التقاريرتقارير السياراتسيارات

عقبات أمام التحول إلى السيارات الكهربائية في أميركا.. البريد نموذجًا

التكلفة ونقاط الشحن أبرز الأزمات أمام إدارة بايدن

أمل نبيل

تشكل السيارات الكهربائية عاملًا مساعدًا كبيرًا في مكافحة انبعاثات غاز الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، كما أنها أحد مستهدفات الرئيس الأميركي جو بايدن لتحقيق الحياد الكربوني في البلاد بحلول عام 2050.

ولكن يبدو أن أهداف بايدن المناخية تواجه معوقات أخرى، تتمثل في ارتفاع تكلفة التحول إلى السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى رسوم إنشاء نقاط الشحن، وهما عاملان يهددان خطّة الرئيس الأميركي لتحويل جميع السيارات في أميركا إلى كهربائية.

إدارة البريد الأميركية -كمثال- وقعت العام الماضي عقدًا مدّته 10 سنوات، مع شركة "أوشكوش ديفينس"، لتجديد شاحناتها المتهالكة، في صفقة أثارت ردود أفعال سريعة وغاضبة من جانب إدارة بايدن وقادة البيئة.

معوقات أمام التحول الكهربائي

الشاحنات الكهربائية
نقاط شحن الشاحنات الكهربائية - أرشيفية

رغم طموحات إدارة بايدن لكهربة قطاع النقل، واجهت إدارة البريد -الحكومية- عقبة ارتفاع تكاليف السيارات الكهربائية، لذا فإن الصفقة لم تتضمن سوى 10 آلاف سيارة كهربائية، فيما ستشكل سيارات البنزين 155 ألف سيارة.

ووفقًا لمعارضي الصفقة، فإن تسيير مزيد من شاحنات الوقود المحترق على الطرق يتعارض مع جهود الولايات المتحدة لمواجهة تغير المناخ وخفض معدلات تلوث الهواء الناتجة عن عوادم هذه السيارات.

ويتبنّى بايدن خطة لمكافحة تغير المناخ، تهدف إلى تقليص انبعاثات قطاع النقل والتحول نحو الطاقة المتجددة، لتُشكّل 80% من مزيج إنتاج الكهرباء في البلاد بحلول عام 2030.

وقال مدير مكتب البريد العامّ لويس ديغوي: "بعد مزيد من المراجعة، قررت الإدارة أن زيادة شراء السيارات الكهربائية تُعدّ أمرًا منطقيًا من الناحية التشغيلية والمالية"، وفقًا لتقرير موقع كاناري ميديا، في 26 مارس/آذار.

لكن مازالت صفقة الشراء الأولى لمكتب البريد بقيمة 2.98 مليار دولار، مع شركة أوشكوش -التي تتخذ من ويسكونسن مقرًا لها- تتضمن شراء 40 ألف مركبة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي التي تستهلك كميات كبيرة من البنزين.

3.3 مليار دولار للتحول إلى السيارات الكهربائية

قال مسؤولو البريد: إن تحويل الأسطول بالكامل إلى سيارات كهربائية يكلّف الإدارة 3.3 مليار دولار إضافية، بسبب ارتفاع تكلفة الشاحنات التي تعمل بالبطاريات، بالإضافة إلى النفقات الإضافية لتركيب البنية التحتية لنقاط الشحن الكهربائية في مكاتب البريد".

السيارات الكهربائية
شاحنات كهربائية تابعة لمكتب البريد في ولاية كاليفورنيا

وتبلغ قيمة الصفقة المُزمعة لتجديد أسطول سيارات مكتب البريد نحو 11.3 مليار دولار لنحو 165 ألف شاحنة خلال 10 سنوات.

ومؤخرًا، أرسلت وكالة حماية البيئة ومجلس البيت الأبيض لجودة البيئة رسائلَ إلى خدمة البريد، تشير إلى سوء تقييم المكتب للآثار البيئية للمركبات التي تعمل بالبنزين والتكاليف الإجمالية المحتملة لتشغيل الشاحنات الكهربائية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعت مجموعة من الأعضاء الديمقراطيين لمجلس النواب، بما في ذلك النائبة كارولين مالوني، إلى إجراء تحقيق في قرار المدير العامّ لمكتب البريد في استمرار العمل بسيارات البنزين لنقل الرسائل البريدية.

وقال المتحدثة باسم خدمة البريد، كين فرووم: "إن مكتب البريد مستعد لزيادة عدد السيارات الكهربائية في أسطوله الجديد، إذا مُنِحَ مزيدًا من التمويل من قبل الكونغرس الأميركي".

ومن المتوقع وصول أول شاحنة كهربائية من بين 10 آلاف شاحنة لمكتب البريد خلال العام المقبل.

ستكون شاحنات البريد التي تعمل بالوقود الأحفوري أو الكهرباء عبارة عن شاحنات تُقاد من الجانب الأيمن، ومزوّدة بتكييف هواء، وهي ميزة مفقودة في شاحنات البريد الحالية، بالإضافة إلى تقنية متقدمة للمراقبة والسلامة، مثل آلات التصوير بزاوية 360 درجة والفرملة التلقائية والأمامية وأنظمة تجنّب الاصطدام الخلفي.

وستحتوي الشاحنات على مساحة شحن أكبر تبلغ 263 قدمًا مكعبًة، وحمولة تصل إلى 2000 رطل، وهو ما يسمح لشركات البريد بتسليم المزيد من الرسائل في عدد أقلّ من الرحلات، الأمر الذي يحسّن من كفاءة الرحلة.

تكنولوجيا متهالكة تلوث البيئة

في شهر فبراير/شباط الماضي، تمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من عرقلة خطة مكتب البريد لإنفاق أموالًا ضخمة على الأسطول الجديد، من شاحنات التوصيل التي تعمل بالبنزين، ولكن هذا الأمر لم يدم، إذ عادت إدارة البريد مرة أخرى للصفقة.

ومن المقرر أن تنضم الشاحنات الكهربائية -البالغ عددها 10 آلاف سيارة- إلى أسطول السيارات الكهربائية لمكتب البريد الصغير نسبيًا، بما في ذلك 15 شاحنة صغيرة تعمل بالبطاريات وسط كاليفورنيا، بالإضافة إلى شاحنة مراقبة تنقل المقطورات من منشأة توزيع في سان فرانسيسكو.

وأنشئ الأسطول البريدي المكون من 15 شاحنة كهربائية، من خلال مبادرة لوكالات ولاية كاليفورنيا، بقيمة 7 ملايين دولار بهدف تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات الكربونية في وادي سان جواكين - الذي يعدّ أحد أكثر المناطق تلوثًا في الولاية.

ويمثّل قطاع النقل ما يقرب من 30% من الانبعاثات السنوية لغاز الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، بصفة أكثر القطاعات تلويثًا للبيئة.

في العام الماضي، طالبَ الرئيس جو بايدن المسؤولين الفيدراليين بالعمل على تحويل جميع مركبات الأسطول الفيدرالية والحكومية إلى سيارات نظيفة خالية من الانبعاثات، بما في ذلك الأسطول الكامل لخدمة البريد المكون من 212
ألف شاحنة.

ويقدَّر عدد سيارات الأسطول الفيدرالي بنحو 173 ألف مركبة عسكرية، و245 ألف مركبة مدنية، يعمل منها نحو 3 آلاف سيارة فقط بالطاقة الكهربائية، وتمثّل مركبات خدمة البريد ثلث الأسطول الحكومي.

ومكتب البريد الأميركي هو وكالة حكومية مستقلة، بدأ بنقل الرسائل والطرود في الولايات المتحدة عبر أسطوله الوطني منذ أكثر من 3 عقود.

وحذّرت الإدارة الأميركية -حينها- من الأضرار التي ستسببها الشاحنات الملوثة وآثارها السلبية في المناخ وصحة الشعب الأميركي، الأمر الذي دفع إدارة البريد الأميركية إلى زيادة عدد السيارات الكهربائية في أسطولها من 5 آلاف إلى 10 آلاف سيارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق