خط يامال-أوروبا.. ألمانيا تتحدى روسيا وتعكس إمدادات الغاز إلى بولندا
رغم مخاوف تأثر الإمدادات الأوروبية بالأزمة الروسية الأوكرانية
هبة مصطفى
استأنفت ألمانيا إمدادات الغاز إلى بولندا عبر خط يامال-أوروبا، اليوم السبت، في خطوة يمكن وصفها بـ"الإمدادات العكسية" لمسار الخط، التي بدأتها منذ ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.
ويربط مشروع خط أنابيب الغاز يامال-أوروبا بين 4 دول؛ روسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا، ويُشير مساره إلى نقل الغاز الطبيعي من شبه جزيرة يامال الروسية إلى المستهلك في غرب أوروبا.
ويبلغ طول خط الأنابيب 4 آلاف و107 كيلومترات، وتصل قدرته إلى نقل 33 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي، وفق صحيفة هيدروكربون تكنولوجي.
تحويل مسار إمدادات يامال-أوروبا
رغم الغزو الروسي لأوكرانيا فجر الخميس الماضي، واضطراب التوقعات حول تأثر إمدادات الطاقة الروسية لأوروبا، خاصة فيما يتعلق بالغاز، كشفت بيانات مُشغل شبكة الغاز الألمانية غازكاد استئناف خط يامال-أوروبا إمداداته من ألمانيا إلى بولندا، اليوم السبت.
وتمثّل تلك الخطوة ردًا من ألمانيا على مخاوف قطع إمدادات الغاز الروسية، باعتمادها على الإمدادات المُخزنة بالخط الذي شهد تدفقًا للإمدادات في الجانب الألماني والبولندي منذ 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدلًا من شراء العقود الفورية للغاز الروسي بأسعار باهظة.
ويشير استئناف التدفقات من ألمانيا إلى بولندا اليوم، عبر الخطوط الخاصة بخط الأنابيب يامال-أوروبا، إلى تفضيل المشتري البولندي عمليات الشراء من الإمدادات المخزنة بالخط علن العقود الفورية الروسية.
وتأتي تلك الخطوة، في حين تشهد الأسواق حالة من التوتر جراء النتائج المترتبة على الغزو الروسي لأوكرانيا واحتمال تأثر الإمدادات بالعقوبات المفروضة على روسيا، رغم عدم إعلان أي معلومات رسمية تشير بتأثر إمدادات الطاقة الروسية حتى الآن.
يُشار إلى أن خط أنابيب الغاز يامال-أوروبا يُسهم بـ15% (ما يقارب السُدس) من إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا وتركيا.
تدفقات عكسية
بدأت ألمانيا تغيير مسار تدفقات خط أنابيب الغاز يامال-أوروبا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، إذ كان يتعيّن بدء تدفقات إمدادات الغاز من شبه جزيرة يامال الروسية إلى دول أوروبا الغربية.
لكن الخطوة الألمانية بتغيير مسار التدفقات في القسم الخاص بها من الخط وتحويل مسارها إلى الجانب البولندي مرة أخرى، دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتهامها بإعادة بيع الغاز الروسي إلى بولندا، بأسعار تفوق الأسعار الروسية رغم أزمة الطاقة الأوروبية.
ولم يقف اتهام بوتين لألمانيا عند تحويل مسار خط الغاز يامال-أوروبا، وإنما امتد لاتهامها بالوقوف وراء أزمة الطاقة التي شهدتها الدول الأوروبية الأشهر الماضية، بعد تغيير مسار الإمدادات، ما دفع أسعار العقود الفورية إلى أعلى مستوياتها في تلك المدة.
- الغاز الروسي.. هل تستطيع ألمانيا الاستغناء عن نصف إمداداتها القادمة من موسكو؟
- بوتين: ألمانيا تعيد بيع الغاز الروسي.. وتزيد من أزمة ارتفاع الأسعار
- تحويل مسار إمدادات الغاز الروسي.. وموسكو تضغط لإنقاذ نورد ستريم2
السعة الروسية.. دليل اتهام ألمانيا
رغم إظهار بيانات غازكاد الالتزام بمسار تدفقات خط يامل-أوروبا في نقطة مالناو تجاه غرب أوروبا، مسجلة 6.5 مليون كيلوواط/ساعة، طوال 8 ساعات مساء ليلة السبت، إلا أنه رصد تحول الإمدادات إلى بولندا بما يقرب من 5 ملايين كيلوواط/ساعة اليوم أيضًا، وفق رويترز.
وتزامنت الخطوة الألمانية بتحويل مسار إمدادات الغاز العكسية من خط يامال-أوروبا تجاه بولندا، مع محاولة روسية لاستئناف التصدير في المسار الطبيعي المحدد مسبقًا للخط، باتجاه أوروبا الغربية.
وكشفت بيانات مناقصة طُرحت أمس الجمعة، وبيانات أخرى لمشغل الغاز البولندي، أن عملاق الغاز الروسي غازبروم حصلت على سعة قدرها 6.4 مليون كيلوواط/ساعة لنقل إمدادات الغاز عبر الخط من مساء أمس الجمعة حتى صباح اليوم السبت.
وتقارب السعة التي نقلتها غازبروم الروسية إلى غرب أوروبا السعة ذاتها التي نقلتها ألمانيا إلى بولندا، ما يكشف استئنافها التدفقات العكسية مرة أخرى، رغم اتهام بوتين لها بإعادة بيع الغاز الروسي، ونفي مسؤولين ألمان هذه الاتهامات.
لماذا تُحول ألمانيا مسار الغاز الروسي؟
كشفت بيانات سابقة صادرة عن محللي شركة ريفنتيف لبيانات الأسواق المالية، أن ارتفاع أسعار الغاز بصورة باهظة دفع نحو انخفاض سعر شرائه عبر خطوط الأنابيب مقارنة بشرائه عبر العقود الفورية بالأسواق.
كما أشارت بيانات السوق إلى أن غازبروم، التي تُعدّ ضمن المشغلين الروسيين لخط يامال-أوروبا، لم تحجز أي سعات إنتاجية لنقل الإمدادات خلال الربع الثاني والثالث للعام الجاري عبر الخط، بالإضافة إلى عدم إعلانها خطط مبيعات فورية الأسبوع الجاري.
وكانت بيانات أوكرانية قد أكدت ارتفاع صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا بنسبة 38% الخميس الماضي، بالتزامن مع الغزو الروسي فعليًا لكييف، وحجز متعاملون 6.5 مليون متر مكعب يوميًا إضافية من مساحة العبور في خط يامال-أوروبا.
وسجلت عطاءات التوريد من أوكرانيا إلى سلوفاكيا عبر نقطة فيلكي كابوشاني الحدودية 796 ألفًا و815 ميغاواط/ساعة، أمس الجمعة، ارتفاعًا من 622 ألف ميغاواط/ساعة الخميس الماضي، وفق ما نشرته رويترز أمس الجمعة.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في كاليفورنيا.. مشروعات فريدة تعزز صدارة الولاية على مستوى أميركا
- خطوط أنابيب الغاز.. استثمارات ضخمة تخاطر بالأهداف المناخية (تقرير)
- قيمة صادرات السعودية من النفط تنتعش بقوة خلال 2021 (إنفوغرافيك)