العراق يكشف عن موعد وصول الغاز القطري لحل أزمة محطات الكهرباء
برز الغاز القطري باعتباره أحد الحلول العاجلة لحل أزمة الكهرباء في العراق، التي تراجعت مستويات إنتاجها بصورة كبيرة خلال الآونة الأخيرة مع تراجع إمدادات الغاز الإيراني.
وقال وزير الكهرباء بالإنابة، عادل كريم إن العراق قد يكون قادرًا على استيراد الغاز القطري في غضون 15 شهرًا، اعتمادًا على وتيرة المفاوضات والانتهاء من البنية التحتية اللازمة لاستلام الوقود، والتي ستحل جزئيًا محل إمدادات الغاز الإيراني.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية: "بعد الحصول على موافقة مجلس الوزراء على مقترحاتنا، سوف نتقدم بسرعة لبدء العمل الفعلي، لإعداد منصة وشراء الغاز القطري".
تأهيل البنية التحتية
أشار كريم إلى أن استيراد الغاز القطري يشمل بناء البنية التحتية، وسيستغرق هذا ما لا يقل عن عام إلى 15 شهرًا، حسب الاتفاق، قائلًا: "هذا يجب أن يحدث؛ لأن العراق لا يمكنه الاستمرار في الاعتماد على مصدر واحد للغاز".
وزار كريم قطر، مطلع الأسبوع الجاري، والتقى وزير الطاقة، سعد بن شريدة الكعبي؛ لبحث إمكانية تصدير الغاز القطري إلى بغداد لحل أزمة عجز الوقود في محطات الكهرباء.
ويستورد العراق الغاز والكهرباء من إيران لسد النقص في الكهرباء، لكن الإمدادات من طهران متقطعة بسبب مشكلات فنية ومالية.
وقطعت إيران أو خفضت إمدادات الغاز والكهرباء للعراق، العام الماضي وفي الأشهر الأخيرة؛ ما دفع العراق للبحث عن بدائل مثل الغاز القطري.
ضغوط أميركية
يتعرض العراق لضغوط أميركية متزايدة للتوقف عن استيراد الطاقة الإيرانية، التي تعرضت لعقوبات أعادت واشنطن فرضها في 2018 خلال إدارة دونالد ترمب، وتتلقى بغداد إعفاءات أميركية لمواصلة استيراد الطاقة الإيرانية دون تداعيات اقتصادية.
ويدين العراق لإيران بـ1.6 مليار دولار في 2020 بفواتير طاقة غير مدفوعة بسبب العقوبات المالية الأميركية التي تعوق بغداد عن سداد مدفوعات مباشرة إلى طهران.
قال كريم: "بما أن الحكومة الأميركية تسمح لنا باستيراد الغاز الإيراني؛ فعليهم أيضًا أن يسمحوا لنا بدفع ثمن الغاز".
وأضاف أنه بموجب عقد مدته 5 سنوات، من المفترض أن يتلقى العراق ما يصل إلى 65 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز لتوليد الكهرباء وما يصل إلى 1.5 غيغاواط، ومع ذلك، لم يتلقَّ العراق أي غيغاواط في الصيف الماضي وإمدادات الغاز الحالية تبلغ 8 ملايين قدم مكعبة يوميًا.
عقد دون عقوبات
أشار وزير الكهرباء بالإنابة إلى أن إحدى القضايا هي عدم وجود عقوبات في العقد في حالة عدم التوريد، موضحًا أنه بلاده ستحتاج إلى الغاز الإيراني لسنوات عديدة حتى تجمع وزارة النفط ما يكفي من الغاز وتزوده بمحطات الكهرباء.
وينتج العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، الغاز الذي يُضَخ بالنفط بشكل أساسي، لكن قيود أوبك+ على الحصص حدت من إمداداته من الغاز، علاوة على ذلك، يحرق العراق معظم غازه؛ ما يجعله ثاني أكبر دولة في العالم من حيث حرق الغاز بعد روسيا، وفقًا للبنك الدولي.
وأبرمت وزارة النفط، العام الماضي، عددًا من الاتفاقات مع شركات نفط دولية لجمع ومعالجة الغاز المصاحب لزيادة المعروض المحلي.
الربط الكهربائي مع السعودية
كما وقعت وزارة الكهرباء اتفاقيات لاستيراد الكهرباء من السعودية والأردن وتركيا وشبكة دول مجلس التعاون الخليجي الـ6 عبر الكويت.
ووقعت المملكة العربية السعودية والعراق مذكرة تفاهم في 25 يناير/كانون الثاني لربط شبكتي الكهرباء؛ حيث يعمل أكبر منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) معًا للمساعدة في تقليل اعتماد بغداد على واردات الطاقة الإيرانية.
وسيستغرق إنشاء خط الكهرباء بين العراق والسعودية بين 2 و3 سنوات، وستصل المرحلة الأولية إلى 500 ميغاواط، لترتفع لاحقًا إلى 1 غيغاواط.
وقال كريم إن هناك مفاوضات جارية حاليًا مع الرياض بشأن التعريفات وكيفية بناء الشبكتين وربطهما.
كما تدور المحادثات حول الربط البيني مع شبكة دول مجلس التعاون الخليجي حول التعريفات؛ حيث من المتوقع أن تبلغ السعة الأولية 500 ميغاواط وترتفع لاحقًا إلى 1 غيغاواط.
وأضاف الوزير أن العراق يبني خط الكهرباء داخل أراضيه، بينما ستبني الكويت نصيبها بتمويل عراقي.
وأجرى العراق اتصالات مع تركيا لحل أزمة الكهرباء، لكن إمدادات الكهرباء تتطلب موافقة الاتحاد الأوروبي، وسيكون الإمداد الأولي أيضًا 500 ميغاواط ثم سيرتفع لاحقًا إلى 1 غيغاواط.
ومع الأردن، من المتوقع أن يكون خط الكهرباء جاهزًا في غضون عام أو أكثر.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول عراقي لـ"الطاقة": الغاز القطري ليس بديلًا عن إيران.. ونتفاوض حاليًا على الأسعار
- العراق يلجأ إلى الغاز القطري لحل أزمة ضعف "الضخ الإيراني"
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. هل تعرقل التحديات القائمة النمو القياسي للمبيعات؟
- الجزائر.. تطورات جديدة في مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري