التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعات

أزمة العصر.. ماذا يعني تغيّر المناخ؟

تعرف على الفرق بين التغير المناخي والاحتباس الحراري

وحدة أبحاث الطاقة

باتت أزمة تغيّر المناخ الشاغل الرئيس لدول العالم كافة في الوقت الحالي، بعد أن أصبحت تداعياتها السلبية أكثر وضوحًا، بل إنها تودي بحياة الكثيرين، فضلًا عن تضرر البيئة باستمرار.

ومن أجل تفادي هذه الأضرار، تزايدت التعهدات والأهداف الطموحة من قبل الحكومات والشركات، بهدف تحقيق الحياد الكربوني، ومن ثم الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ويعتقد الكثيرون أن تغيّر المناخ يعني أساسًا ارتفاع درجات الحرارة، لكن هذا ليس سوى بداية القصة، كما تُوضح ماهية التغيّر المناخي والاحتباس الحراري.

تعريف تغيّر المناخ

تغيّر المناخ، وفق تعريف الأمم المتحدة، هو التحولات في درجات الحرارة وأنماط الطقس على المدى الطويل، والتي قد تكون طبيعية أحيانًا، لكن منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيس لتغيّر المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري.

كما أن التغيّر المناخي يشير إلى تغيّر في حالة المناخ يمكن تحديده عن طريق متوسط التغييرات أو الاختلاف في خصائصه، التي تستمر لمدّة طويلة، عادة لعقود أو أكثر، وفقًا لاستخدام التعريف من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC).

وتعرفه كذلك بأنه أيّ تغيير في المناخ بمرور الوقت، سواء كان ذلك بسبب التقلبات الطبيعية أو نتيجة النشاط البشري.

الهند- المناخفيما تستخدم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، مصطلح تغيّر المناخ باعتباره تغيرًا مناخيًا يُعزى مباشرة أو بشكل غير مباشر إلى النشاط البشري الذي يغيّر تكوين الغلاف الجوي العالمي، فضًلا عن التقلبات المناخية الطبيعية التي لوحظت خلال فترات زمنية مماثلة.

وفي المقابل، ترى وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، أن تغيّر المناخ يعني تغيّر طويل الأجل في متوسط ​​أنماط الطقس التي أصبحت تحدد مناخات الأرض المحلية والإقليمية والعالمية.

وكانت التغييرات التي لوحظت في مناخ الأرض منذ أوائل القرن العشرين مدفوعة أساسًا بالأنشطة البشرية، ولا سيما حرق الوقود الأحفوري؛ ما يزيد من مستويات غازات الاحتباس الحراري التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، ومن ثم ترفع متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض، بحسب ناسا.

كما يمكن أن تسهم العمليات الطبيعية في تغيّر المناخ، بما في ذلك التغيّر الداخلي، مثل الأنماط الدورية للمحيطات، ويمكن كذلك أن تكون هذه التأثيرات خارجية، مثل النشاط البركاني والتغيرات في إنتاج طاقة الشمس والتغيرات في مدار الأرض، كما يشير تعريف ناسا.

الاحتباس الحراري

يميل البعض إلى استخدام مصطلح تغيّر المناخ والاحتباس الحراري بالمعنى نفسه، لكن الاحتباس الحراري يعد بمثابة جانب واحد من جوانب تغيّر المناخ.

ويشير مصطلح الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية؛ نتيجة لتزايد تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

وبحسب وكالة ناسا، فإن الاحتباس الحراري هو الاحترار طويل المدى لنظام مناخ الأرض، الذي لوحظ منذ فترة ما قبل الصناعة (المدة بين عامي 1850 و1900) بسبب الأنشطة البشرية، وفي المقام الأول حرق الوقود الأحفوري، ما يزيد من مستويات غازات الدفيئة التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض.

وباختصار، تغيّر المناخ ينتج عن الأنشطة البشرية والظروف الطبيعية، بما يعني أنه أكثر شمولًا من الاحتباس الحراري، الذي يحدث نتيجة النشاط البشري فقط.

ومنذ فترة ما قبل الصناعة، تشير التقديرات إلى أن الأنشطة البشرية أدت إلى زيادة متوسط درجة حرارة الأرض العالمية بنحو 1 درجة مئوية، وهو رقم يتزايد حاليًا بمقدار 0.2 درجة مئوية كل عقد، وفقًا لوكالة ناسا.

فيما تُعرف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الاحتباس الحراري، بأنه الارتفاع التدريجي في حرارة الأرض نتيجة لتأثير غازات الاحتباس الحراري المسببة لتغير المناخ في جميع أنحاء العالم.

ويقصد بالاحترار العالمي، ارتفاع حرارة الغلاف الجوي بفعل تراكم ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى، فيما يشبه لوح زجاج يسمح بمرور أشعة الشمس ووصولها إلى سطح الأرض حيث تتسبب بارتفاع درجة الحرارة.

أسباب تغيّر المناخ

يرى التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، التابعة للأمم المتحدة، الصادر الشهر الماضي، أن التأثير البشري في النظام المناخي حقيقة مؤكدة، مشيرًا إلى أنه المحرك الرئيس للعديد من التغييرات التي لُوحظت عبر الغلاف الجوي والمحيطات والجليد.

وأدّت الأنشطة البشرية إلى جعل المناخ أكثر سخونة بمعدل غير مسبوق على مدى الألفي عام الماضية.

وفضلًا عن العوامل الطبيعية، التي قد تُسبب تغيّر المناخ، فإن هذه الأزمة -أيضًا- تنتج عن حرق الوقود الأحفوري، الذي يطلق انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية؛ ما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

وتشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغيّر المناخ، ثاني أكسيد الكربون والميثان، وذلك من خلال استخدام البنزين وقودًا للسيارات أو الفحم لتدفئة المباني.

ويمكن أيضًا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، كما تُعَد مكبات النفايات مصدرًا رئيسًا لانبعاثات غاز الميثان.

تغير المناخ - تغيّر المناخ - التأثير البشري

مؤشرات تغيّر المناخ

هناك أدلة على المؤشرات الرئيسة لتغيّر المناخ، مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض والمحيطات، فضلًا عن ارتفاع منسوب مياه البحر، وذوبان الجليد، كما يظهر تغيّر المناخ في تواتر وشدة التغيرات في الطقس المتطرف مثل الأعاصير وموجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والفيضانات وهطول الأمطار، والسحب والغطاء النباتي.

وشهد صيف هذا العام عدة أدلة على تغيّر المناخ؛ إذ عانت العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم من موجات الحرارة الشديدة، والجفاف القاسي، فضلًا عن الفيضانات المميتة، التي دمرت أجزاءً من ألمانيا الغربية وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 170 شخصًا، كما أسفرت عن مقتل 12 آخرين في مدينة تشنغتشو الصينية.

تكلفة الكوارث الطبيعية

كوب 26

بالتزامن مع الأحداث التي شهدها العالم في 2021، تتجه الأنظار إلى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، كوب 26، الذي تستضيفه المملكة المتحدة بالشراكة مع إيطاليا، في المدّة من 31 أكتوبر/تشرين الأول حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في غلاسكو، المملكة المتحدة.

ومنذ ما يقرب من 3 عقود، كانت الأمم المتحدة تجمع كل دولة على وجه الأرض تقريبًا في قمم المناخ العالمية سنويًا، فيما يعرف باسم (مؤتمر الأطراف)، ومنذ ذلك الوقت، تحول تغيّر المناخ من قضية هامشية إلى أولوية عالمية.

وإلى جانب حضور قادة العالم؛ فإن مؤتمر الأطراف يشهد وجود عشرات الآلاف من المفاوضين وممثلي الحكومات والشركات والمواطنين لمدة 12 يومًا من المحادثات.

وترى الأمم المتحدة أن (كوب 26)، يمثل فرصة حاسمة لتحقيق تغيّر محوري في سياسة وإجراءات المناخ العالمية، مضيفة أنه اختبار لمصداقية الجهود العالمية في مواجهة تغيّر المناخ.

ويأتي مؤتمر الأطراف الـ26 على خلفية تأثيرات تغيّر المناخ واسعة الانتشار والمكثفة، التي شهدها العالم مؤخرًا، فضلًا عن وباء كورونا، الذي أظهر الحاجة الملحّة لبناء مستقبل آمن.

ويهدف (كوب 26) أساسًا إلى تأمين هدف خفض الاحترار العالمي لنحو 1.5 درجة مئوية، من خلال المضي قدمًا في أهداف طموحة لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030، بما يتماشى مع الوصول إلى الحياد الكربوني منتصف هذا القرن.

وسيكون ذلك، عن طريق الدفع نحو التخلص التدريجي من الفحم، والحد من إزالة الغابات، وتسريع التحول إلى السيارات الكهربائية، وتشجيع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى حشد التمويل اللازمة لمواجهة أزمة المناخ، وتعزيز التعاون العالمي بين جميع الدول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق