وزير الطاقة الإماراتي: لن نعوض نفط روسيا بسهولة.. ووكالة الطاقة "تُضلل العالم" (فيديو)
جدّد وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، التأكيد على أن أزمة الطاقة الحالية ناجمة في الأساس عن تراجع الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، مشددًا على أن تحول الطاقة نحو المصادر النظيفة في حاجة إلى وقت.
وأضاف، في كلمته أمام منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، الذي ينعقد على هامش "القمة العالمية للحكومات" التي تستضيفها إمارة دبي، اليوم الإثنين، أن روسيا عضو مهم في تحالف أوبك+ ولا يمكن استبدال إنتاجها البالغ 10 ملايين برميل يوميًا بسهولة.
وأشار إلى الحاجة لإبعاد السياسة عن خطط إنتاج التحالف، قائلًا: "نعتقد دائمًا أن كل ما نفعله عندما يتعلق الأمر بالإنتاج.. يحتاج دائمًا إلى الابتعاد عن السياسة".
وتشدد دول أوبك على أن أزمة ارتفاع أسعار النفط خارجة عن إرادة دول التحالف، وأنها ناتجة عن توترات جيوسياسية ليست لها علاقة بأساسيات السوق.
اجتماع أوبك+
أكد المزروعي، في تصريحات للصحفيين على هامش المنتدى، أن أوبك+ ستنظر في توازن العرض والطلب عندما تجتمع في 31 مارس/آذار (الخميس المقبل).
وقال: "ننظر دائمًا إلى توازن العرض والطلب، وبعد ذلك مهما فعلنا، نحتاج إلى مناقشته مع جميع الدول.. لن نضيف موارد إذا كانت السوق متوازنة".
وأضاف: "نحن ننظر إلى السوق على أنه عرض وطلب؛ لذلك لا يهم أي دولة تنتج هذه البراميل. كوننا مجموعة نحن لا نفصل بين تلك البراميل".
ومن المقرر أن يجتمع وزراء أوبك+ في 31 مارس/آذار الجاري، لاتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج في مايو/أيار، في وقت دعا فيه كبار مستهلكي النفط، بما في ذلك الولايات المتحدة، التحالف إلى زيادة إنتاجه إلى ما بعد الزيادة الشهرية البالغة 400 ألف برميل يوميًا والتي نُفِّذَت منذ أغسطس/آب 2021.
وأدت الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات المفروضة على موسكو إلى تضييق سوق الإمدادات؛ ما دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في 14 عامًا خلال مارس/آذار الجاري.
إنتاج أوبك+
أكد وزير الطاقة الإماراتي أن أوبك+ لا يمكنها التخلي عن الإنتاج الروسي؛ لأن بعض أعضاء التحالف يعانون معدلًا حادًا من التراجع الطبيعي.
وتُعَد روسيا واحدة من أكبر 3 منتجين للنفط الخام في العالم وتصدر أكثر من 7 ملايين برميل يوميًا من الخام والمنتجات المكررة.
وقال المزروعي: "كل دولة تواجه انخفاضًا طبيعيًا في الإنتاج، وقد شهدناه في أوبك+.. فقدنا أكثر من مليون برميل في عام واحد، والله أعلم أنه في نهاية هذا العام سنخسر عدد البراميل الإضافية.. نحتاج إلى تعويض ما لا يقل عن 5 ملايين إلى 8 ملايين برميل نفقدها كل عام من خلال الاستثمار للحفاظ على الإنتاج في مكانه، بالإضافة إلى ذلك، لدينا طلب متزايد، وكل هذا يتطلب استثمارات ضخمة".
إذ مارست الدول الغربية وكبار المستهلكين ضغوطًا مكثفة على أوبك، التي شكّلت تحالفًا مع روسيا في أواخر عام 2016 لإدارة سوق النفط، لزيادة إنتاجها الخام وتعويض تأثير العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
سيناريو وكالة الطاقة
انتقد وزير الطاقة الإماراتي خريطة الطريق التي أطلقتها وكالة الطاقة الدولية، في وقت سابق من العام الماضي، والتي دعت خلالها إلى وقف الاستثمار في النفط والغاز من أجل تحقيق الحياد الكربوني.
وقال المزروعي: "نحتاج إلى مؤسسات مثل وكالة الطاقة الدولية لتكون واقعية وحكيمة ولا تخبر العالم بالمعلومات المضللة، إذا نظرت إلى بعض المعلومات التي مُرِّرَت.. لا حاجة لاستثمارات في النفط والغاز؛ الآن يغيرون الموقف".
وأضاف: "لا يمكنهم إعطاء العالم مثل هذه المعلومات.. نحن بحاجة إلى أن نكون قابلين للتنبؤ، ولكي نكون قادرين على التنبؤ، نحتاج إلى أن نكون واقعيين".
وخلصت خريطة طريق وكالة الطاقة الدولية لعام 2050، المنشورة في مايو/أيار 2021، إلى أنه إذا كان على العالم أن يخفض انبعاثات الكربون من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني، فستحتاج إمدادات النفط العالمية إلى الانكماش بأكثر من 8% سنويًا، لتصل إلى 24 مليون برميل يوميًا في عام 2050، من مستويات ما قبل كورونا التي تزيد بقليل على 100 مليون برميل يوميًا.
At the 2022 #ACEnergyForumn, @MOEIUAE's @HESuhail tells @FredKempe that unless someone is willing to bring 10 million barrels per day we don't see how OPEC+ can substitute Russia. pic.twitter.com/Or7YYsSSrO
— Atlantic Council (@AtlanticCouncil) March 28, 2022
تراجع الاستثمارات
من جانبه، أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، سلطان الجابر، أن تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز واتباع نهجٍ غير واقعي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة يجعل الأسواق أكثر عُرضة للصدمات الجيوسياسية.
وشدد على حاجة العالم إلى مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة التكلفة وقليلة الانبعاثات والقادرة على توفير احتياجات العالم الأساسية من الكهرباء خلال مرحلة التحول في قطاع الطاقة، داعيًا إلى اتباع نهج عملي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة يضمن أمن الطاقة العالمي ويُسهِم في استمرار النمو الاقتصادي.
وقال: "نشهد جميعًا مدى حساسية أسواق الطاقة للاضطرابات الجيوسياسية في العالم، وإلى جانب هذه الاضطرابات، يعود سبب التقلبات في أسواق الطاقة إلى اختلالات هيكلية أساسية؛ فقد أدّى تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز إلى جعلِ الأسواق أكثر عرضةً للعديد من المخاطر".
وأشار إلى أنه وفقًا لوكالة الطاقة الدولية؛ فإنّ الاستثمارات السنوية في النفط والغاز هي أقل بمقدار 200 مليار دولار من المستوى المطلوب لضمان مواكبة الطلب العالمي على الطاقة خلال المدة الممتدة حتى عام 2030.
الطلب على النفط
أكد الجابر تراجع العرض مقابل الطلب في أسواق النفط على المدى القريب؛ إذ ارتفع الطلب بنحو 3 ملايين برميل يوميًا مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن يعود إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بحلول الربع الأخير من هذا العام.
وقال إنّ الضغوط التي تدعو إلى خفض الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية تواجه الآن حقيقة واضحة، ومن الضروري تبني سياسات لمواكبة التحول في الطاقة تكون قادرة على تلبية احتياجات العالم الفعلية من الطاقة.
وشدد على أن اتباع نهجٍ غير واقعي يتجاهل المبادئ الاقتصادية الأساسية، سيؤدي إلى تراجع العرض مقابل الطلب، خاصةً في الأسواق الأكثر عُرضة للصدمات الجيوسياسية؛ لأن تراجع الاستثمار في مصادر الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى حدوث أزمة في جانب العرض تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي؛ إذ لا يمكننا أن نتخلى ببساطة عن منظومة الطاقة الحالية قبل إنشاء منظومة جديدة.
وأوضح أن العديد من واضعي السياسات في بلدان أخرى حول العالم، ومن بينها عدد من الدول الأوروبية، قد بدأوا بقبول هذا الواقع، قائلًا: "أدرك واضعو السياسات أن التحوّل في قطاع الطاقة بحاجة إلى مزيد من الوقت. وهم يعملون على تعديل سياساتهم لضمان أن أمن الطاقة لن يتأثر على المدى القريب، بسبب أهدافٍ طويلة الأمد".
خطط الإمارات
أكد سلطان الجابر أن بلاده تعمل على زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات والخالية من الكربون، كما نعمل على زيادة السعة الإنتاجية لنفطنا الذي يُعَد الأقل كثافة عالميًا في الانبعاثات، لتصل إلى أكثر من 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030".
وأكد، خلال حديثه، أن دولة الإمارات تعتمد نهجًا استباقيًا وإيجابيًا ومتوازنًا يركز على دعم النمو، والاستدامة، ويراعي الحد من تداعيات تغير المناخ.
وأشار إلى أن الإمارات تعمل كذلك على رفع السعة الإنتاجية من الغاز الطبيعي بنسبة 30%، لتعزيز قدراتها لتوفير المزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
وشدد وزير الطاقة الإماراتي على ضرورة تبنّي خطط واقعية ومنطقية للتحول في القطاع، والعمل معًا على صياغة خريطة طريق واضحة ومبنية على أسس متينة، وأن نتبنى سياساتٍ تعزز استقرار أسواق الطاقة، ونواصل الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة والمستقبلية، مع عدم وقف الاستثمار في منظومة الطاقة الحالية، قبل بناء منظومة الطاقة الجديدة.
ويُعد منتدى الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي تجمعًا دوليًا رائدًا يضم الحكومات والصناعة وقادة الفكر، والذي يناقش جدول أعمال الطاقة العالمي لهذا العام. ويعقد المنتدى بالشراكة مع وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات.
موضوعات متعلقة..
- مؤتمر إيجبس 2022.. وزير الطاقة الإماراتي يدافع عن أوبك+.. وإسرائيل تتحدث عن تصدير الغاز لأوروبا
- وزير الطاقة الإماراتي يعلن موقفه من أسعار النفط وزيادة إمدادات أوبك+
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- شرق المتوسط.. إمكانيات ضخمة للغاز والطاقة المتجددة بين 3 قارات