الطاقة المتجددة اللامركزية.. بنك التنمية الأفريقي يدعم 6 دول
باستثمارات تصل إلى 800 مليون دولار
هبة مصطفى
أصبحت الطاقة المتجددة اللامركزية حلًا جذريًا لتوفير وصول الكهرباء إلى بلدان أفريقية يعاني مواطنوها من الظلام وعدم توافر الإمدادات لكل مناطقها.
وفي سبيل ذلك، وافقت مجموعة بنك التنمية الأفريقي على برنامج لإطار تمويل الوصول إلى الكهرباء "ليف" لدعم استثمار مشروعات الطاقة المتجددة اللامركزية في 6 دول أفريقية، هي غانا وغينيا وإثيوبيا وكينيا ونيجيريا وتونس، حسبما أعلنت في صفحتها بـ"تويتر".
ويعاني 600 مليون أفريقي من صعوبة الحصول على إمدادات الكهرباء، رغم توافر إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة في القارّة السمراء، غير أنها وقعت ضحية تحديات ضعف التمويل ونقص التقنيات الحديثة وانخفاض معدل الاستثمار الأجنبي في هذا المجال.
مشروعات الطاقة المتجددة اللامركزية
يهدف برنامج "ليف" -عبر مخصصات تصل إلى 800 مليون دولار- إلى دعم الاستثمارات التجارية بـ"العملة المحلية" لضمان توسّع الطاقة المتجددة في البلدان الأفريقية الـ6.
ويغطي البرنامج تمويل 18 مشروعًا يوفر وصول الكهرباء لما يصل إلى 6 ملايين شخص وشركة، وتسمح -أيضًا- تلك المشروعات بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 28.8 مليون طن مكافئ طوال عمر تشغيل هذه الشبكات.
وتعهّد بنك التنمية الأفريقي بتقديم التزام مالي قدره 164 مليون دولار، للإسهام في دعم برنامج إطار تمويل الوصول إلى الكهرباء "ليف" في غانا وغينيا وإثيوبيا وكينيا ونيجيريا وتونس.
وبخلاف الالتزام المالي للبنك في برنامج "ليف"، يُسهم صندوق المناخ الأخضر -ومقرّه كوريا الجنوبية- بتمويل يصل إلى 170.9 مليون دولار لدعم استثمارات البرنامج، في يوليو/تموز العام الماضي.
- أفريقيا تواصل التنقيب عن النفط والغاز بحثًا عن موثوقية الكهرباء (تقرير)
- دول غرب أفريقيا.. معالجة فقر الكهرباء قبل رفاهية التحديات المناخية
خطة العمل
تستغرق خطة عمل برنامج إطار تمويل الوصول إلى الكهرباء "ليف" 6 سنوات، يعمل خلالها على الدمج بين آليات التمويل بشروط ميسَّرة وأدوات الائتمان، وكذلك تقديم المساعدات الفنية لمستثمري القطاع الخاص والبنوك المحلية.
وتدعم تلك الآليات جهود تيسير الوصول إلى الكهرباء في القارة الأفريقية، إذ رحّب نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي للكهرباء والطاقة وتغير المناخ والنمو الأخضر، كيفين كاريوكي، بالشراكة بين البنك وصندوق المناخ الأخضر، وفق صحيفة إي إس آي أفريكا.
وأكد كاريوكي أن تلك الشراكة تعزز دور القطاع الخاص والتمويل بالعملة المحلية، ما يعزز سرعة وصول الكهرباء عبر حلول الطاقة المتجددة اللامركزية التي تخفض البصمة الكربونية في البلدان الـ6 التي يستهدفها البرنامج.
وبدروه، أوضح القائم بأعمال مدير الطاقة المتجددة وكفاءة الكهرباء بالبنك الأفريقي للتنمية، دانييل شروث، أن برنامج "ليف" يعزز أدوات البنك للوصول للطاقة اللامركزية بصورة سريعة، لتعمل بالتوازي مع حلول الكهرباء المتصلة بالشبكة "التقليدية"، لضمان توفير الكهرباء للأفارقة في البلدان الـ6.
أهمية الطاقة المتجددة اللامركزية
بصورة إجمالية، تتّسم الشبكات اللامركزية بقرب محطات إنتاج الكهرباء من مواقع استهلاكها، وتوفر تلك التقنية أقصى استفادة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة والطاقة الحرارية، بجانب أنها تعدّ صديقة للبئية إذ تخفض استهلاك الوقود الأحفوري.
وتقوم تقنية عمل أنظمة كهرباء الطاقة المتجددة اللامركزية على توفير مصادر الكهرباء المتجددة قرب المحيط السكني للمواطنين، ما يسهم في تخطّي عقبات النقل والتوزيع والتكاليف الاقتصادية والبيئية، حسبما عرفتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ "يونيسكيب" على موقعها الإلكتروني.
وطبقًا لهدف التنمية المستدامة الـ7 -ضمن الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة التي أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2015- فإن 600 مليون أفريقي يفتقرون للكهرباء، وهي معدلات خضعت للزيادة عقب انتشار جائحة كورونا التي فاقمت من غياب مشروعات الكهرباء المستدامة والنظيفة والموثوقة.
وتشمل سبل تعزيز الطاقة المتجددة اللامركزية واسعة النطاق التي تدعم هدف التنمية المستدامة الـ7، التوسع في مشروعات أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، والشبكات الكهرباء الصغيرة الخضراء، وتعزيز حلول الطاقة الشمسية في الاستخدامات التجارية والصناعية.
لكن التوسع في أنظمة الطاقة الشمسية اللامركزية -رغم توفيره وصول الإمدادات النظيفة للمواطنين الأفارقة- فإنه يحتاج تمويلًا خاصًا ضخمًا عبر العملة المحلية لكل بلدة أفريقية ضمن الدول الـ6.
ما دور العملة المحلية؟
يهدف برنامج إطار تمويل الوصول إلى الكهرباء "ليف" إلى التوسع في الطاقة المتجددة اللامركزية عبر الاستثمار بالعملة المحلية.. فما هو دورها؟ ولماذا يفضّلها الممولون الأفارقة للطاقة المتجددة بدلًا من الاستثمار اعتمادًا على العملات الأجنبية الأكثر تداولًا؟
قبل ما يزيد قليلًا عن العام، وقبيل طرح برنامج "ليف" على الساحة، أصدر بنك التنمية الأفريقي تقريرًا أكد فيه أهمية تمويل مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا عبر العملات المحلية، رغم الاستخدام المنخفض لتلك السياسة.
واعتمد تقرير بنك التنمية الأفريقي على دراسة معمقة لمشروعات الكهرباء خارج الشبكة وأصحاب الشبكات الصغيرة في كل من غانا وكينيا ونيجيريا وتونس، وتوصلت الدراسة إلى دور التمويل بالعملة المحلية بتعزيز انتشار مشروعات الطاقة المتجددة اللامركزية في القارّة السمراء.
وخلص تقرير البنك إلى التعامل عبر أسواق العملات المحلية لتأمين تمويل طويل الأجل يسمح للجهات المقترضة بخفض مخاطر العملة ومعدلات الفائدة، وبذلك يُجنّب تمويل مشروعات الطاقة المتجددة بالعملة المحلية المقرضين مخاطر الصرف الأجنبي، وفق ما أورد على موقعه الإلكتروني.
ويعزز ذلك توافر خدمات "تأجير" الطاقة الشمسية ومشروعات الطاقة المستدامة في أفريقيا، ما يعزز الائتمان لدى المقرضين.
اقرأ أيضًا..
- أبيكورب تعلن توقعاتها لأسواق الطاقة في 2022.. وطفرة في استثمارات الشرق الأوسط
- هل تواصل أسعار النفط الارتفاع؟ وما تأثير عودة الخام الإيراني؟.. أنس الحجي يجيب
- بن عتو زيان يكشف تطورات مشروع الطاقة الشمسية في الجزائر