أسعار النفطتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

تراجع مخزونات النفط وخفض إنتاج أوبك+ يدفعان أسعار النفط نحو 100 دولار (تقرير)

دينا قدري

سلّط تقرير حديث الضوء على تراجع مخزونات النفط بعد الارتفاع القوي في بداية عام 2023، الذي كان على الأرجح مدفوعًا بانخفاض الطلب في يناير/كانون الثاني، نظرًا إلى اعتدال الطقس وتعافي الإنتاج من اضطرابات الطقس في ديسمبر/كانون الأول.

وأفاد التقرير -الذي أصدره بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"- بأن بيانات فبراير/شباط أشارت إلى زيادة قوية في الطلب، ما أدّى إلى نقص متواضع في المعروض في السوق خلال ذلك الشهر.

إذ أظهرت مخزونات النفط صورة متضاربة، مع انخفاض المخزونات البرية المرئية بقوة في الأسابيع الأخيرة، إلا أن النفط "العابر" بسبب العقوبات الغربية على روسيا ارتفع عند مستويات عالية، وفق التقرير الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

كما أكد التقرير أن التخفيضات الطوعية للإنتاج من قبل بعض أعضاء أوبك+ يجب أن تؤدي إلى شح الإمدادات في سوق النفط أكثر من شهر مايو/أيار فصاعدًا، ودعم أسعار النفط.

تراجع مخزونات النفط وتداعياته

أظهرت البيانات الحديثة انخفاضًا كبيرًا متجددًا في المخزونات البرية بأكثر من 30 مليون برميل خلال الأسابيع الـ3 الماضية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وسنغافورة واليابان والفجيرة، ما يشير إلى أن السوق ظلت تعاني نقص المعروض في مارس/آذار أيضًا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مخزونات النفط التجارية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، منذ عام 2019 حتى عام 2022:

مخزونات النفط التجارية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

علاوةً على ذلك، أشار التقرير إلى توقف الصادرات من شمال العراق التي تبلغ نحو 500 ألف برميل يوميًا منذ أواخر مارس/آذار، ولم يُستأنف الضخ بعد.

ورغم أن التدفقات قد تُستأنف على المدى القصير، فإن هذا التوقف وخفض الإنتاج الطوعي القادم من قبل 9 دول من أعضاء تحالف أوبك+ من شأنهما أن يساعدا في شح الإمدادات بصورة أكبر في سوق النفط.

وقال محللو بنك "يو بي إس": "نتيجةً لذلك، ما زلنا نتوقع أن تنتعش أسعار النفط نحو 100 دولار أميركي للبرميل خلال الأرباع المقبلة".

ارتفاع ملحوظ للنفط العابر

في سياقٍ متصل، ذكر التقرير أن عقوبات النفط الدولية المفروضة على روسيا شوّهت جزءًا واحدًا من معادلة السوق؛ ألا وهو النفط العابر، الذي ارتفع بشدة خلال الأشهر الـ12 الماضية.

وقال محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، المشارك في إعداد التقرير، جيوفاني ستانوفو: "من وجهة نظرنا، كانت هذه الزيادة مدفوعة بدول مجموعة الـ7 مع توقف الاتحاد الأوروبي وأستراليا عن استيراد النفط عبر ناقلات من روسيا".

أسعار النفط قد تصل إلى 100 دولار بسبب تراجع مخزونات النفط وقرارات أوبك+
محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، جيوفاني ستانوفو

ومن ثم، فإن روسيا تحول كميات أكبر من نفطها الخام إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، في حين تستورد أوروبا خامها من مواقع بعيدة مثل أميركا الشمالية، وأميركا الجنوبية، وأفريقيا، أو الشرق الأوسط.

وتعني الطرق الأطول أن النفط المشحون يقضي وقتًا أطول على ناقلة، ويُعد هذا التغيير هيكليًا، على غرار وضع خطوط أنابيب جديدة يجب ملؤها.

يُذكر أن دول الاتحاد الأوروبي فرضت حظرًا على إمدادات النفط الروسي المنقولة بحرًا منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، تلاها حظر على المشتقات الروسية في 5 فبراير/شباط 2023.

نصائح للمستثمرين

نظرًا إلى توقعات محللي بنك "يو بي إس" الإيجابية لأسعار النفط، فقد واصلوا نصح المستثمرين المغامرين بإضافة صفقات شراء في عقود خام برنت طويلة الأمد، مع انحدار منحنى العقود الآجلة للنفط وارتفاع الأسعار المحتمل في المستقبل.

بدلًا من ذلك، يُمكن للمستثمرين الاستفادة من الأسعار الفورية المنخفضة من خلال بيع مخاطر انخفاض سعر خام برنت خلال الأشهر الـ6 المقبلة، أو بيع مؤشرات الجيل الأول من خام برنت.

إلا أنه بالنظر إلى تقلب أسعار النفط بنسبة 30-40%، فإن هذه الإستراتيجية تتطلب من المستثمرين تحمل "شهية مرتفعة" للمخاطرة، بحسب التقرير.

وقال المحللون: "نفضّل أن نحصل على التعرض للنفط عبر خام برنت، وليس خام غرب تكساس الوسيط".

فمع تصاعد حالة عدم اليقين السياسي، يمكن للإدارة الأميركية -على سبيل المثال- حظر صادرات المنتجات المكررة، وفي النهاية حظر النفط الخام.

بينما هناك احتمالية منخفضة لهذا الحدث، إلا أن مثل هذا القرار قد يؤثر بشدة في الأسعار بالولايات المتحدة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أسعار النفط اليومية منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا:

أسعار النفط اليومية منذ بدء حرب أوكرانيا

تحليل سوق النفط

أشار التقرير إلى كيفية تحليل سوق النفط، إذ يعتمد بنك "يو بي إس" بصورة كبيرة على بيانات المخزونات لتقييم أرصدة السوق، لأن البيانات تُصدر إلى عدة مواقع على أساس أسبوعي متسق.

ويُمكن أن يكون الاعتماد على بيانات إنتاج النفط والطلب عليه أكثر دقة، على الأقل على المدى القصير.

بينما يمكن تتبع إنتاج النفط بسهولة في بعض البلدان، لا سيما في البلدان المصدرة للنفط ذات الاستهلاك المحلي المنخفض، إذ يمكن للمرء حساب ناقلات النفط، فإن دولًا أخرى مثل الولايات المتحدة تصدر بيانات الإنتاج النهائية في وقت متأخر.

بل إن حساب الطلب على النفط أكثر تعقيدًا، إذ يمكن أن تؤدي البيانات غير الكاملة وغير الدقيقة من الأسواق الناشئة، التي تمثّل ما يقرب من 55% من إجمالي الطلب، ونقص تفاصيل الاستهلاك التفصيلية -على سبيل المثال، ما إذا كان المستهلكون يخزنون البراميل في الخزانات لاستعمالها في وقت لاحق أو للاستهلاك الفوري- إلى حدوث أخطاء.

ويأتي التحدي الآخر من المراجعات التاريخية، إذ تجري مراجعة الطلب في النهاية بعد سنوات.

مخزونات النفط.. مؤشرات "الوقت الفعلي"

أكد التقرير أن البيانات الخاصة بمخزونات النفط ليست مثالية أيضًا، نظرًا إلى أن بعض الأسواق الناشئة لا تكشف عن مخزوناتها.

ومع ذلك، فإن بيانات المخزونات البرية من العالم المتقدم، أو دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أو الصناعة، أو المصادر الخاضعة للرقابة الحكومية، دقيقة للغاية.

علاوةً على ذلك، من الممكن تتبع ما إذا كان يجري نقل النفط أو تخزينه على السفن (التخزين العائم)، أو في الخزانات فوق الأرض بفضل الخزانات ذات السقف العائم، بفضل الأقمار الصناعية، إلا أنه غير ممكن للكهوف تحت الأرض.

وقال المحللون: "على الرغم من أننا لا نستطيع قياس سوى جزء صغير فقط من جميع مخزونات النفط حول العالم بدقة، فإنه يمكننا وضع افتراضات حول السوق ككل بناءً على مخزونات النفط المرئية".

إذا ارتفعت مخزونات النفط، فإن السوق تعاني زيادة في العرض، والعكس بالعكس إذا كان العرض غير كافٍ.

وإذا كان الجزء المرئي يرتفع أو ينخفض، فمن المحتمل جدًا أن تكون مخزونات النفط التجارية في الأسواق الناشئة ترتفع أو تنخفض أيضًا.

ويرجع ذلك إلى أن النقص أو الزيادة في مكانٍ ما يؤدي إلى تعديل الأسعار في ذلك الموقع، ما يؤدي إما إلى جذب النفط من بقية العالم إلى هذا الموقع، وإما إرساله إلى مكان آخر.

وأشار التقرير إلى أن الاستثناء الوحيد هو أن تكوّن الدول الناشئة -مثل الصين- احتياطيات نفط إستراتيجية، الأمر الذي من شأنه أن يبعث برسالة خاطئة: لا ترتفع المخزونات بسبب زيادة المعروض في السوق، ولكن بسبب قرار حكومي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق