تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

تقرير دولي: تغير المناخ يهدد الجزائر بفيضانات وانهيارات أرضية

دينا قدري

حذّر تقرير أصدره البنك الدولي من أن تغير المناخ يهدد الجزائر بمجموعة واسعة من المخاطر المناخية والجيولوجية، من الفيضانات والزلازل وحرائق الغابات، إلى الجفاف وتآكل السواحل والتربة.

وخصص البنك الدولي فصلًا كاملًا للتحديات المرتبطة بإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية في الجزائر، في تقريره الأخير حول مراقبة الوضع الاقتصادي في البلاد، حسبما نقلت صحيفة "لكسبرسيون" الناطقة باللغة الفرنسية.

وكشف التقرير أنه خلال السنوات الـ60 الماضية، شكلت الفيضانات 60% من الأحداث الكارثية في الجزائر؛ ما أثّر على أكثر من 800 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، مع خسائر اقتصادية تجاوزت 1.5 مليار دولار أميركي.

إلا أنه أشاد بالجهود الجادة المبذولة في البلاد للحدّ من المخاطر، لا سيما في إدارة الاستجابة للطوارئ وإعادة الإعمار، في ظل إطار قانوني حديث لإدارة مخاطر الكوارث.

المناطق الأكثر عرضة للخطر

أشار تقرير البنك الدولي إلى أن الوضع أكثر تعقيدًا في المراكز الحضرية الكبيرة، التي تظهر نموًا سكانيًا سريعًا وتجمع حصة كبيرة من النشاط الاقتصادي؛ إذ إن هناك احتمال كبير لوقوع كارثة ذات عواقب وخيمة على المناطق الحضرية، خاصة وأن 86% من السكان يعيشون في المدن، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان الحضر بحلول عام 2030.

وجاء في التقرير أن 9 من كل 10 جزائريين يعيشون في المناطق الساحلية الشمالية التي لا تمثل سوى 12.6% من إجمالي مساحة البلاد.

وقد أدى هذا الوضع إلى انتشار وتهميش الأحياء الفقيرة والمساكن المؤقتة، فضلاً عن الازدحام في وسائل النقل والتلوث والتعرض لمخاطر كبيرة.

العاصمة مهددة بالتدمير

من الواضح أن الجزائر العاصمة هي الأكثر عرضة للأخطار المناخية، ولا سيما الزلازل والفيضانات، بسبب كثافتها السكانية العالية، ومعدل التحضر المرتفع، ودرجة الزلزالية العالية للغاية فيها.

في أي وقت، يمكن أن تُدمر الجزائر العاصمة بسبب زلزال عنيف، فهي معرضة لأمواج تسونامي والفيضانات وتآكل السواحل والانهيارات الأرضية ونقص المياه.

ويقدّر البنك الدولي أن 53% من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في الجزائر العاصمة معرضة لخطر الفيضانات.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية الأساسية، أوضح التقرير أن 42% من الطرق السريعة الرئيسة، و19% من المدارس، و21% من المستشفيات، و41% من محطات الإطفاء في العاصمة، تقع في مناطق معرّضة لخطر الفيضانات.

وبالمثل، فإن الأحياء الفقيرة وحي القصبة هي الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي.

تغير المناخ

عواصف وحرائق

أشارت التقديرات إلى أن عدد العواصف الاستثنائية التي تضرب الجزائر يُمكن أن تزيد بنحو 41%، مسببة فيضانات وانهيارات أرضية وأضرار جسيمة.

وبالإضافة إلى الفيضانات، هناك مخاطر حدوث الزلازل، إذ يتعرض شمال الجزائر لسلسلة قوية من الهزات الأرضية.

ويحذّر التقرير نفسه من أن أكثر من 99% من المناطق الغنية بالأشجار في الجزائر تواجه خطر نشوب حرائق.

ويأخذ دليلًا على المنحنى المتزايد لعدد الحرائق التي انطلقت منذ عام 2010، مع خسائر سنوية تُقدر ما بين 15-19 مليون دولار.

مخاطر أخرى

إضافة إلى ما ذُكر، فإن الجزائر معرضة للعديد من المخاطر المناخية الأخرى، إذ تشكل فترات الجفاف المتكررة -التي بدأت في عام 1977- تهديدًا لموارد المياه الشحيحة -أصلًا- في البلاد.

كما أن تآكل التربة -الذي نادرًا ما يتم الحديث عنه- هو كارثة حقيقية وفقًا لتقرير البنك الدولي، وهناك ما لا يقل عن 13 مليون هكتار من الأراضي الوطنية متضررة، وبالتالي يُفقد ما يقرب من 400 ألف هكتار سنويًا.

وتصل التكاليف المباشرة لتآكل السواحل إلى 313 مليون دولار سنويًا.

كما أن التصحر يهدد أكثر من 17 مليون هكتار في مناطق السهوب، وهي مناطق محددة مناخيًا وجغرافيًا تتميز بوجود سهول المراعي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق