سوق النفط في 2022.. مخاطر هبوطية على الطلب وزيادة المعروض (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يأمل اللاعبون الرئيسون في سوق النفط في استمرار زخم العام الماضي، مع تعافي الطلب العالمي من تبعات كورونا وصعود قوي للأسعار، لكن هناك مخاطر محتملة في الطريق.
ويشير تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي، إلى 5 عوامل رئيسة ستؤثر في أداء سوق النفط العالمية خلال 2022، خاصة المخاطر المتوقعة بشأن الطلب والزيادة القوية في المعروض.
ويأتي ذلك وسط توقعات إيجابية بنمو الطلب العالمي على النفط في العام الجاري، من قبل المؤسسات الكبرى الثلاث: منظمة أوبك، ووكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة.
وللمزيد من الإيضاح حول اتجاهات سوق النفط في 2022، يمكن الاطلاع على التقرير، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، ضمن حصاد الطاقة السنوي.
مخاطر سلبية
ترى وود ماكنزي أن شكل ونطاق تفشي فيروس كورونا واستجابات الحكومات تمثل مخاطر سلبية على التعافي الاقتصادي ونمو الطلب على النفط في عام 2022، بالإضافة إلى ذلك، التأثير السلبي لارتفاع معدل التضخم في الاستهلاك.
كما أن سياسات كهربة المركبات ووتيرة اعتمادها خلال 2022 ستكون لها تداعيات على الطلب العالمي على وقود النقل في هذا العقد وما بعده.
وفي الصين -أكبر مستورد للنفط عالميًا- تتوقع وود ماكنزي أن تستمر مبيعات السيارات الكهربائية داخل البلاد في نمو تصاعدي من 6% في 2020 إلى 15% و19% في العامين الحالي والمقبل، رغم إنهاء دعم الصين للمركبات الكهربائية بحلول نهاية هذا العام.
في المقابل، يدرس الاتحاد الأوروبي إزالة الإعفاءات الضريبية على وقود الطائرات والوقود البحري المبيع والمستخدم داخل المنطقة الاقتصادية الأوروبية بدءًا من عام 2023.
نمو المعروض
من المتوقع أن ينمو المعروض العالمي من النفط هذا العام بمقدار 4.8 مليون برميل يوميًا، وهو ما يفوق نمو الطلب قليلًا، مع استبعاد حدوث عجز في الإمدادات خلال 2022، بحسب التقرير.
وفي أحدث تقاريرها الشهرية، تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو إمدادات النفط العالمية بنحو 6.2 مليون برميل يوميًا هذا العام.
ومن المرجح أن تُشكل الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك ما يقرب من نصف نمو إمدادات النفط العالمية بقيادة أميركا الشمالية، مع توقعات ارتفاع إنتاج النفط الأميركي بعد هبوطه خلال العامين الماضيين، وفق تقرير وود ماكنزي.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي جديد في العام المقبل عند متوسط 12.41 مليون برميل يوميًا، متجاوزًا الرقم القياسي البالغ 12.29 مليونًا والمسجل عام 2019.
كما ستكون روسيا والبرازيل وبحر الشمال ضمن المناطق التي قد تشهد زيادة ملحوظة في الإنتاج من خارج أوبك، بحسب وود ماكنزي.
سياسة أوبك+
بهدف الحفاظ على استقرار سوق النفط؛ فإن سياسة تحالف أوبك+ ستظل كما هو مخطط لها هذا العام، إلا أن الاجتماع كل شهر يعطي المجموعة مرونة التغيير حسب الحاجة.
ومن المتوقع أن تستمر اتفاقية أوبك+ لزيادة الإنتاج الشهري بمقدار 400 ألف برميل يوميًا حتى سبتمبر/أيلول 2022، بحسب وود ماكنزي.
وقالت نائبة رئيس وود ماكنزي، آن لويز هيتل، إنه من المتوقع زيادة إجمالي إنتاج أوبك من النفط الخام بنحو مليوني برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 28.3 مليونًا العام الجاري.
ورغم ذلك، ما زال من الممكن حدوث خلل في إدارة سوق النفط؛ لأن المجموعة تميل إلى استخدام مؤشرات متأخرة عند اتخاذ قراراتها مثل معدل ملء المخزون، وفق التقرير.
نشاط التكرير
بحسب التقرير، من المتوقع أن يرفع الطلب العالمي على النفط معدل استغلال قدرة التكرير -نسبة إنتاجية المصفاة إلى سعتها- لكن هوامش التكرير ستظل دون مستويات ما قبل الجائحة في العام الجاري.
ويتجه الطلب العالمي إلى تجاوز سعة التكرير المضافة هذا العام بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا، رغم إضافات قوية مثل مصفاة جازان السعودية، ودانغوت في نيجيريا، التي من المقرر تشغيلها منتصف عام 2022 بسعة 650 ألف برميل يوميًا.
ومن شأن التطورات في سياسات الصين المتعلقة بقدرتها التكريرية، واستيراد الخام وحصص تصدير المنتجات المكررة، بالإضافة إلى بدء تشغيل وحدات نزع الهيدروجين من البروبان، أن تكون قيد المراقبة في سوق النفط خلال 2022، بحسب وود ماكنزي.
التركيز على الإستراتيجيات الخضراء
من المحتمل أن تواجه شركات النفط عقبة بشأن إيجاد اهتمام كافٍ من المشترين والمستثمرين لشراء مصافي التكرير، مع هدفها ترشيد المحفظة الاستثمارية والتركيز على السياسات الخضراء، وهو التحدي الكبير الذي تواجهه سوق النفط.
ويأتي ذلك نظرًا لأن عمليات سحب الاستثمارات من الأصول الأكثر جاذبية في المحفظة اتُّفِقَ عليها بالفعل في العام الماضي.
ويمكن للشركات مواجهة هذه التحديات من تأخير بيع المصافي والتركيز على الالتزام المستمر بخفض التكاليف وتحسين الأداء، مع تطوير إستراتيجيات أكثر تفصيلًا لتحوّل الطاقة، بحسب التقرير.
وستتعرض مصافي التكرير لضغوط من المساهمين والحكومات لابتكار إستراتيجيات للحد من انبعاثات الكربون؛ ما يرفع التكلفة، وقد يؤدي في النهاية إلى إغلاق المزيد من المصافي هذا العام.
موضوعات متعلقة..
- الطلب العالمي على النفط في 2021.. نمو ملحوظ بعد عام الوباء
- إنتاج النفط لدول أوبك يرتفع 166 ألف برميل يوميًا في ديسمبر
اقرأ أيضًا..
- استثمارات الطاقة النووية قد تتجاوز 90 مليار دولار بحلول 2023 (تقرير)
- أميركا.. إنتاج الوقود الأحفوري قد يسجل مستوى قياسيًا في 2023