الروبل مقابل الغاز الروسي.. بوتين يعلن خطوته لمعاقبة "الدول المعادية"

مي مجدي

2022-03-23

0 681

بوتين والغاز الروسي — الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - أرشيفية

يستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاجة أوروبا إلى الغاز الروسي، معلنًا اليوم الأربعاء 23 مارس/آذار، خططه لبدء مطالبة ما وصفها بـ"الدول المعادية" بالدفع بالروبل مقابل شحنات الغاز الطبيعي.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإجبار أوروبا على التراجع عن العقوبات المفروضة على موسكو.

وقال بويتن خلال اجتماع مع الحكومة: إن "روسيا ستواصل التزويد بالغاز الطبيعي وفقًا للكميات والأسعار المحددة في العقود المبرمة مسبقًا، والتغييرات ستطرأ فقط على عملة الدفع، والتي سيُستبدَل الروبل الروسي بها".

وأشار إلى أن الحكومة والبنك المركزي أمامهما أسبوع واحد للتوصّل إلى حلّ إزاء كيفية التحول إلى العملة الروسية، موضحًا أن عملاق الغاز الحكومي "غازبروم" ستتلقّى تعليمات بإجراء تغييرات مماثلة على عقود الغاز الروسي.

مفهوم جديد لتسديد المدفوعات

منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، سُلطت الأضواء على اعتماد الدول الأوروبية على الغاز الروسي والمشتقات الأخرى.

وتستورد أوروبا قرابة 40% من الغاز الطبيعي الروسي وعادة تكون وفقًا لعقود مسعرة باليورو.

وبدءًا من 27 يناير/كانون الثاني، جرى تسوية مبيعات شركة غازبروم من الغاز الطبيعي إلى أوروبا ودول أخرى باليورو بنسبة 58% تقريبًا، حسب وكالة رويترز.

وقال بوتين خلال الاجتماع إنه "ليس من المنطقي تصدير بضائعنا إلى الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة وتلقي مدفوعات بالدولار أو اليورو"، مؤكدًا ضرورة إنشاء إطار مفهوم وشفاف لتسديد المدفوعات لجميع المشترين الأجانب.

قلب الطاولة على أوروبا

قالت خبيرة العقوبات في معهد التمويل الدولي، إيلينا ريباكوفا، إن المحللون يرون أن تحرك بوتين محاولة لقلب الطاولة على الاتحاد الأوروبي.

فمن خلال العقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي، جمد الغرب قرابة نصف الاحتياطيات الدولية لروسيا- أي نحو 300 مليار دولار، حسب موقع ذا موسكو تايمز.

وحال تنفيذ تعليمات بوتين، سيتعين على أوروبا شراء عملة الروبل بمئات الملايين من اليورو يوميًا للدفع مقابل شحنات الغاز الضخمة.

ومن وجهة نظر روسيا، ستوفر هذه الخطوة تدفقات داخلية للعملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها، ويعزز الطلب على العملة الروسية المحاصرة.

لكن المعاملات قد تكون صعبة بالنسبة لأوروبا، لأن العديد من البنوك الحكومية الروسية، بما في ذلك البنك المركزي، تخضع لعقوبات تمنع المعاملات المباشرة.

الروبل يقفز

بمجرد إعلان بوتين عن استبدال مدفوعات الغاز، قفز الروبل الروسي إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع متجاوزًا 95 مقابل الدولار في موسكو، اليوم الأربعاء 23 مارس/آذار، قبل أن يستقر بالقرب من 100، بعد تراجع قيمته في أعقاب العقوبات المفروضة على روسيا.

وارتفع بنسبة 4% تقريبًا مقابل الدولار الأميركي في تعاملات موسكو، بينما ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 8%.

وقبل ذلك، جرى تداول الروبل عند قرابة 80 مقابل الدولار، حسب وكالة رويترز.

ويمكن لهذه الخطوة أن تعزز العملة الروسية، لا سيما أن الكثير من الدول الأوروبية ما تزال تعتمد على موسكو في توفير إمدادات الطاقة.

ويبدو أن روسيا قد تجنبت التخلف عن سداد الديون الخارجية من خلال سداد مدفوعات سندات سيادية، تستحق في 2029، بالدولار الأميركي.

وقف واردات الغاز الروسي

يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد حلول لاستبدال واردات الغاز الروسي على المدى القصير، واتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالاستثمار في البنية التحتية والعلاقات الاقتصادية.

أحد مواقع تخزين الغاز في أوروبا - الصورة من رويترز

ووفقًا لتحليل مشترك أجرته عدة كيانات متخصصة في تقديم الحلول المناخية، من بينها مؤسسات بيلونا وإمبر وإي3 جي، يمكن أن تحل الطاقة النظيفة محل ثلثي واردات الغاز الروسي بحلول عام 2025، إلى جانب خفض هذه الواردات بنسبة 66% من خلال تحقيق حزمة "فيت فور 55"، وتسريع نشر الكهرباء المتجددة وكفاءة الطاقة، أي ستنخفض قرابة 101 مليار متر مكعب.

وخلص التقرير إلى عدم ضرورة الاستثمار في البنية التحتية الجديدة لاستيراد الغاز، حيث لا يتطلب توفير الإمدادات وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي إنشاء بنية تحتية جديدة لاستيراد الغاز في الاتحاد الأوروبي، مثل محطات الغاز المسال، بالإضافة إلى ذلك، لا تحتاج أوروبا إلى التوسع في محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وأوصى بضرورة دعم مصادر الطاقة المتجددة والكهرباء، من خلال برامج الاستثمار، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتوفير سوق أفضل للطلب وكذلك العقود طويلة الأجل، إلى جانب القدرة على المراقبة والاستجابة لمخاطر سلاسل التوريد منخفضة الكربون وتوسيع نطاق القدرة العاملة الماهرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..