اليونان تتراجع عن تعهداتها وتمدد عمل محطات الكهرباء العاملة بالفحم
داليا الهمشري
تتبنّى اليونان سياسات متناقضة حول ملف التغيرات المناخية؛ فعلى الرغم من التعهدات التي قطعتها على نفسها خلال قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو؛ فإنها لا تزال تمدد العمل لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم البني (الليغنيت).
ويؤكد الخلاف الدائر بين وزارة البيئة والطاقة اليونانية، ومرفق الكهرباء في البلاد، أن أثينا لا تزال لديها أصوات مؤيدة لاستخدام الفحم في المناصب الرئيسة، ولا بد من أن تتحرك الحكومة بسرعة إذا أرادت تحقيق خططها للتخلص من الفحم.
وأعلنت حكومة اليونان، في سبتمبر/أيلول 2019، أنها تهدف إلى التخلص التدريجي من الفحم من مزيج توليد الكهرباء بحلول عام 2028 على أقصى تقدير، حسب بي في ماغازين.
وبعد شهرين، في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، نشرت الحكومة الخطة الوطنية للطاقة والمناخ في البلاد والتي تحدد أهدافًا طموحة للتوسع في الطاقة المتجددة.
خطة جديدة
قدمت الخطة الجديدة إطارًا زمنيًا مفصلًا لـ"إغلاق المحطات التي لا تزال تعمل بالفحم و"قيد التشغيل حاليًا"، والتي من المقرر أن تواصل عملها حتى نهاية عام 2023".
وبعبارة "قيد التشغيل حاليًا"، لم تكن الحكومة تقصد محطة بتولمايدا 5، وهي محطة كهرباء جديدة قيد الإنشاء في مقاطعة مقدونيا الغربية باليونان.
ثم في شهر مايو/أيار من هذا العام، حُلت مشكلة بتولمايدا 5؛ حيث ذكرت "بي في ماغازين" أن الدولة قد أعلنت قرارًا بتشغيل المحطة باستخدام تقنية بديلة بدءًا من عام 2025.
وبدا من الواضح أن اليونان كانت متمسكة بخطتها المتمثلة في إغلاق جميع الخطط التشغيلية العاملة بالفحم بحلول عام 2023، مع توقف محطتين عن العمل في عام 2021.
وغيرت الدولة موعد التخلص التدريجي من الفحم إلى عام 2025، بسبب تغيير تقنية تشغيل بتولمايدا 5.
تناقض مواقف الحكومة
أبرز كبير محللي السياسات في مركز ذا غرين تانك ومقره أثينا، نيكوس مانتزاريس، التناقض في موقف الحكومة، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ووزير البيئة والطاقة كوستاس سكريكاس، أكدا، خلال قمة المناخ كوب 26، إغلاق المحطات العاملة بالفحم في عام 2023؛ ومع ذلك، أعلنت الحكومة في وقت لاحق السماح لمحطة بتولمايدا 5 بالعمل حتى 2028 لحين التبديل إلى وقود جديد.
كما تعرضت الأطر الزمنية لضربة جديدة هذا الأسبوع من قِبل وزارة البيئة والطاقة اليونانية، التي اتخذت قرارًا -الثلاثاء الماضي- بالسماح لـ4 محطات العاملة بالفحم بمواصلة العمل حتى نهاية عام 2025.
وقد سُمح لـ3 محطات أخرى تعمل بالفحم بالعمل لساعات إضافية حتى نهاية عام 2023، كما مُددت دورات التشغيل لمحطتين تعملان بالوقود الأحفوري في جزيرة كريت حتى نهاية عام 2024.
انتكاسة كبرى
تمثل التطورات الأخيرة انتكاسة كبرى للتعهدات المناخية للبلاد، وتعارضًا مع سياسات الاتحاد الأوروبي.
وذكرت مصادر في وزارة الطاقة -خلال تصريحات لموقع بي في ماغازين هذا الصيف- أن الوزارة تعد خطة وطنية جديدة للطاقة والمناخ، بهدف زيادة دور الطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة في سوق الكهرباء في اليونان.
ومع ذلك؛ فقد تأخر وضع إطار السياسة العامة لتخزين الكهرباء، وتأجلت مناقصة مرافق التخزين من الربع الأخير من هذا العام إلى العام المقبل.
واتخذت الحكومة بعض الخطوات الطموحة للربط الكهربائي مع مصر وقبرص وإسرائيل عبر جزيرة كريت على الرغم من أن ربط أثينا بالدول المجاورة قد يستغرق وقتًا أطول من عام 2025.
وفي الوقت نفسه، تعرضت اليونان لموجة حر طويلة خلال فصل الصيف فضلًا عن حرائق الغابات؛ ما أرهق نظام الكهرباء في البلاد إلى أقصى حدود لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء لتكييف الهواء.
وبجانب هذه الظروف، يشير ارتفاع أسعار الكهرباء بالجملة الحالية في أوروبا إلى أن الفحم لا يزال ضروريًا لخفض الأسعار.
فيما تحتاج الحكومة اليونانية إلى تعزيز تطوير تخزين الكهرباء واستخدام مصادر الطاقة المتجددة التي تزودها بالطاقة الرخيصة، بغض النظر عن تقلبات أسعار الوقود.
موضوعات متعلقة..
- المفوضية الأوروبية تمول مشروعات الكهرباء النظيفة في اليونان
- الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان.. "الطاقة" ترصد تطورات المشروع
- أطول خط بحري في العالم.. مشروع للربط الكهربائي بين قبرص وإسرائيل واليونان
اقرأ أيضًا..
- أثرياء الطاقة في 2021.. مكاسب قوية للعشرة الكبار
- مشروعات الهيدروجين في 2021.. زخم السياسات الخضراء يقود طفرة كبيرة
- أسواق النفط في 2021.. ماذا حدث وماذا سيحدث؟