مع أزمة الطاقة في أوروبا.. بريطانيا قد تلجأ إلى التكسير الهيدروليكي
نوار صبح
- ليس من المنطقي أن تغلق بريطانيا آبار الغاز الصخري
- سيُنظَر في جميع الخيارات قبل إنجاز إستراتيجية الطاقة المقبلة
- رئيس الوزراء قد يغيّر موقفه بشأن إغلاق آبار الغاز الصخري بالخرسانة
- واجهت تجربة التكسير الهيدروليكي معارضة محلية كبيرة وغضبًا بسبب الزلازل
- ستحتاج بريطانيا إلى كميات هائلة من الغاز حتى مع زيادة مصادر الطاقة المتجددة
- الاستثمار في الطاقة النووية والطاقة المتجددة والعزل لخفض الاعتماد على النفط والغاز الروسيَين
في ظل أزمة الطاقة في أوروبا والمخاوف من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على إمدادات الغاز والنفط، ألمح وزير الدولة لشؤون الأعمال والطاقة البريطاني كواسي كوارتنغ إلى تغيير محتمل في موقف الحكومة البريطانية من التكسير الهيدروليكي.
وقال كوارتنغ، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أشار إلى أنه ليس من المنطقي أن تغلق بريطانيا آبار الغاز الصخري، ملمحًا إلى التوترات مع وزارته التي استبعدت مرارًا أن تغيّر الحكومة موقفها بشأن التكسير الهيدروليكي.
وقد فتح المتحدث باسم بوريس جونسون الباب أمام تحوّل في موقف بريطانيا بشأن التكسير الهيدروليكي، يوم الأربعاء، قائلاً، إنه سيُنظَر في جميع الخيارات قبل إنجاز إستراتيجية الطاقة المقبلة، حسبما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وأوضح كوارتنغ، الذي كان يشكّك عمومًا في فوائد التكسير الهيدروليكي، أن موقف الحكومة لم يتغير، لكنه أعطى أقوى مؤشر حتى الآن على أن رئيس الوزراء قد يغيّر موقفه بشأن إغلاق آبار الغاز الصخري بالخرسانة بحلول 30 يونيو/حزيران المقبل.
وقال المتحدث باسم بوريس جونسون، إن إستراتيجية إمدادات الطاقة ستأخذ في الحسبان جميع الخيارات، بالنظر إلى الوضع الحالي في أوكرانيا وتأثير ذلك في أسعار النفط والغاز.
وعندما سئل المتحدث مرارًا وتكرارًا، يوم الأربعاء، عمّا إذا كان يشير إلى تغيير في الإستراتيجية، أكد أن هناك موقفًا منفتحًا نظرًا للمناخ الاقتصادي المتغير، وأضاف أن ارتفاع أسعار الغاز العالمية نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا يدعو إلى الاستغناء عن النفط والغاز الروسيين.
وقال مصدر في وزارة الطاقة والإستراتيجية الصناعية البريطانية، إن الوزير كواسي كوارتنغ يرى أن التكسير الهيدروليكي لن يُحدث فرقًا في أسعار الغاز، مشيرًا إلى أن إستراتيجية الطاقة قد تفسح المجال لعمليات تكسير جديدة فقط إذا ظهرت أدلة جديدة بشأن السلامة.
معارضة التكسير الهيدروليكي
إلى جانب احتمالات أن يكون التكسير الهيدروليكي ملوثًا ومضطربًا وخطيرًا للمجتمعات، يقول العديد من الخبراء، إن الأمر سيستغرق ما يصل إلى عقد من الزمان لجني أيّ فوائد، ولن تؤثّر كمية الغاز في السعر العالمي.
وقد واجهت تجربة التكسير الهيدروليكي معارضة محلية كبيرة وغضبًا بسبب الزلازل.
من ناحيتها، وصفت جماعة تأييد النفط والغاز البري في بريطانيا معارضة التكسير الهيدروليكي بأنها غير منطقية.
وقال كواسي كوارتنغ، إنه مع استعداد شاحنات الإسمنت لملء آخر آبار الغاز الصخري العاملة في بريطانيا، فمن غير المقبول ارتكاب جرائم الحرب الروسية بتمويل من إدمان أوروبا على الغاز الروسي.
وبيّن أنه وفقًا لخطط الحكومة البريطانية، ستحتاج البلاد إلى كميات هائلة من الغاز، حتى مع زيادة مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى أن أسعار الجملة للغاز تضاعفت 4 مرات في بريطانيا وأوروبا، وأن الإنتاج الإضافي في بريطانيا لن يؤثّر فعليًا في سعر سوق الجملة.
وأردف قائلًا، إن المنتجين في بريطانيا لن يبيعوا الغاز الصخري للمستهلكين في بريطانيا بسعر أقلّ من سعر السوق، لأنهم ليسوا جمعيات خيرية.
وقال عضو البرلمان البريطاني عن مدينة بلاكبول، سكوت بينتون، الذي سخر سابقًا من قمة المناخ كوب 26، إنه سيكون متحفظًا على السماح بالتكسير في دائرته الانتخابية بسبب الزلازل التي تسبّبت بها في الماضي.
جدير بالذكر أن تعليقات الوزير كواسي كوارتنغ أثارت مجددًا المناقشات بين شركة استكشاف وإنتاج النفط والغاز البريطانية "كوادريلا"، التي تمتلك بئري الغاز الصخري في بريطانيا، وهيئة النفط والغاز، مع مطالبة الشركة باتخاذ قرار في غضون 48 ساعة.
ووُضِعَت الخطط لبدء سدّ البئرين في غضون أيام، بالنظر إلى الموعد النهائي للتنفيذ في 30 يونيو/حزيران المقبل.
الاستثمار في الطاقة النووية والمتجددة
دعا زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر إلى الاستثمار في الطاقة النووية والطاقة المتجددة والعزل لخفض الاعتماد على النفط والغاز الروسيَين.
واتّهم كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باتّباع سياسة طاقة فاشلة أدت إلى ارتفاع فواتير الطاقة، ودعا الحكومة إلى الاستثمار في مصادر الطاقة النووية والمتجددة وعزل المنازل لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين.
استخدم زعيم حزب العمال جلسة استجواب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لربط تأثير غزو أوكرانيا مرارًا وتكرارًا بأزمة ارتفاع تكلفة المعيشة، وهي القضية التي يرغب العديد من أعضاء البرلمان المحافظين في رؤية إجراءات حكومية حازمة بشأنها.
ودعا ستارمر إلى تقديم مزيد من المساعدة المباشرة لخفض فواتير الطاقة، بما في ذلك ضريبة غير متوقعة على شركات النفط، لكنه طالب أيضًا باتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات، بما في ذلك إنهاء الحظر على مشروعات الرياح البرية الجديدة.
بدوره، عارض بوريس جونسون فرض ضريبة غير متوقعة، وقال، إن الجهود الحالية للمساعدة في فواتير الطاقة كانت سخية.
وقال ستارمر، إن الحكومة يجب أن تبدأ حقبة جديدة من سياسة الطاقة، بحيث لا تصبح أبدًا تحت رحمة بلد أجنبي ديكتاتوري، بما في زيادة مشروعات الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة، والتحرك السريع لعزل المنازل.
وردّ جونسون قائلًا، إن الحكومة اتخذت تدابير غير مسبوقة للمساعدة في سداد الفواتير، بما في ذلك قرض لمرة واحدة بقيمة 200 جنيه إسترليني (263.38 دولارًا) لتعويض تكاليف الطاقة، و 150 جنيهًا إسترلينيًا لبعض الأسر، تجاه ضريبة المجلس.
وأشار ستارمر إلى أن متوسط فواتير الطاقة كان من المقرر أن يرتفع بمقدار 700 جنيه إسترليني في أبريل/نيسان، إضافة إلى تأخّر وصول قرض الطاقة بقيمة 200 جنيه إسترليني حتى أكتوبر/تشرين الأول، وأنه من المحتمل أن ترتفع الفواتير بمقدار 1000 جنيه إسترليني أخرى.
وأكد أن بريطانيا لديها مخزون من أقلّ المساكن كفاءة في استخدام الطاقة في أوروبا، داعيًا إلى القيام بمهمة وطنية عاجلة لعزل المنازل، قائلاً، إن هذا الإجراء يمكن أن يوفر على الأسر 400 جنيه إسترليني سنويًا من قيمة فواتير الطاقة المرتفعة.
اقرأ أيضًا..
- تسلسل زمني.. العقوبات ضد روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا
- سوق السيارات في الجزائر بين الإفلاس والهجرة.. القصة الكاملة
- الإمارات تنفي رسميًا تصريحات "العتيبة" بشأن أوبك وزيادة الإنتاج (تحديث)