تلقّى بعض مستوردي الغاز الطبيعي المسال إخطارًا من شركة بتروناس الماليزية يوضح عزمها تأجيل شحنات شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان من محطة بينتولو، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 30 مليون طن سنويًا.
وأبلغت الشركة الماليزية بعض المشترين بتأجيل تركيب وحدات إزالة الزئبق في أواخر فبراير/شباط دون تحديد تاريخ التركيب الجديد.
ورغم أن عدد الشحنات الملغية نتيجة التأجيل ليس واضحًا؛ فإن القرار دفع ما لا يقل عن 3 متعهدين لدخول السوق الفورية للبحث عن شحنات بديلة، حسب موقع آرغوس ميديا.
إلغاء الشحنات
سعت شركة التكرير اليابانية إنيوس للحصول على أولى شحناتها الفورية على أساس ثنائي منذ أوائل هذا الأسبوع؛ حيث تنوي شراء شحنة لتسليمها في مارس/آذار أو أبريل/نيسان إلى محطتي ميزوشيما وهاشينوهي.
ويقترح المتعاملون في السوق أن الشركة اليابانية تسعى إلى الحصول على الشحنة للتعويض عن إلغاء تسليم الشحنات المقررة من محطة بينتولو.
وأضافوا أنه من المحتمل أن تكون الشركة الماليزية استخدمت بند السماح بخفض الكميات (دي كيو تي)، والذي يسمح للمشتري بالتنازل عن الشراء في مدة معينة من السنة دون دفع.
وبموجب اتفاقية التوريد مع بتروناس، تتسلم إينوس 380 ألف طن/سنة من الغاز الطبيعي المسال من محطة بينتولو خلال المدة من 2015 إلى 2025 على أساس التسليم على متن السفينة في ميناء التفريغ (دي إي إس).
كما اشترت شركة "جيرا" اليابانية قرابة 6 شحنات أغلبها للتسليم في فبراير/شباط ومارس/آذار، في الأسبوع الماضي وحده.
وقال المتعاملون في السوق إن إلغاء شحنات جيرا كان على الأرجح السبب في الاتجاه إلى الأسواق الفورية.
ولدى الشركة اليابانية اتفاقية توريد لاستلام 400 ألف طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال من محطة بنتولو خلال 2011-2031 على أساس التسليم على متن السفينة في ميناء التفريغ (دي إي إس).
وأدى الطقس البارد المستمر في اليابان، والإغلاق الجزئي لمحطاتها العاملة بالفحم وارتفاع أسعار الكهرباء إلى خفض مخزون الغاز الطبيعي لشركة جيرا، وزيادة حاجتها للوقود.
كما اشترت شركة "جابكس" للتنقيب والإنتاج في 21 يناير/كانون الثاني شحنات لتسليمها إلى محطة سوما للغاز الطبيعي المسال خلال 11-17 مارس/آذار، ومن المرجح أن تدفع قرابة 23 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية لشركة بريتيش بتروليوم مقابل الشحنات.
وتُعَد هذه أول مناقصة تشتريها جابكس منذ أغسطس/آب من العام الماضي، ومن المتوقع أن تعوض عن شحنة ملغية من بينتولو.
في الوقت نفسه، سينتهي عقد جابكس للحصول على 480 طنًا سنويًا من الغاز الطبيعي المسال من بينتولو في مارس/آذار المقبل.
ومن بين الشركات الأخرى المتعاقدة مع المحطة شركة طوكيو غاز وأوساكا غاز، وتوهو غاز، وجيرا، وتوهوكو إلكتريك، وجابكس، سايبو غاز، وشيزوكا غاز، وهيروشيما غاز، وإنيوس، إلى جانب شركة سينوك الصينية وشركة سي بي سي التايوانية وكوغاس الكورية الجنوبية.
ارتفاع الزئبق
أجّلت شركة بتروناس تركيب وحدة إزالة الزئبق منذ نوفمبر/تشرين الثاني؛ إذ تهدف الخطوة لإزالة الزئبق بعد اكتشاف مستويات عالية في الحقل في أوائل شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وقد ينشأ عنه تسمم الحفاز في وحدات المعالجة النهائية وإتلاف المعدات؛ ما يؤدي إلى تعطل المعدات أو أعطال مفاجئة أو الحرائق.
وكانت الشركة الماليزية قد أخبرت بعض المتعهدين بأنها ستُرَكِّب وحدة لإزالة الزئبق في 21 ديسمبر/كانون الأول، ثم أجلت عملية التركيب عدة مرات.
الأسعار الفورية
ما زالت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا مرتفعة عن الأسعار الآجلة المرتبطة بالنفط، رغم تراجعها عن مستوياتها القياسية في أواخر ديسمبر/كانون الأول.
وبلغ سعر تسليم الغاز الطبيعي المسال الفوري إلى شمال شرق آسيا 27.100 دولارًا/وحدة حرارية بريطانية للنصف الأول من مارس/آذار، و26.620 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية للنصف الثاني من مارس/آذار في 26 يناير/كانون الثاني.
وكان ذلك أكثر من ضعف أسعار العقود الآجلة المرتبطة بالنفط للتسليم في مارس/آذار ومؤشرات خام برنت على أساس متوسط عقود الخام لـ3 أشهر، عند 10.77 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية استنادًا إلى منحنى 13.5% و11.57 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية استنادًا إلى منحنى 14.5% خلال 26 يناير/كانون الثاني.
وكان سعر تسليم الغاز الطبيعي المسال الفوري إلى شمال شرق آسيا للنصف الأول من أبريل/نيسان 25.820 دولارًا أميركيًا/لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 26 يناير/كانون الثاني، وهو أكثر من ضعف الأسعار الآجلة المرتبطة بالنفط عند 11.05 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية و11.87 دولارًا أميركيًا/مليون وحدة حرارية للتسليم في أبريل/نيسان استنادًا إلى منحنى 13.5% و14.5% على التوالي.
وتتباين منحنيات عقود بينتولو المختلفة، لكن تبلغ في المتوسط قرابة 13.5%، بينما أعلى مستوى يبلغ نحو 14%.
وأصدرت شركة بتروناس آخر عطاء لبيع شحنة فورية هذا الشهر، وكانت تتطلع لبيع شحنة من مشروع "بتروناس فلوتينج ديوا" البالغ 1.5 مليون طن سنويًا في منتصف فبراير/شباط، وستُسلم إلى شمال شرق آسيا في المدة من 22 إلى 23 فبراير/شباط.
وباعت شحناتها بسعر يتراوح بين 23.80 و23.89 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية لشركة تجارية بعد إغلاق العطاء في 12 يناير/كانون الثاني.
اقرأ أيضًا..
- أسواق الكربون الطوعية.. فرصة الشركات لتعزيز خفض الانبعاثات
- أميركا تتعهد بضمان أمن الطاقة في أوروبا مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا
- الطاقة النووية.. 5 عوامل تدعم دورها في التحول الأخضر (تقرير)