فرنسا تدعو إلى حظر واردات النفط والفحم الروسية
في إطار حزمة جديدة من العقوبات
دينا قدري
أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن تأييده لحظر واردات النفط والفحم الروسية، ردًا على جرائم حرب في أوكرانيا، إذ يبحث الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على موسكو الأربعاء المقبل.
إلّا أنه لم يطالب بفرض حظر على واردات الغاز الروسي، الذي يظل مصدرًا أساسيًا للوقود في ألمانيا وإيطاليا وبعض دول أوروبا الشرقية.
وبذلك، انضم ماكرون، اليوم الإثنين، إلى مجموعة من الإدانات الغربية، بعد ظهور تقارير عن فظائع ومقابر جماعية خلال عطلة نهاية الأسبوع من مدينة بوتشا، الواقعة على بعد 25 كيلومترًا شمال غرب كييف، حسبما أفادت صحيفة "فايننشال تايمز".
إمدادات الغاز والنفط والفحم الروسية
الاتحاد الأوروبي -الذي يتولى ماكرون رئاسته حاليًا- أحجم حتى الآن عن حظر واردات الغاز، وكذلك واردات النفط والفحم الروسية، التي يعتمد عليها بعض أعضائه اعتمادًا كبيرًا.
تصدّر روسيا نحو 8 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة حول العالم، منها 4.5 مليون برميل يوميًا تذهب إلى أوروبا.
ويصل نحو مليون برميل يوميًا عبر خط أنابيب دروجبا، أساسًا، إلى المصافي غير الساحلية في أوروبا الشرقية.
كما تعدّ روسيا موردًا كبيرًا للفحم الحراري إلى الاتحاد الأوروبي، إذ استحوذت على 70%، أو 36 مليون طن، من واردات الاتحاد العام الماضي، وفقًا لمكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات).
عقوبات على واردات النفط والفحم الروسية
قال ماكرون -في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر"، اليوم الإثنين-: "هناك مؤشرات واضحة جدًا على جرائم حرب، ما حدث في بوتشا يتطلب جولة جديدة من العقوبات وإجراءات واضحة للغاية.. لذلك سننسّق مع شركائنا الأوروبيين، وخاصةً مع ألمانيا".
وأضاف: "أعتقد أنه فيما يتعلق بالنفط والفحم، يجب أن نكون قادرين على المضي قدمًا، يجب علينا بالتأكيد المضي قدمًا بشأن العقوبات.. لا يمكننا قبول هذا".
ومن جانبه، أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد سيحمّل روسيا وحكومتها مسؤولية "جرائم الحرب" في أوكرانيا، وسيعمل على فرض عقوبات جديدة ضد موسكو "بشكل طارئ".
وقال بوريل: "الصور المؤلمة لأعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين، فضلًا عن تدمير البنى التحتية المدنية، تُظهر الوجه الحقيقي للحرب العدوانية الوحشية التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا وشعبها".
وأضاف: "ستُدرَج المذابح التي وقعت في بلدة بوتشا وغيرها من البلدات الأوكرانية في قائمة الفظائع المرتكبة على الأراضي الأوروبية".
خطط أوروبا للتخلي عن واردات النفط والفحم الروسية
كشفت بعض دول الاتحاد الأوروبي عن خطط للحدّ بشكل كبير من استخدامها للسلع الروسية في الأشهر والسنوات المقبلة. إلّا أن برلين قاومت الوقف الفوري للواردات، لأنها لا تملك مصادر إمداد بديلة كافية متاحة على المدى القريب.
قال رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، لارس كلينغبيل، إن "الحظر الفوري على الغاز هو المسار الخاطئ، لأسباب عديدة".
وأضاف: "كل يوم نغلق صنبور الغاز أكثر قليلًا"، ولكن لوقف إمدادات الغاز بين عشية وضحاها، "سيتعين علينا التحدث عن العواقب التي قد تترتب على ذلك بالنسبة لنا في ألمانيا".
وأوضح وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابك، أن بلاده أحرزت تقدمًا جيدًا خلال الأسابيع الـ4 الماضية في تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
وقال -في تصريحات على القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)-: "نحن نتّبع إستراتيجية لجعل أنفسنا مستقلّين عن الغاز والنفط والفحم الروسي، ولكن ليس على الفور".
وأكد مجددًا أن ألمانيا تخطط لوقف واردات الفحم الروسي بنهاية الصيف، وواردات النفط الروسي بحلول نهاية العام.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الروسي يتراجع في مارس للمرة الأولى خلال 7 أشهر
- الكرملين: مخطط الدفع بالروبل الروسي مقابل الغاز سيمتد للصادرات الأخرى
- رغم العقوبات.. صادرات الطاقة الروسية قد تحقق 321 مليار دولار في 2022 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- سرقة النفط تهدد 8 دول.. وقصة "الحمار في الجزائر" أبرز الحوادث
- مكنالي: احتياطي النفط الإستراتيجي لن يخفض أسعار البنزين.. وأميركا في ورطة!
- الغاز الجزائري والنفط يجذبان إيني.. وحفر بئر جديدة خلال أيام
- عقبات أمام التحول إلى السيارات الكهربائية في أميركا.. البريد نموذجًا