بي بي تتخلى عن حقولها المتقادمة في بحر الشمال وتتجه للسيارات الكهربائية
أمل نبيل
تسعى شركة النفط البريطانية بي بي إلى تحقيق أقصى استفادة من قرار حكومة المملكة المتحدة باستمرار أعمال التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال، واستغلال الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار النفط بتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح، من خلال بيع حقولها النفطية المتقادمة، بالإضافة إلى ضخّ استثمارات جديدة بإنشاء نقاط شحن للسيارات الكهربائية في بريطانيا.
وتسعى الدول الأوروبية لتقليص اعتمادها على النفط والغاز الروسي في أعقاب غزو موسكو على أوكرانيا، والذي دفع أسعار النفط لمستويات قياسية قرب حاجز 140 دولارًا، قبل أن تقلّص من مكاسبها، لكنها حافظت على استقرارها فوق 100 دولارًا للبرميل.
وتبحث عملاق النفط البريطاني "بي بي" عن مشترين لحقلها النفطي المُغلق "فوينافين" في بحر الشمال، وتأمل الشركة في أن يجذب التركيز المتجدد للمملكة المتحدة على الإنتاج المحلي للنفط، شركات مهتمة باستخراج الاحتياطيات المتبقية من الحقل المغلق.
وتدرس بريطانيا 6 طلبات جديدة، على الأقلّ، للحصول على تراخيص حفر جديدة للبحث عن النفط والغاز في بحر الشمال هذا العام، بعد الموافقة على عدد مماثل من الطلبات العام الماضي.
إيقاف عمليات التنقيب
كانت شركة بي بي قد أوقفت عمليات الإنتاج في حقل "فوينافين"، غرب جزر شتلاند العام الماضي، بعد 25 عامًا من العمل، وتستعد الشركة حاليًا لتفكيك سفينتها الإنتاجية العائمة.
ويقع حقل فوينافين النفطي على بُعد 190 كيلو مترًا غرب شتلاند في أعماق مائية تتراوح بين 350 و520 مترًا، واكتُشف الحقل عام 1990، وجرت الموافقة على أعمال تطويره في عام 1994، في حين بدأ إنتاج الحقل في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1997.
وقالت 3 مصادر على صلة بالأمر لرويترز: "ما يزال الحقل يحتوي على احتياطيات من الخام الأسود تبلغ نحو 200 مليون برميل من النفط، والتي يمكن استخراجها في وقت قصير نسبيً، وبأقلّ قدر من الاستثمارات".
وتعدّ عملية البيع المُزمعة جزءًا من خطة التراجع التدريجي لشركة بي بي وكبار الشركات المنتجة للنفط عن التنقيب في الآبار المتقادمة، وبيعها لشركات أصغر متخصصة في أعمال التنقيب في هذه النوعية من الحقول.
وأكدت المصادر: "صعوبة تخمين حجم العائد الذي ستجنيه شركة بي بي من صفقة بيع الحقل النفطي، إن وجد، بالنظر إلى النفقات التي ستكابدها الشركة جراء تكاليف التنظيف وإيقاف التشغيل".
وفي أبريل/نيسان 2021، قررت شركة بي بي إيقاف تشغيل سفينة "بيتروجارل فوينافين فبسو" النفطية عن العمل بسبب مشكلات تتعلق بالسلامة، إذ أكد مسؤولو الصحة والسلامة في المملكة المتحدة حدوث تشققات بهيكل السفينة في فبراير/شباط 2021، وحذّروا من قدرة السفينة على العمل في البيئة القاسية قُبالة شتلاند.
ورفض المتحدث باسم شركة بي بي التعليق، وتمتلك الشركة التي تتخذ من لندن مقرًا لها 100% من أسهم حقل فوينافين بعد استحواذها على 28% من أسهم شركة فيارو إنرجي العام الماضي.
إنشاء نقاط شحن للسيارات الكهربائية
من جهة أخرى، تعتزم شركة "بي بي" ضخّ مليار جنيه إسترليني (1.32 مليار دولار أميركي) إضافية بإنشاء نقاط لشحن السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تعلن بريطانيا يوم الجمعة المقبل (25مارس/آذار الحالي) إستراتيجية جديدة، يجري العمل عليها منذ شهور، تهدف إلى ضمان امتلاك المملكة المتحدة عددًا كافيًا من نقاط الشحن للسيارات والمركبات الكهربائية، لتحقيق مستهدف الدولة في التخلص من السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.
وتخطط الحكومة البريطانية لإلغاء بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالديزل والبنزين بحلول عام 2030، مع السماح ببيع بعض السيارات الهجينة حتى عام 2035.
وخلال فبراير/شباط الماضي، مثًلت السيارات الكهربائية 18% من مبيعات السيارات الجديدة في المملكة المتحدة، وفقًا لبيانات جمعية مصنّعي وتجّار السيارات..
وتمتلك شركة بي بي حاليًا 8 آلاف نقطة شحن فائقة السرعة في بريطانيا، توجد بشكل رئيس في محطات الوقود ومناطق خدمات الطرق السريعة.
وتستهدف بي بي إنشاء 16 ألف نقطة شحن فائقة السرعة في المملكة المتحدة بنهاية العقد الجاري، حسب صحيفة فايننشال تايمز.
موضوعات متعلقة..
- بي بي وإكوينور تحولان محطة بحرية أميركية إلى مجمع لطاقة الرياح
- بي بي تلغي شحنات نفطية من روسيا عقب التخارج من روسنفط
- جي بي مورغان يتوقع صعود سهم بي بي إف إنرجي بعد أرباح فصلية ضخمة
اقرأ أيضًا..
- هل تنجح الشركات في جذب عمال النفط مع ارتفاع الأسعار وتحول الطاقة؟
- الصين ترفض التخلي عن النفط والغاز في خطة تحول الطاقة
- أول سيارة كهربائية تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في الهند (صور)