ولاية هندية تخطط لتحقيق الحياد الكربوني قبل هدف الدولة بـ20 عامًا
6 محاور لمكافحة الانبعاثات بحلول 2050
أحمد بدر
أعلنت إحدى الولايات الهندية خطة طموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، رغم أن الهدف المناخي المهم سبق أن حددت الهند موعده في 2070؛ إذ قدمت مومباي عاصمة ولاية ماهاراشترا، موعد تحقيق الحياد الكربوني عقدين كاملين؛ حيث أعلنت المدينة خططًا تفصيلية للتخلص من انبعاثات الكربون.
وأعلنت مومباي، اليوم الأحد 13 مارس/آذار، خطتها؛ حيث اقترحت أكبر مراكز الهند المالية وموطن أكبر شركات جنوب آسيا وبورصات الأسهم والبنك المركزي، تغييرات شاملة في الطريقة التي تدار بها الطاقة والمياه والهواء والنفايات والمساحات الخضراء والنقل، بالنسبة لسكانها البالغ عددهم 19 مليون نسمة.
وقالت وزيرة البيئة في ولاية ماهاراشترا، أديتيا ثاكيراي: "ليس لدينا متسع من الوقت لنقف دون تدخل.. قد تكلف آثار تغير المناخ الهندَ 35 تريليون دولار أميركي على مدى السنوات الـ50 المقبلة".
وتُعَد مومباي أغنى مدن الهند، لكنها تحتوي على أحياء فقيرة وقرى صيد على طول الساحل الجنوبي، ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع منسوب البحر بحلول عام 2050 إلى إغراق تلك الأجزاء من المدينة؛ الأمر الذي قد يكلف المدينة 920 مليون دولار أميركي، حسب موقع لايف منت.
تفاصيل خطة الحياد الكربوني
تشمل خطة مومباي إدخال تغييرات في 6 مجالات؛ تتضمن الاستثمار في الإسكان، وكهربة النقل العام وتمهيد الطرق، والاستثمار في الصرف الصحي المقاوم للفيضانات، والاستثمار في المياه النظيفة، والاستثمار في الطاقة الشمسية على الأسطح.
وأعلن مستشار الحكومة في مومباي، سوراب بوناميا، أن المدينة تتجه إلى جمع الأموال من خلال السندات الخضراء التي أعلنتها الحكومة الفيدرالية.
وقال المستشار السياسي لحكومة الولاية، تانماي تاكل، إن التمويل سيأتي من ولاية ماهاراشترا، التي تخطط أيضًا لجمع الأموال لمشروعات التخفيف من آثار المناخ، من خلال الحكومة الفيدرالية والمقرضين العالميين.
وقد تؤدي هذه الاستثمارات -بجانب الميزانية السنوية البالغة 6 مليارات دولار أميركي- إلى منح المدينة ميزة تقدمها على المدن الأخرى، لتحقيق الأهداف المناخية، بحسب موقع لايف منت.
من جانبه، قال أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة بنسلفانيا، نيخيل أناند، إن خطة مومباي يمكن أن تساعد الهند في إعادة التفكير في النماذج الحالية للتنمية، التي تضع النمو الاقتصادي قبل الإشراف البيئي، وإذا نجحت فقد تُحول تركيز الهند إلى قضايا ملحة أخرى، كالمياه النظيفة والخدمات لأعداد كبيرة من العشوائيات.
وأضاف أن "التنمية التي تضمن العدالة المناخية أمر غير قابل للتفاوض؛ لذا تحتاج خطة العمل بشأن المناخ إلى الاهتمام بتحقيق الاستقرار لمواطنيها، إذا كانت تريد إحداث تغيير ذي مغزى".
الانبعاثات في مومباي
تهدف مومباي، خلال العقود الـ3 المقبلة، إلى خفض الانبعاثات، التي بلغت ما يقرب من 23.42 مليون طن في 2019، إلى الصفر، وذلك من خلال وضع الجزء الأكبر من الاستثمارات في مجال الطاقة، التي تمثل 72% من إجمالي الانبعاثات، وفقًا لبيانات رسمية.
- السيارات الكهربائية في الهند.. أعلى 5 طرازات مبيعًا في 2021 (صور)
- الحياد الكربوني.. 5 مشروعات عالمية تستخدم الهيدروجين لخفض الانبعاثات (تقرير)
كما تشمل أولويات مومباي قصيرة الأجل، شراء 2100 حافلة كهربائية بحلول عام 2023، بتكلفة 130 مليار روبية (1.7 مليار دولار أميركي)، كما ستنفق المدينة على مشروعات مثل إعادة تأهيل منازل الفقراء بمعدات ذات كفاءة في استهلاك الكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط مومباي إلى تحويل ذروة استهلاك الكهرباء البالغة 3400 ميغاواط إلى مصادر طاقة متجددة، بدلًا من الاعتماد على الكهرباء المولدة بالفحم.
اقرأ أيضًا..
- هل يتنازل بايدن عن مكافحة تغير المناخ مقابل أمن الطاقة العالمي؟ خبراء يجيبون
- الليثيوم في أفريقيا.. بوابة الصين للسيطرة على سوق بطاريات السيارات الكهربائية
- هل الألواح الشمسية ثنائية الوجه أفضل في توليد الكهرباء؟.. خبراء يحذرون
- رئيس مجلس طاقة الرياح العالمي: أفريقيا الأنسب لإقامة مشروعات المزارع البرية (مقابلة)