حصاد 2021التقاريرالتقارير السنويةتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

تسارع الطلب على الكهرباء عالميًا يدفع الأسعار والانبعاثات إلى مستويات قياسية

خلال عام 2021

وحدة أبحاث الطاقة - سالي إسماعيل

أسهم تسارع الطلب على الكهرباء عالميًا خلال العام الماضي في دفع أسعارها والانبعاثات الناجمة عن توليدها إلى مستويات قياسية، فيما قد يضغط على عمليات التحول نحو الطاقة النظيفة.

وبمعنى آخر، فإن الزيادة السريعة في الطلب على الكهرباء عالميًا خلال 2021 خلقت ضغوطًا في الأسواق الرئيسة، كما يشير تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة.

وتؤكد وكالة الطاقة -في تقريرها حول سوق الكهرباء، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن هذا النمو سواء في أسعار الكهرباء أو انبعاثاتها جراء قفزة قوية بالطلب، ذو تداعيات خطيرة على المستهلكين والاقتصادات وتحولات الطاقة النظيفة.

وفي هذا الصدد، يقول المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، إن الانبعاثات الناتجة عن توليد الكهرباء يجب خفضها بنحو 55% بحلول عام 2030، من أجل الوفاء بسيناريو الوصول للحياد الكربوني بحلول منتصف هذا القرن.

وتابع: "ولكن في ظل غياب تدابير سياسة قوية من حكومات العالم، فإن هذه الانبعاثات قد تظل على مستوياتها نفسها الحالية خلال السنوات الثلاث المقبلة".

قفزة الطلب على الكهرباء

شهدت أسواق الكهرباء حول العالم خلال العام الماضي طلبًا استثنائيًا، وهو ما جاء نتيجة التعافي الاقتصادي القوي من وباء كورونا، جنبًا إلى جنب مع ظروف الطقس الأكثر حدة مقارنة بعام 2020.

وارتفع الطلب على الكهرباء عالميًا بأكثر من 6% خلال 2021، مقارنة مع مستويات العام السابق له، وهي أكبر وتيرة زيادة سنوية منذ التعافي من الأزمة العالمية في 2010.

كما كانت الزيادة في الطلب العالمي على الكهرباء في العام الماضي هي الأكبر على الإطلاق من ناحية القيمة، والبالغة 1.5 ألف تيراواط/ساعة.

وأدى التعافي السريع في إجمالي الطلب على الكهرباء إلى خلق ضغوط في سلاسل إمدادات الفحم والغاز الطبيعي، ما رفع أسعار الكهرباء بالجملة، بحسب التقرير.

ووفق مؤشر وكالة الطاقة لأسعار الكهرباء بالجملة في الأسواق الرئيسة، فإن الأسعار تضاعفت خلال العام الماضي تقريبًا مقارنة مع مستويات 2020، كما كانت أعلى من متوسط السنوات الخمس (2016-2020) بنحو 64%.

وجاء نصف الزيادة في الطلب على الكهرباء عالميًا من جانب الصين، إذ ارتفع الطلب في الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالميًا بما يقدر بـ10%، كما يشير التقرير.

وعلى صعيد القطاعات، فإن القطاع الصناعي كان الأكثر مساهمة في تسارع نمو الطلب على الكهرباء العام الماضي، يليه قطاعا الكيماويات والخدمات على التوالي، ومن ثم القطاع السكني.

ورغم وتيرة النمو القوية لتوليد الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة، فإن إنتاجها من الفحم والغاز سجل مستويات قياسية أيضًا.

ونتيجة لذلك، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية الناجمة عن قطاع الكهرباء عالميًا خلال العام الماضي قفزت لمستوى قياسي جديد، بعدما تراجعت في عامي 2019 و2020.

وفي لغة الأرقام، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الكهرباء ارتفعت بما يقرب من 7%، ما رفع إجمالي الانبعاثات لمستوى قياسي.

ومن المتوقع أن تظل انبعاثات قطاع الكهرباء عند مستوياتها نفسها الحالية في المدة من عام 2021 إلى 2024، في الوقت الذي يجب أن تبدأ فيه في الانخفاض بشدة لتلبية سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050.

توليد الكهرباء حسب المصدر

سجلت محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم ذروة غير مسبوقة العام الماضي، إذ شهدت نموًا نسبته 9%، وهو الأسرع منذ عام 2011.

وجاء هذا النمو مدفوعًا بالطلب الاستثنائي في 2021، والقدرة التنافسية للفحم من ناحية التكلفة في بعض الأسواق مقارنة بالغاز الطبيعي.

وباختصار، فإن الفحم -أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا- أسهم في تلبية أكثر من نصف الزيادة في الطلب العالمي على الكهرباء خلال العام الماضي.

كوب 26 - الفحم - توليد الكهرباء

وبالنسبة إلى محطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز، سجلت نموًا نسبته 2%، في حين زاد التوليد بالطاقة النووية بنحو 3.5%، لتقترب من مستويات ما قبل الوباء في 2019.

وعلى جانب آخر، شهدت مصادر الطاقة المتجددة نموًا بنسبة 6%، ومع ذلك، فإن هذه النسبة كانت محدودة؛ بسبب الظروف الجوية غير المواتية، خاصةً الطاقة الكهرومائية.

آفاق أسواق الكهرباء

بينما من المقرر أن تُلبي مصادر الطاقة المتجددة الغالبية العظمى من الزيادة في الطلب العالمي على الكهرباء في السنوات المقبلة، لكن هذا الاتجاه لن يُسهم إلا في خفض محدود للانبعاثات الناجمة عن توليد الكهرباء.

ومن المقرر أن توفر المصادر المتجددة أكثر من 90% من صافي النمو في الطلب على الكهرباء في غضون المدة من 2022 إلى 2024، مع توقعات نمو قياسي في استخدام هذه المصادر النظيفة (يصل لـ8% سنويًا في المتوسط).

ويعني ذلك أن وكالة الطاقة تتوقع نموًا سريًعا -خلال المدة سالفة الذكر- في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء وتلبية نمو الطلب على الكهرباء.

كما ترجح الوكالة الدولية أن يكون متوسط النمو السنوي للطلب على الكهرباء في السنوات الثلاث حتى 2024 سيبلغ 2.7%.

ومع ذلك، فإن وباء كوفيد-19 وارتفاع أسعار الطاقة يضيفان حالة من عدم اليقين لهذه التوقعات، بحسب التقرير.

ونتيجة لتباطؤ نمو الطلب على الكهرباء عالميًا، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في سعة توليد الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة، فإن إنتاج الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري يتوقع أن يكون ثابتًا على نطاق واسع في السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق