حرائق الغابات في كاليفورنيا.. ضيف موسمي أصبح "دائمًا" بفعل تغير المناخ

تطورت طبيعة حرائق الغابات في كاليفورنيا الأميركية على مدار الأعوام القليلة الماضية، وأصبحت أصابع الاتهام تشير إلى تغير المناخ بوصفه المتسبّب في تغيرات طرأت على معدل استمرار الحرائق.

وحوَّل تغير المناخ حرائق الغابات في كاليفورنيا من ضيف موسمي إلى ضيف دائم، بعدما شهدت الولاية اندلاع تلك الحرائق بصورة غير مسبوقة خلال مواسم لم تكن تعرف لألسنة لهب الحرائق طريقًا من قبل.

وبات ضروريًا بالنسبة لقاطني الولاية الأميركية والهيئات الإدارية بها بحث سبل تجنّب مخاطر تلك الحرائق، حتى تأتي الخطط والأهداف المناخية الرامية للحياد الكربوني بثمارها.

تطور حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا

شهد شتاء عام 2017 نقطة تحول لمعدل حرائق الغابات في كاليفورنيا، وكان بداية لظهور المزيد من مظاهر التغير المناخي التي غيرت من دورية تلك الحرائق، ليعلن انتهاء عصر "مواسم الحرائق" وبدء التعامل معها وكأنها ضيف دائم طوال العام.

وزاد بكثافة معدل هطول الأمطار الغزيرة، ما أسهم في نمو وإخضرار مساحات واسعة مثّلت -بالإضافة إلى الحشائش وعناصر الكتلة الحيوية- "وقودًا" لحرائق الغابات في كاليفورنيا.

وسمحت درجات الحرارة المرتفعة خلال فصلي الخريف والصيف المدعومة بمواصلة انبعاث غازات الدفيئة -أيضًا- بجفاف تلك المساحات الخضراء المهيّأة للاحتراق.

فبعيدًا عن موعد الحرائق المعتاد سنويًا، من شهر يوليو/تموز إلى أكتوبر/تشرين الأول، رصدت إدارة الغابات والحماية من الحرائق بالولاية "كال فاير" نشوب الحرائق في فصلَي الربيع والشتاء.

ورغم أن فصل الربيع الجاري كان خارج دائرة توقعات نشوب حرائق الغابات في كاليفورنيا حتى عام 2017، فإن "كال فاير" تستعد الآونة الحالية لمواجهة اندلاع مبكر للحرائق.

على الصعيد الأكاديمي، كشفت دراسة أُجريَت عام 2020 أن الطقس في الولاية سيواجه تقلبات عدّة بين سنوات رطبة أو مطيرة للغاية وأخرى جافة، بينما تناولت دراسة أخرى العام الماضي تأخّر موسم الأمطار في الولاية.

وتشير الدراستان إلى مدى تأثير تغير المناخ في زيادة معدلات الحرائق على مدار العام.

• حرائق الغابات تطلق كميات قياسية من انبعاثات الكربون في 2021 (تقرير)
• دخان حرائق الغابات يهدد إنتاج الطاقة الشمسية في كاليفورنيا

الفصول.. والتغيرات المناخية

لعبت التغيرات المناخية دورًا تراكميًا خلال السنوات الماضية، وأدت تلك العوامل مجتمعة إلى تغير دورية حرائق الغابات في كاليفورنيا، لتصبح ممتدة طوال العام، بدلًا من توقعها خلال موسم واحد فقط بالعام.

ومن ضمن مظاهر تغير المناخ في الولاية، رصد ظهور ملامح موسم الربيع بصورة أسرع من التوقيتات السابقة، بجانب الذوبان السريع للثلوج وارتفاع درجات الحرارة.

وتظهر تلك العوامل بصورة أكبر عن المعتاد خلال فصلي الربيع والصيف، ما يسهم في تعرّض التربة الزراعية والنباتات للجفاف بصورة أكبر، ويزيد الجفاف بدوره من قابلية الأغطية النباتية للاشتعال.

أمّا فصل الخريف، فشهدَ معدلات أكبر في ارتفاع درجة الحرارة ترتَّب عليها تأخُّر هطول المطر، وزاد ذلك من قابلية الوقود والمحروقات للاشتعال بصورة أكبر، واحتمال اندلاع حرائق الغابات في كاليفورنيا بقوة.

واحتلّ فصل الشتاء صدارة فصول العام في معدلات الحرائق، إذ بلغت مساحة حرائق الغابات في كاليفورنيا خلال هذا الفصل 9 آلاف و923 فدانًا سنويًا، منذ عام 1950 حتى عام 2020.

لكن شهد عام 2017 وحده اندلاع حرائق طالت ما يزيد عن 200 ألف فدان بمقاطعات جنوب الولاية.

ما الحلول؟

لم يعد هناك خيارات عدّة مطروحة لإنهاء مظاهر تأثير التغيرات المناخية سوى العمل على خفض الانبعاثات، لكنها أهداف طويلة الأجل نسبيًا.

وبات "التكيف" مع حرائق الغابات في كاليفورنيا والاستعداد لها أمرًا مهما لحماية الأفراد والمجتمعات، وتتطلب خطط التكيف سعي الوكالات والهيئات المعنية لزيادة المساحات التي تتمتع بأنشطة خفض المخاطر، بحسب مقال نُشر بالموقع الإلكتروني لاتحاد العلماء المعنيين.

يأتي هذا بالتوازي مع تفعيل برامج حماية المنازل والأحياء، وتركيب منقيات للهواء ومراقبة جودته وتخزين الأقنعة الواقية، طبقًا لبرنامج فاير وايس الأميركي.

وتتصاعد الدعوات الرامية لأهمية التكيف والتعايش مستقبلًا مع حرائق الغابات في كاليفورنيا، بعدما تحولت إلى ضيف دائم، وعلى مدار السنوات الماضية أصبحت الغابات أكثر جفافًا بنسبة 50%، وزادت معدلات الأغطية النباتية المعرّضة للاحتراق.

اقرأ أيضًا..

• انفجار في مصفاة نفط تابعة لشركة إكسون موبيل (فيديو)
• لبنان يبحث مع توتال إزالة عراقيل التنقيب عن النفط والغاز
• شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة تبيع 60% من حصص نقل الغاز