالم ارتفاع أسعار الطاقة وتقلباتها.
وطلب أعضاء الكونغرس -في جلسة استماع للجنة مجلس النواب في واشنطن، يوم الأربعاء أبريل/نيسان الجاري- من المسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة شرح سبب ارتفاع أسعار البنزين، وتوضيح سبب عدم زيادة الإنتاج.
جدير بالذكر أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة لم يتعاف إلى مستويات عالية قبل انتشار الوباء.
ويكمن أحد أسباب تراجع الإنتاج في أن شركات النفط تعيد المزيد من الأموال إلى المستثمرين، الذين فقدوا المليارات في حقول النفط الصخري على مدار العقد الماضي.
وفي حوض برميان غرب ولاية تكساس، سجل إنتاج النفط والغاز الطبيعي ارتفاعات جديدة، وفقًا لتوقعات إدارة معلومات الطاقة.
وأضافت تكساس، في فبراير/شباط الماضي، 5 آلاف و100 وظيفة في مجال النفط والغاز، بزيادة قدرها 2.9%، وفقًا للبيانات الفيدرالية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بايونير ناتشورال ريسورسز ومقرها إيرفينغ، سكوت شيفيلد، للمشرعين إن الغاز الطبيعي المسال من نهر بيرميان سيكون أفضل مصدر للاستغناء عن الغاز الطبيعي الروسي في أوروبا.
اقرأ أيضًا..
- حظر الفحم الروسي يُهدد بارتفاع أسعار الكهرباء في أوروبا (تقرير)
- إنتاج أوبك+ النفطي يتراجع للمرة الأولى خلال 13 شهرًا (مسح)
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. حل مؤقت لتهدئة أسعار البنزين في أميركا (تقرير)