مسؤول سابق يحذر من مخاطر تغير المناخ في الجزائر
دينا قدري
سلّط وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة الجزائري السابق، شمس الدين شيتور، الضوء على الجهود المبذولة لمحاربة تغير المناخ في الجزائر، مشددًا على أهمية الدعم المادي لتحقيق طموحات البلاد.
وتطرّق إلى الكتاب الأبيض حول آثار التغيرات المناخية الذي أصدرته الجزائر، وهو بمثابة وثيقة حشدت نحو 40 باحثًا جامعيًا ومسؤولًا تنفيذيًا من 10 وزارات، عملوا على مدار 4 أشهر.
وأشار -في مقال نشرته صحيفة "لكسبرسيون" المحلية الناطقة باللغة الفرنسية- إلى أن الجزائر تضررت بشدة من تغير المناخ، وطبّقت سياسة استباقية لمحاربة آثاره الضارة أو -على الأقل- تخفيفها.
وبالنظر إلى الجهود المبذولة لتقليل بصمتها البيئية، يرى شمس الدين شيتور أنه يحق للجزائر طلب الدعم؛ لأنها جزء من هذا الطموح لاحتواء الاحتباس الحراري تحت درجتين مئويتين.
الظلم المناخي ولاجئو المناخ
أوضح شيتور أن الظلم المناخي أصبح الظاهرة السائدة في الآونة الأخيرة، إذ ظهر لاجئو المناخ بعد اللاجئين السياسيين ثم اللاجئين الاقتصاديين.
وشدد على ضرورة إضافة الظلم المناخي وعدم القدرة على الحد من استخدام الوقود الأحفوري، إلى كل الإهانات التي يعانيها فقراء العالم.
فالتقلبات المناخية تعني أن دول الجنوب هي التي تدفع الفاتورة؛ إذ إنها ناتجة عن استهلاك الدول الغنية التي ترسل مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون إلى الفضاء كل عام، ما يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويتمثّل ذلك في الفيضانات الكارثية، والجفاف، وفي نهاية المطاف تزايد عدد لاجئي المناخ الذين لا يستطيعون مقاومة الاضطرابات.
آثار تغير المناخ في الجزائر
تقع الجزائر في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهي منطقة تعدها اللجنة الحكومية الدولية للخبراء الدوليين حول تغير المناخ واحدة من 24 "بقعة ساخنة" والأكثر عرضة لتغير المناخ.
كما أنها تتأثر بالظواهر المناخية المتطرفة المتكررة (الفيضانات، والجفاف، وموجات الحرارة، وحرائق الغابات، إلخ).
والجزائر -مثل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- تتأثر بصفة خاصة بتدهور الأراضي والتصحر.
وأوضح شيتور أن التوقعات المناخية تشير إلى زيادة كبيرة في درجة الحرارة بحلول عام 2030 مع انخفاض كبير في هطول الأمطار؛ ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الوصول إلى الموارد الطبيعية، لا سيما المياه.
وتتعرّض الجزائر -بصفة متكررة- لمخاطر كبيرة من أصل طبيعي أو تكنولوجي. وتسببت هذه الظواهر في وقوع عدد كبير من الضحايا، وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية في العقود الأخيرة.
ودفع ذلك الجزائر إلى إصدار القانون الخاص بالوقاية من المخاطر الكبرى وإدارة الكوارث في إطار التنمية المستدامة.
إدارة مخاطر تغير المناخ في الجزائر
بدأت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة -بناءً على طلب رئيس الوزراء- التفكير في تأثير تغير المناخ في الجزائر.
وكانت ثمرة الجهود "الكتاب الأبيض" الذي يصف الخسائر الناجمة عن الاضطرابات المناخية، والجهود المبذولة للتخفيف من تداعيات تغير المناخ في الجزائر، بحسب بيان صحفي.
وجاء في البيان: "من خلال المشاركة في الحد من غازات الاحتباس الحراري، تأمل الجزائر أن الجهد المبذول يُقدر بقيمته العادلة من قبل المنظمات الدولية المسؤولة عن المناخ، لا سيما في المستقبل، بسبب التأثير السلبي الناجم عن الإجهاد المائي".
وشدد شيتور على أن الكتاب الأبيض لا يدعي أنه شامل من خلال الإبلاغ عن جميع الخسائر متعددة الأبعاد الناجمة عن اضطرابات تغير المناخ في الجزائر.
ومع ذلك، فإنه يهدف إلى لفت الانتباه إلى الجهود المبذولة للتخفيف من الآثار الضارة الناجمة في نهاية المطاف عن الاستهلاك المرتفع للوقود الأحفوري.
محاربة تغير المناخ في الجزائر
صادقت الجزائر على الأهداف الإنمائية للألفية، وستكون وفية لالتزاماتها، التي ستحققها بسرعة أكبر إذا جرى دعمها في تحقيقها، بحسب وزير الطاقات المتجددة السابق.
وأكد شيتور أن الجزائر تحارب -بجدية- ظاهرة تغير المناخ، وتحترم التزاماتها المناخية، لا سيما عن طريق حرق الغاز، لتقليل أثرها البيئي من خلال كونها واحدة من الدول النادرة التي تحاول تخزين ثاني أكسيد الكربون، عبر تعاونها مع شركة بي بي.
كما تعيد الجزائر إطلاق السد الأخضر، لزرع "أحواض الكربون"، فضلًا عن مكافحتها خطر الجراد كل عام -تقريبًا- مع عواقب وخيمة على المحاصيل.
وتزداد صعوبة المعركة، لأن المساعدات ضئيلة، والدول مستمرة في استخدام الوقود الأحفوري.
وأشار شيتور إلى أن الجزائر تطالب بتغيير حجم الأموال الموعودة خلال مختلف مؤتمرات الأطراف التابعة للأمم المتحدة -لا سيما كوب 26- لمواجهة التحديات الحالية.
موضوعات متعلقة..
- المغرب يتفوق على الجزائر في مواجهة آثار تغير المناخ
- علماء المناخ يشعرون باليأس.. الغزو الروسي وزيادة إنتاج النفط يهددان الأرض
- أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. هكذا يمهد القادة لـ"كوب27"
اقرأ أيضًا..
- شحنات النفط الروسي ترتفع إلى الهند.. صفقة جديدة بـ 2 مليون برميل
- مخاطر زيادة اعتماد أوروبا على الغاز الأميركي (مقال)
- شراكة بين جنرال موتورز وهوندا لإنتاج سيارات كهربائية بأسعار معقولة