إيران تؤمِّن احتياجاتها من الوقود بعقد تمويل خط نقل "بارس"
لنقل 12 مليون لتر يوميًا في محافظة فارس
هبة مصطفى
تواصل إيران تأمين احتياجاتها من الوقود الذي أعلنت من قبل تحقيقها الاكتفاء الذاتي منه؛ حيث تعكف وزارة النفط على تأمين عقود تمويل مشروعات خطوط إمداد ونقل الوقود، بجانب الدعم الحكومي المقدم لها.
ووقّعت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط المعنية باستثمارات وإمدادات الوقود بالوزارة، عقدًا مع بنك تيجارات (وهو بنك تجاري إيراني) يلتزم بموجبه البنك بتوفير تمويل خط "بارس" لنقل الوقود وتوفير الإمدادات للجنوب الإيراني.
ولا يُعَد خط "بارس" الأول من نوعه الذي تسعى وزارة النفط الإيرانية إلى تأمين الاحتياجات المحلية للوقود من خلاله العام الجاري؛ إذ سبقه في شهر يناير/كانون الثاني الماضي فوز بنك ميلات الإيراني (يُطلق عليه بنك الأمة) بعقد تمويل خط أنابيب "تابش".
خط "بارس" لنقل الوقود
شهد العام الجاري توقيع عقود تمويل لخطي أنابيب نقل الوقود محليًا في إيران، جاء أحدثهما أمس الأحد بتوقيع عقود تمويل بين وزارة النفط الإيرانية ممثلة في "الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع النفط" وبنك تيجارات من جهة أخرى، لخط أنابيب "بارس".
وتبلغ قدرة النقل في خط الأنابيب "بارس" المرتقب 73 ألف برميل/يوميًا، بما يعادل 12 مليون لتر من الوقود، ومن المقرر بدء أعمال بناء الخط -الذي يصل قطره إلى 14 بوصة- أواخر الشهر الجاري (بداية العام الجديد في التقويم الإيراني)، ويستمر لمدة 4 سنوات، وفق وكالة أنباء النفط الإيرانية "شانا".
ويبدأ مسار النقل عبر خط "بارس" من محطات الضخ في مدينة مهران الواقعة قرب مصفاة نجمة الخليج الفارسي، ليصل إلى مراكز التخزين في مدينة فاسا، ومنها يُوَزَّع في مدينة شيراز بمحافظة فارس (أكبر مدن الجنوب الإيراني)؛ للحد من سيناريو نقص الوقود بالمدينة.
ولم يُفْصَح عن أي بيانات رسمية تكشف عن حجم الاستثمار في خط "بارس"، إلا أن تقديرات توقعت تجاوز تكلفته 200 مليون دولار، وفق الموقع الإلكتروني الناطق بالإنجليزية لقناة برس تي في الإيرانية.
- إيران تعلن عن خط أنابيب لتصدير الوقود إلى الدول الآسيوية
- وزير النفط الإيراني: لن ننتظر اتفاق فيينا لإنجاز مشروعات النفط والغاز
- إيران لا تستطيع تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا على المدى القصير (مقال)
بديل النقل البري
يعمل خط أنابيب "بارس" بديلًا للنقل البري في إيران؛ إذ يدفع الاعتماد عليه في نقل الوقود نحو خفض الزحام المروري وحجم استهلاك تزويد شاحنات النقل، بجانب إمكان استخدام الخطوط لنقل المنتجات النفطية الأخرى وتخزينها.
ويمثل خط بارس أفضل سبل توزيع الوقود في محافظة فارس، بجانب عمله على خفض مخاطر النقل عبر الطرق البرية التي تواجه بعض المخاطر، وكذلك التخفيف من حجم انتشار الملوثات في أجواء المحافظة، وفق صحيفة طهران تايمز.
أما فيما يتعلق بثاني مشروعات خطوط النقل الإيرانية الموقعة العام الجاري لوزارة النفط الإيرانية؛ فقد تصل قدرة خط أنابيب "تابش" -الممتد عبر 948 كيلومترًا- إلى نقل 150 ألف برميل/يوميًا (ما يعادل 24 مليون لتر)، من المصافي الرئيسة قرب الخليج الفارسي حتى مواقع الاستهلاك شرق إيران.
الوقود الإيراني
تثير أزمة مدى توافر البنزين قلقًا داخل إيران في الآونة الحالية؛ حيث صرح وزير النفط، جواد أوجي، أمس الأحد 6 مارس/آذار، قائلًا إنه "بعيدًا عن النتائج المرتقبة للمحادثات النووية، في فيينا؛ فإن إيران تتمسك بالاعتماد على الموارد المحلية دون الحاجة إلى الاستيراد".
ورغم تأكيد أوجي أن بلاده لن تحتاج لاستيراد البنزين؛ فقد جاءت تقارير صحفية إيرانية تؤكد أن الطلب المحلي سيفوق -خلال الأشهر المقبلة- حجم الإنتاج الحالي؛ ما قد يضطر الحكومة للاستيراد.
وخلال مدة خضوع صادراتها النفطية للعقوبات الأميركية، وعلى مدار العامين الماضيين وحدهما، واصلت إيران تزويد عدد من الدول بإمدادات الوقود، سواء عربيًا أو دوليًا، من ضمنها توفير الشحنات إلى سوريا ولبنان، بالإضافة إلى فنزويلا التي تقع -أيضًا- تحت دائرة العقوبات الأميركية.
اقرأ أيضًا..
- أسعار الغاز في أوروبا تقفز إلى مستويات قياسية جديدة
- وزير النفط النيجيري: يمكننا إنقاذ أفريقيا من أزمة نقص الغاز
- بعد تهديد أميركا بحظر النفط الروسي.. هل تواصل الأسعار الارتفاع؟