لم تحقق إكسون موبيل الأميركية طموحاتها في البرازيل، إذ تُعدّ واحدة من 3 مناطق جغرافية تعتمد عليها الشركة في معظم إنتاجها المستقبلي، إلى جانب غايانا والولايات المتحدة.
كما تواجه الشركة ضغوطًا لتحقيق النجاح في البرازيل، التي انتقلت فيها من مجرد لاعب صغير إلى المشاركة في 28 كتلة تأجير خارجية، بوصفها مشغلًا رئيسًا في 17 كتلة منها.
إلّا أن إستراتيجية إكسون موبيل في البرازيل حتى الآن كانت محبطة، على الرغم من إنفاقها 4 مليارات دولار على حقوق الحفر خلال السنوات الـ5 الماضية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
أول نفط من البرازيل
علنًا، كانت شركة إكسون موبيل متفائلة في البرازيل، وفي أحدث تقرير للأرباح، وصفت البلاد بأنها واحدة من "مشروعات النمو الأعلى جودة".
في العام الماضي، التزمت باستثمار 40% من الـ8 مليارات دولار اللازمة لتطوير حقل باكالهاو البحري، وهو مشروع تقوده شركة النفط النرويجية إكوينور.
ومن المقرر أن يسلّم هذا الحقل أول نفط لإكسون موبيل من البرازيل في عام 2024.
وسجلت إكسون -أيضًا- لدى هيئة تنظيم النفط البرازيلية في مزاد إيجار حفر آخر من المقرر عقده في أبريل/نيسان.
وقال رئيس شركة إكسون موبيل في البرازيل، خوان ليسمان، بمؤتمر خارجي في أغسطس/آب الماضي في هيوستن: "نحن متحمسون بشأن المستقبل في البرازيل".
فشل إكسون موبيل
انتهت أول غزوة كبيرة لشركة إكسون في الحقول البحرية البرازيلية العقد الماضي بالفشل في واحد من أكبر اكتشافات النفط عالميًا، هذه الألفية.
في عام 2005، كانت الشركة النفطية الدولية الكبرى الوحيدة التي حصلت على تراخيص فيما يسمى "ما قبل الملح"، وهو تكوين نفطي ضخم تحت طبقة سميكة من الملح في قاع المحيط الأطلسي.
المنطقة الغنية بالنفط ستصنّف البرازيل من بين أكبر 10 منتجين للنفط في العالم، وتجني الثروات، ليس فقط لشركة النفط البرازيلية بتروبراس، ولكن أيضًا للشركات الأجنبية، بما في ذلك إكوينور وشل في أوروبا.
في غضون ذلك، درست إكسون موبيل الصور الزلزالية لمدة عامين، واختارت مواقع واعدة، وأنفقت أكثر من 300 مليون دولار على عمليات حفر معقّدة تستغرق وقتًا طويلًا.
وكانت النتيجة 3 ثقوب جافة، الأول في عام 2009، تلاه اثنان آخران في عام 2011.
وفي عام 2012، أعادت شركة إكسون موبيل كتلتها إلى حكومة البرازيل، وجرّبت إستراتيجية مختلفة، إذ أصبحت شريكًا أقلية في مجموعة من الكتل التي تديرها شركة أو جي إكس، التي أعلنت إفلاسها في غضون عام، وأوقفت عملياتها في النهاية.
عودة إكسون موبيل
بحلول عام 2017، عادت شركة إكسون موبيل في موجة شراء، بعد أن جعلت الحكومة الجديدة قطاع النفط في البرازيل أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
إلّا أنه بعد مرور 5 سنوات على عودتها، لم تكتشف شركة النفط الأميركية العملاقة بعد اكتشافًا نفطيًا كبيرًا بوصفها مشغلًا في مياه البرازيل، تاركة فرصًا هائلة لتدفّق النفط تلفت من بين أيديها، بحسب رويترز.
وأقرّت شركة إكسون موبيل العام الماضي بحفر بئرين استكشافيتين في منطقة تقع على بعد 120 ميلًا من الساحل الجنوبي الشرقي للبرازيل.
إلّا أن الآبار الموجودة في تلك الكتل -التي يُطلق عليها أوبال وتيتا- لم تُظهر إمكانات كافية لتبرير تثبيت منصة حفر، وفقًا لما ذكره شخصان مطّلعان على النتائج.
وأظهرت سجلات الحكومة البرازيلية أن رسوم ترخيص الحفر في كتلة تيتا وحدها كلّفت الشركة نحو نصف مليار دولار.
وأفادت مصادر بأن إكسون موبيل لم تمضِ قدمًا فيما يسمّى بآبار التقييم في تلك المناطق، وهي عمليات الحفر الإضافية التي تُعدّ شرطًا أساسيًا لفهم مدى وحجم أيّ تراكم للنفط استعدادًا للإنتاج.
نتائج غير كافية
كان هناك المزيد من الأخبار السيئة من كتلة ويرابورو، التي تمتلك فيها إكسون موبيل حصة أقلية.
إذ أبلغت شركة النفط البرازيلية بتروبراس -المشغّل الرئيس- هيئة تنظيم النفط البرازيلية في 31 مارس/آذار 2020 أن النتائج النفطية لم تكن كافية أيضًا لتبرير المزيد من الاستثمارات.
وقالت إكسون موبيل -لوكالة رويترز-، إنه عُثِر على هيدروكربونات في منطقة أخرى تستكشفها في شراكة بنسبة 50% مع شركة بتروبراس بوصفها مشغلًا رئيسًا، على بعد 120 ميلًا قبالة سواحل ريو دي جانيرو.
وقالت إكسون موبيل، إن عمليات الحفر في بئر يُطلق عليها اسم مايراري اكتملت في أغسطس/آب، وما تزال البيانات قيد التحليل لتحديد كيفية المضي قدمًا.
والآن، تنتظر الشركة تصريحًا بيئيًا للحفر في منطقة حدودية أخرى على بعد مئات الأميال شمال أول بئرين وبعيدًا عن منطقة ما قبل الملح، وفقًا لهيئة تنظيم النفط البرازيلية.
فرص نفط ضائعة
رفضت إكسون موبيل صفقات في مناطق بحرية أخرى بالبرازيل تحقق نتائج هائلة.
وأعدّت الشركة مرتين عقودًا نهائية للمزايدة على الاحتياطيات المكتشفة التي طرحتها السلطات البرازيلية في مزاد علني، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، وفقًا لأشخاص مطّلعين على الوضع.
وأوضحت المصادر أن الانسحاب الأول حدث في عام 2019 في حقل يسمى بوزيوس، ومؤخرًا في ديسمبر/كانون الأول في حقل آخر يسمى سيبيا.
وأضافت أن بتروبراس كانت تنتج في كلا الحقلين، وستظل المشغّل الرئيس، مع حصول إكسون موبيل على حصة 45% في خزان أكبر.
وقالت المصادر، إن شركة إكسون موبيل امتنعت خوفًا من الإفراط في الإنفاق على الأصول التي ستتحكم فيها بتروبراس في حجم ووتيرة التنمية، كما إن الجمع بين المشروعين كان سيتطلب أكثر من 40 مليار دولار لتطويرهما.
مع ذلك، فإن هذين الحقلين ينتجان ما يقرب من مليون برميل يوميًا من النفط والغاز، وفي ديسمبر/كانون الأول، كان حقل بوزيوس وحده ينتج 739 ألف برميل يوميًا، وفقًا لهيئة تنظيم النفط البرازيلية.
وهذا أكثر من المتوسط الذي سجّلته دولة فنزويلا بأكملها العام الماضي، وتخطط بتروبراس لزيادة إنتاج بوزيوس إلى ما يقرب من مليوني برميل يوميًا هذا العقد.
موضوعات متعلقة..
- بتروبراس البرازيلية تواجه معركة قانونية بعد إلغاء زيادة أسعار الغاز
- إكسون موبيل تعيد هيكلة أعمالها.. وتنقل مقرها في منتصف 2023
- إكسون موبيل تبدأ إنتاج النفط من حقل "ليزا" قبالة سواحل غايانا
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع أسعار النفط والغاز يجذب المستثمرين لشراء ديون شركات الطاقة الأميركية
- الهيدروجين في السعودية.. كيف تقود المملكة العالم نحو الوقود الجديد؟
- السيارات الكهربائية.. الشحن الذكي يبدد مخاوف انقطاع التيار مع زيادة المبيعات