سيناريوهان لاستخدام الرياح البحرية في كولومبيا على مائدة التشاور
لاستكشاف مخاطر ومزايا بناء نحو 9 غيغاواط
أحمد بدر
بحثًا عن مشروع متكامل من مصادر الطاقة المتجددة، يحقق لها فوائدها ويجنّبها مخاطرها، قدّمت وزارة التعدين والطاقة في كولومبيا، مسودة خارطة طريق وطنية لنشر مشروعات الرياح البحرية للتشاور العامّ.
وتدرس الحكومة السيناريو الأكثر ملاءمة، بهدف استكشاف مخاطر ومزايا بناء نحو 9 غيغاواط من مزارع الرياح البحرية، بحلول عام 2050، حسبما نشر موقع رينيوابلز نو.
وتتكون الوثيقة من 231 صفحة، وأُعدَّت بتكليف من مجموعة البنك الدولي، التي أكدت أنها ليست اقتراحًا للسياسة، بل هي دراسة خارطة طريق لإمكانات طاقة الرياح البحرية في كولومبيا، وتحليل للبنية التحتية والإطار التنظيمي والاعتبارات الاجتماعية والبيئية، من بين أمور أخرى.
سيناريوهات خارطة الطريق
تصف خارطة الطريق سيناريوهين، أحدهما منخفض والآخر مرتفع، اعتمادًا على مدى مشاركة الدولة.
في السيناريو المنخفض، لا تدعم الدولة الرياح البحرية أو توجّهها، ويكون التطوير متقطعًا ومختصرًا لمشروعات تصل إلى 500 ميغاواط.
ويفترض هذا السيناريو عدم وجود برنامج شراء طاقة خاص بالرياح بعيدًا عن الشاطئ، ولا توجد خطة مخصصة لتوسيع الإرسال.
وخلصت الدراسة إلى أن النقص الحالي في البنية التحتية للنقل بالقرب من المناطق الغنية بالرياح يُنظر إليه على أنه أكبر عقبة أمام بناء مشروعات ذات قدرة عالية.
ولكن حتى في ظل هذه الظروف، يمكن تصوّر التنمية، ويمكن أن تؤدي إلى 200 ميغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، و500 ميغاواط بحلول عام 2040، و 1.5 غيغاواط بحلول عام 2050، على أساس تراكمي.
وقالت الدراسة، إنه مع تراكم الرياح البحرية البطيئة، ستحتاج كولومبيا إلى إضافة المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، ما قد يضغط على الموارد الطبيعية ويؤثّر في مجتمعات السكان الأصليين.
وتجادل الدراسة بأن الدولة ستفقد بعد ذلك فرصة إدخال تقنية تنافسية يمكنها أن تحلّ محلّ التوليد على نطاق واسع بسرعة، ولن تكون قادرة على تعويض مخاطر الاعتماد المفرط على محطات الطاقة الكهرومائية الكبيرة.
السيناريو المرتفع
في المقابل، يفترض السيناريو المرتفع أن الحكومة الكولومبية قد اتّبعت التوصيات الواردة في التقرير، وتتابع الرياح البحرية لدعم طموحاتها في مجال الطاقة المتجددة.
وذلك بدعم من تعزيز قدرة النقل وبرامج شراء الطاقة المخصصة، مثل المزادات، إذ يمكن تطوير مشاريع مزارع الرياح البحرية على نطاق تجاري، بما في ذلك تلك التي تبلغ 1 غيغاواط.
وبموجب هذا السيناريو، يمكن أن تصل كولومبيا إلى 1 غيغاواط بحلول عام 2030، و3 غيغاواط بحلول عام 2040، و9 غيغاواط بحلول عام 2050، على أساس تراكمي.
كولومبيا والطاقة المتجددة
تعزز كولومبيا توجهاتها نحو الطاقة المتجددة، إذ اشتركت مع كوريا الجنوبية، أغسطس/آب الماضي، في وضع سيناريو لتطبيق إستراتيجية الحياد الكربوني بحلول 2050، من خلال مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتحول الرقمي.
وسبق أن أعلنت الحكومة الكولومبية خططها لتحقيق الحياد الكربوني بنسبة 51% عام 2030، وذلك عبر توسيع استخدام الطاقة المتجددة التي تركّز على طاقتي الشمس والرياح.
وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة والطاقة في كوريا الجنوبية توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما، من خلال تنفيذ مشروعات التعاون المتبادل على أساس منتظم، بمناسبة إنشاء اللجنة.
وكانت كولومبيا قد ألزمت شركات توزيع الكهرباء بمزج الطاقة النظيفة في إمداداتها للشركات والمواطنين، في إطار مسايرة الاتجاه العالمي نحو الحياد الكربوني، وذلك بقرار فرض على جميع الشركات العاملة في سوق الكهرباء بالجملة ضمان 10% أو أكثر من إجمالي الكهرباء التي توزّعها من مصادر الطاقة المتجددة.
ودخل القرار حيز التنفيذ في 1 يناير/كانون الثاني، إذ تعيّن على مرافق الكهرباء الكولومبية شراء الطاقة النظيفة المعنية بموجب عقود طويلة الأجل، تستمرّ لعقد من الزمان على الأقلّ.
اقرأ أيضًا..
- مشروعات النفط في أوغندا.. طموحات تطوير الصناعة مكبلة بقيود الانبعاثات
- أغنى رجل في آسيا يدعم الهند لتحقيق الحياد الكربوني
- الطاقة المتجددة.. شركة أميركية تطور جيلًا جديدًا من التكنولوجيا الشمسية