تمويل الوقود الأحفوري بأموال الضرائب يخالف الخطط المناخية للحكومات
هبة مصطفى
في ظل الحرب الدائرة بين الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة، دعت مجموعة استثمارية حكومات العالم إلى التوقف عن دعم صناعة النفط والغاز باستخدام أموال الضرائب، بجانب منع التمويلات التي تناقض التعهدات المناخية للدول.
وانتقدت المجموعة التي تقود تحالف مالكي أصول الحياد الكربوني اعتماد غالبية الحكومات على طاقة الوقود الأحفوري بصورة متنامية؛ ما يدفع نحو الحاجة لتخصيص ميزانيات إضافية تتجاوز الميزانيات الحالية لمشروعات التخلص من الكربون المتوافقة مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ لضبط مستويات الاحترار العالمي حول 1.5 درجة.
وطالبت المجموعة بوقف الاتجاه الهادف لدعم مشروعات الوقود الأحفوري على حساب تعزيز الطاقة المتجددة والنظيفة.
أمن الطاقة.. والأهداف المناخية
أكدت المجموعة الاستثمارية التي تقود تحالف مالكي أصول الحياد الكربوني أن سياسات أمن الطاقة والحاجة لضمان أمن الإمدادات يجب أن تتوافق مع الأهداف المناخية العالمية.
وذكرت أن استخدام الوقود الأحفوري يجب أن يشهد تخفيضات صارمة في وقت قريب، لتحقيق هدف الحفاظ على درجات الاحترار العالمي عند مستويات 1.5 درجة بحلول عام 2050.
ورأت المجموعة -التي تُدير أصولًا تقدر بـ10.4 تريليون دولار أميركي- أن تكلفة الطاقة المتجددة والنظيفة آخذة في الانخفاض؛ ما يعزز التوجه إليها في ظل ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري.
ورصدت المجموعة انخفاض وحدات الطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم آيون بنسبة 85%، بجانب تراجع تكلفة طاقة الرياح بنسبة 55%، وفق ما نشرته صحيفة إنديا تايمز- إيكونوميك تايمز.
وتعزز المجموعة استخدام جميع موارد الطاقة وإجراء توسعات فورية في كفاءتها، مشيرة إلى أن تنويع إمدادات الطاقة يشكل أولوية في الآونة الحالية لبلدان عدة.
- علماء المناخ يشعرون باليأس.. الغزو الروسي وزيادة إنتاج النفط يهددان الأرض
- الأمين العام للأمم المتحدة: استثمارات الوقود الأحفوري جنون اقتصادي وأخلاقي
الوقود الأحفوري وروسيا
كشف الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، عن حجم اعتماد قارة أوروبا على إمدادات الوقود الأحفوري، وبدأت بلدان عدة بالقارة العجوز الإعلان عن خطط تعزيز مصادر الطاقة الأخرى بعيدًا عن الإمدادات الروسية.
وفي محاولة لضبط خطط التوسع الأوروبي وربطها بالأهداف المناخية، عكف علماء معنيون بشؤون المناخ -طوال الأسبوع الجاري- على التحذير من التوسع في مشروعات الوقود الأحفوري التي تطلق انبعاثات كثيفة، مشددين على أهمية التركيز على مشروعات الطاقة المتجددة.
وشجع تحالف مستثمري أصول الحياد الكربوني على عدم توجه الحكومات صوب مشروعات الوقود الأحفوري بقوة خاصة في ظل مخاوف نقص إمدادات الطاقة عقب غزو أوكرانيا.
وأكدوا أن تلك المشروعات من شأنها وضع عقبات أمام رحلة انتقال الطاقة التي تحمي العالم من كوارث تغير المناخ.
وواجهت الحكومات عقب الغزو الروسي لأوكرانيا معيارًا حقيقيًا لمدى التزامها بالتعهدات المناخية وخطط الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة، بعدما دعمت العقوبات المفروضة على موسكو -ومن ضمنها حظر إمدادات الطاقة- مطالبة اقتصادات كبرى بزيادة إنتاج النفط والغاز.
- هيئة تغير المناخ تضع 4 خطوات لتفادي كارثة الاحترار العالمي
- الاحترار العالمي.. مواجهة 1.5 درجة مئوية بحلول 2035 أمر حتمي
ضغط على الأسواق
عدّد تحالف مستثمري أصول الحياد الكربوني مظاهر النفع على حكومات العالم جراء انتقال الطاقة والتركيز على مشروعات الطاقة النظيفة.
وأكدوا أن تلك الخطوة تمنح الحكومات اقتصادات قوية تراعي البيئة بصورة أكبر، بجانب توفير وظائف خضراء، وحماية المستهلك من مخاطر ارتفاع أسعار النفط والغاز والوقود الأحفوري مستقبلًا.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن استثمارات الوقود الأحفوري تُعَد "جنونًا" على الصعيد الاقتصادي والأخلاقي، مشيرًا إلى أن الحكومات لا تبذل جهودًا صادقة في مسار مكافحة التغير المناخي.
وحذر -في تصريحات له الأسبوع الماضي- من تسبب استثمارات الوقود الأحفوري في مزيد من الضغط على الأسواق التي تعاني بالفعل ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات.
وتولت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بشؤون المناخ التابعة للأمم المتحدة مهمة إصدار تقرير موسع خاطبت من خلاله الحكومات المختلفة حول الأداء العالمي في مشروعات الوقود الأحفوري مقابل المشروعات النظيفة التي تتسق مع الأهداف المناخية.
اقرأ أيضًا..
- ميتسوي اليابانية تضخ استثمارات مليارية في الطاقة المتجددة بالهند
- الغاز المسال.. الصين تتجاوز اليابان وتصبح أكبر مستورد في العالم
- تقرير دولي عن طاقة الرياح: مصر تتفوق على المغرب والجزائر وعُمان