شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة تبيع 60% من حصص نقل الغاز
دعمًا لأهداف الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات
هبة مصطفى
اتجهت شبكة الكهرباء الوطنية في المملكة المتحدة "ناشونال غريد" للتخلّي عن بعض حصص مشروعات نقل الغاز، بالتزامن مع معاناة أوروبا من نقص مخزونات الغاز، ومرور القارّة العجوز بشتاء قوي تسبّب في انخفاض مستويات التخزين الأوروبية لأدنى مستوياتها.
وأعلنت الشبكة بيع 60% من حصتها في مشروعات نقل الغاز لصالح ائتلاف حمل اسم "إن جي جي"، ويضم كلًا من: شركة ماكواري لإدارة الأصول -ومقرّها أستراليا-، وشركة بريتيش كولومبيا إنفستمنتس -ومقرّها كندا-.
وتفتح صفقة بيع حصة مهمة من أعمال الغاز للشركة المجالَ أمام المملكة المتحدة بإدخال استثمارات جديدة تدعم أنظمة نقل الشبكات لتعزيز انتقال الطاقة عبر المصادر المتجددة، ودمج الهيدروجين في مزيج الكهرباء.
صفقة ناشونال غريد
قُيّمت أصول صفقة بيع ناشونال غريد لـ60% من أعمالها لنقل الغاز للائتلاف بما يقارب 9.6 مليار جنيه إسترليني (يقارب 12.7 مليار دولار).
وتتضمن خطة الدفع استحقاق شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة لما يقرب من 2.2 مليار جنيه إسترليني بصورة نقدية.
وبجانب الدفع النقدي، تتلقّى ناشونال غريد 2 مليار جنيه إسترليني عقب تمويل الديون وإتمام الصفقة.
جنيه إسترليني = 1.32 دولارًا أميركيًا
وتعكف الشركة الوطنية على إدارة حصتها المتبقية في استثمار ائتلاف "إن جي جي" المقدّرة بـ 40% من خلال شركة جديدة تحمل اسم "غاز تي توب"، ويسمح الاتفاق بإمكان بيع تلك الحصة -أيضًا- للائتلاف خلال النصف الأول من عام 2023، وفق وكالة بلومبرغ الأميركية.
ولجأت ناشونال غريد لطرح 60% من حصتها للبيع بعدما واجهت استثمارات الوقود الأحفوري تحديات عدّة، ما دفع الشركة البريطانية لإعادة تقييم أعمالها، وعقب إتمام صفقة الاستحواذ تتغير خطط أعمال الشركة إلى الاهتمام بمشروعات الكهرباء بنسبة 50%، مقابل 30% لمشروعات وخطط الغاز.
- الشركات البريطانية غير مستعدة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 (تقرير)
- النفط والغاز.. المملكة المتحدة تتجاهل دعوات إلغاء التنقيب في بحر الشمال
انتقال الطاقة والكهرباء النظيفة
رأت ناشونال غريد أن صفقة التخلي عن غالبية مشروعات الغاز تمثّل خطوة نحو انتقال الطاقة، وأكد الرئيس التنفيذي، جون بيتيغرو، أن تخلّي الشركة عن 60% من حصتها في مشروعات نقل الغاز يعزز انتقال الطاقة في المملكة المتحدة.
وأشار إلى أن تلك الخطوة قد تسمح للشركة بالتركيز على مشروعات الكهرباء، لتعزيز أمن الإمدادات، بجانب خططها لاستثمار 35 مليار جنيه إسترليني في البنية التحتية للطاقة، خلال السنوات الـ5 المقبلة.
وأضاف أن الصفقة تأتي لصالح المساهمين وموظفي وعملاء الشركة، إذ يتمتع الائتلاف الجديد بخبرات واسعة في إمتلاك وتشغيل أصول البنية التحتية، ما يسمح بتقديم خدمات غاز آمنة وموثوقة بتكلفة منخفضة، وفق الموقع الإلكتروني.
بينما أشار المسؤول عن أصول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة ماكواري، مارتن برادلي، إلى أن صفقة الاستحواذ تعني الكثير لخطوة انتقال الطاقة في المملكة المتحدة، موضحًا أن أنظمة النقل تسهم في توفير المرونة اللازمة لاستيعاب أنظمة الكهرباء لمصادر الطاقة المتجددة.
وشدد على أن استثمارات شركته ستدعم أنظمة النقل لتعزيز جاهزية الشبكة لانتقال الطاقة، والتوسع في دمج الهيدروجين بمزيج الكهرباء، ما يمنح المملكة المتحدة ميزة تنافسية.
وأضاف أن المملكة تحتاج لشبكات النقل لإمداد المنازل والشركات بالطاقة النظيفة المتجددة، عقب تحقيق الحياد الكربوني في 2050.
الحياد الكربوني
من جانب آخر، أوضح نائب الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش كولومبيا إنفستمنتس، لينكولن ويب، أن إستراتيجيات التخلص من الكربون التي تتبنّاها شركة ناشونال غريد البريطانية ستدعم خطط توسّع شركته في المملكة المتحدة.
وأكد أن تلك الخطط من شأنها تعزيز مسارات المملكة المتحدة نحو تحقيق الحياد الكربوني والتخلص من الانبعاثات بحلول عام 2050، عبر ضمان وجود شبكات موثوقة تلبي طلب المستهلكين والعملاء.
يُشار إلى أن ماكواري قد طرحت عرض صفقة الشراء، منتصف فبراير/شباط الماضي، تماشيًا مع خطط الشبكة الوطنية "ناشونال غريد" لخفض الانبعاثات، وفق ما نشرت رويترز حينها.
وتضم أعمال نقل الغاز في الشبكة البريطانية خطوط أنابيب بشبكة يصل طولها إلى 7 آلاف كيلومتر في المملكة المتحدة، والتي تُعدّ ضمن أكبر الوحدات المخصصة لنقل الغاز في البلاد.
اقرأ أيضًا..
- سعة تخزين الكهرباء في أميركا ترتفع إلى مستوى قياسي (تقرير)
- إنتاج النفط بواسطة الطاقة الشمسية.. تقنية جديدة تتبناها مصر
- بعد استهداف منشآت أرامكو.. دعم خليجي وعربي ودولي للسعودية