طاقة متجددةالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

إنتاج النفط بواسطة الطاقة الشمسية.. تقنية جديدة تتبناها مصر

للحد من الانبعاثات الكربونية في هذا القطاع

داليا الهمشري

يواجه قطاع النفط -حاليًا- تحديًا كبيرًا يتمثّل في استمرار الإنتاج، مع مراعاة الحد من الانبعاثات الكربونية الصادرة عن هذه العملية، والاستعانة بمصادر الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية لتوفير الحرارة اللازمة.

وقالت المتخصصة في تطبيقات مواد النانو في الطاقة المتجددة والمياه بمعهد بحوث البترول، مديرة المعهد الدولي للطاقة المتجددة وشؤون البيئة لفرع مصر، الدكتورة إيمان محمد مصطفى: "نركز جهودنا -في معهد بحوث البترول- على محاولة حل مشكلات قطاع النفط، وكيفية جعل عملية إنتاج النفط تتوافق مع إستراتيجية الدولة لـ2030، من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة على وجه العموم".

وتستهدف إستراتيجية مصر رفع إسهام الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030.

وأضافت -في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"- أنها استوحت فكرتها بعد الاطلاع على العديد من الأبحاث والتجارب التي قامت بها دول العالم، مسلطة الضوء على تجربة شركة تنمية نفط عمان (بي دي أو)، التي تعتمد على تقنية الـ"أو آر" في عملية إنتاج النفط الثقيل من خلال استغلال الطاقة الشمسية لإنتاج البخار لتعزيز النفط المستخرج.

الطاقة الشمسية في قطاع النفط
محطة أمين لتوليد الطاقة الكهروضوئية

محطة أمين لتوليد الطاقة الكهروضوئية

أسست شركة تنمية نفط عُمان محطة أمين لتوليد الطاقة الكهروضوئية بقدرة 100 ميغاواط بالقرب من منطقة نمر على بعد 100 كيلومتر تقريبًا شمال شرق صلالة، في مناطق العمليات.

ويغطي المرفق مساحة تصل إلى 4 كيلومترات مربعة، ويُنتج طاقة كهربائية تُقدر بـ100 ميغاواط مباشرة من أشعة الشمس عن طريق الألواح الشمسية، ويكفي لتزويد 15 ألف منزل بالكهرباء.

وتهدف هذه المحطة إلى خفض الانبعاثات السنوية لغاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 225 ألف طن.

وتُعدّ المحطة واحدة من أوائل مشروعات الطاقة الشمسية في العالم التي تشتري شركة تعمل في مجال النفط والغاز إنتاجها بالكامل من الكهرباء.

وبُنيت المحطة وبدأ تشغيلها في وقت قياسي -أقل من 12 شهرًا- بين توقيع عقد أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات، وضُخت الكهرباء للمرة الأولى في شبكة الشركة في مارس/آذار 2020.

وتلتزم شركة تنمية نفط عمان بخفض الانبعاثات الكربونية المصاحبة لعمليات إنتاج النفط بنسبة 50% بحلول عام 2030، بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وأُسند المشروع، الذي بلغت تكلفته 94 مليون دولار أميركي، إلى شركة أمين للطاقة المتجددة في يناير/كانون الثاني 2019، وهي شركة تأسست خصيصًا لهذا الغرض، وأرست دعائمها وطوّرتها شركة ماروبيني (اليابان) بوصفها المؤسس الرئيس، وشركة الغاز العمانية، وشركة بهوان للطاقة المتجددة، وشركة نبراس للطاقة (قطر) وبتمويل من بنك مسقط.

تقنية "أو آر"

تعتمد تقنية "أو آر" على حقن البخار في آبار النفط في أثناء عملية الإنتاج، ونجحت شركة تنمية نفط عمان في إنشاء محطة شمسية لتوليد الكهرباء اللازمة لإنتاج النفط بنسبة 80%، أما الـ20% المتبقية فتعتمد على حرق الغاز.

وأشارت المتخصصة في تطبيقات مواد النانو في الطاقة المتجددة إلى أن الشركة العمانية نجحت في استخدام الطاقة الشمسية بصورة واقعية وعملية في إنتاج النفط بالكهرباء النظيفة.

وبحسب مديرة المعهد الدولي للطاقة المتجددة وشؤون البيئة لفرع مصر، الدكتورة إيمان محمد مصطفى، فإن شركة تنمية نفط عمان استخدمت الجامع المكافئ والمرايا التي تقوم بعملية تحويل وتخزين للطاقة الشمسية في صورة البخار المحمص المُستخدم للحقن في الآبار في أثناء عملية إنتاج النفط.

وأكدت الباحثة أن هذه الآلية تُعد أفضل الطرق وأنظفها في الإنتاج، نظرًا إلى أنها توفّر جزءًا من تكلفة البخار اللازم لإنتاج النفط، لا سيما الزيت الثقيل.

تقليل الانبعاثات

أوضحت مديرة المعهد الدولي للطاقة المتجددة وشؤون البيئة لفرع مصر، أن الشركات عادة ما تستخدم البخار من خلال حرق الغاز، لافتة إلى أن هذا الأسلوب مُكلف للغاية، وأحيانًا ما يدفع ارتفاع تكلفة إنتاج البخار المحمص إلى استخراج الزيت الثقيل بعض الشركات والمستثمرين لإغلاق الآبار.

وأضافت أنه يمكن -كذلك- استخدام الخلايا الشمسية في توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل المضخات الموجودة بهدفين يتمثلان في تقليل الانبعاثات الكربونية وتوفير تكلفة حرق الغاز.

وبالتالي يمكن أن تعتمد المضخات -التي تُجري عملية الحقن في آبار النفط- في كل الكهرباء التي تحتاجها على الخلايا الشمسية.

وأبرزت الباحثة إيمان مصطفى أن صناعة النفط تعتمد بصفة رئيسة على الحرارة، سواء للاستخدام في التسخين أو التحويل إلى البخار المُستخدم في الحقن داخل الآبار، موضحة أن نسبة الحرارة التي تحتاجها المصانع تصل إلى نحو 60%.

ولفتت الدكتورة إيمان أن حرارة الشمس هي أكثر ما يميز مصر ودول الشرق الأوسط وأفريقيا، الأمر الذي يدعو هذه الدول إلى تبني هذا الاتجاه، لا سيما مصر، وذلك لعدة أسباب، من أبرزها قدرتها على بناء مثل هذه المحطات الشمسية بنسبة تتراوح ما بين 60 و70% بالاعتماد على الإنتاج المحلي من حيث التركيبات والمواد الكيميائية التي توصل إليها الباحثون.

وتابعت: "لدينا الكفاءات والمهندسون والفنيون والعمالة والمواد التي تمكننا من تصميم المحطات الشمسية داخل مواقع إنتاج النفط، وبالتالي لن تتجاوز نسبة المواد التي سنستوردها أكثر من 30% فقط".

الطاقة الشمسية لإنتاج النفط
رسم توضيحي لعمل محطات الطاقة الشمسية الحرارية لإنتاج البخار المحمص

خفض تكلفة توليد الكهرباء

أفادت المتخصصة في تطبيقات مواد النانو في الطاقة المتجددة بأن هذا الاتجاه يضمن الاستفادة من الشمس لتوفير الحرارة التي تحتاجها صناعة النفط بنسبة 60% على أقل تقدير.

كما أن توفر التكلفة الضخمة لتوليد الكهرباء من الغاز التي تُستهلك لإنتاج الحرارة داخل المصانع وشركات النفط، فضلًا عن الحد من الانبعاثات الصادرة عن توليد هذه الحرارة.

وأوضحت الباحثة أن الطاقة الشمسية تعظّم قيمة الفائدة، وتمكننا من تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة، لافته إلى إمكان الاعتماد على نظام هجين، فعلى سبيل المثال يمكن الاستعانة بتوربينة لطاقة الرياح بجانب محطة الطاقة الشمسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موضوع فعلا مهم جدا لتقليل الاعتماد علي الطاقه الغير متجدده وانا شخصيا سارفع هذا التقرير لرؤسائي في الشركه التي اعمل بها لللاستفاده من هذا التحول من الطاقه الغيرمنجدده الي الطاقه المتجدده واقل تكلفه بمراحل كبيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق