قطاع النفط الكويتي.. إنجازات وتحديات - مقال
شكّل عام 2021 انطلاقة قوية لقطاع النفط الكويتي، على الرغم من استمرار التداعيات السلبية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا، وقبل ساعات من أن يطوي هذا العام آخر صفحاته، يحدونا الأمل لتحقيق المزيد من الإنجازات، لنستكمل مسيرة التطور والنماء وإنجاز المشروعات الكبرى التي أوشكت على الانتهاء، وفي مقدمتها مصفاة الزور الضخمة بطاقة إنتاجية تبلغ 615 ألف برميل يوميًا.
وينطلق العام الجديد مبشرًا بمزيد من النجاحات في قطاع النفط الكويتي، وهو ما يسرنا بالطبع ويجعلنا نستقبله بحماسة كبيرة، مترقبين ما سيحمله من إنجازات وأرقام وأنشطة، نأمل أن تأتي على قدر التطلعات وأن تُسهم في وضع الأسس لعقود مشرقة بالنسبة إلى القطاع والكويت بأسرها.
نجحت الكويت في تحقيق قفزات كبيرة تكللت بتدشين مجموعة ضخمة من المشروعات النفطية التي دخلت الخدمة رسميًا خلال 2021، يأتي في مقدمتها مشروع الوقود البيئي الخاص بتطوير مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله، إذ تسعى الكويت من وراء المشروع لأن يكون لديها مجمع تكرير متكامل للنفط، بطاقة إجمالية تبلغ 800 ألف برميل يوميًا، وتحقيق الزيادة المتطورة في القدرات التحويلية، واستخدام الطاقة بكل كفاءة، كما سترفع الكويت طاقتها التكريرية المحلية إلى معدل 1.4 مليون برميل يوميًا، بعد اكتمال بناء مصفاة الزور خلال عام 2022.
وتمكنت الكويت من تدشين منشأة استيراد الغاز المسال في منطقة الزور، إيذانًا ببدء العمل في أكبر منشأة في المنطقة والشرق الأوسط، بتكلفة تقديرية بلغت 2.9 مليار دولار، واستُقبلت شحنات الغاز المسال منذ شهر يوليو/تموز 2021، وتبلغ طاقة مجمع الزور لاستيراد الغاز المسال، الذي شيدته الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة، 22 مليون طن سنويا.
كما يضم 8 صهاريج تخزين بطاقة تبلغ نحو 225 ألف متر مكعب، ستكون مسؤولة عن استيراد الغاز الطبيعي وتبخيره حتى 3 آلاف طن من الغاز الطبيعي المسال يوميًا، ويتضمن المشروع رصيفين معدين لاستقبال أكبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال حجمًا في العالم.
الإنتاج النفطي في الكويت
على مستوى الإنتاج النفطي فقد عملت شركة نفط الكويت على تنفيذ مشروعاتها الكبرى لتطوير عمليات الإنتاج للنفط الخام والغاز الحر والمصاحب، بالإضافة إلى المُضي قدمًا في تنفيذ الإستراتيجية النفطية للكويت الرامية للوصول بالقدرة الإنتاجية المستدامة إلى 4 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام، إذ تسخر الكويت كل الإمكانات لتحقيق الطاقة الإنتاجية المستهدفة.
ونجحت البلاد في الاستمرار بإنتاج النفط الثقيل في شمال الكويت، بطاقة إنتاجية تبلغ 60 ألف برميل يوميًا، ولدى نفط الكويت مشروعات إستراتيجية أخرى تتمثّل في مشروع تشغيل مركزي تجميع جديدين في شمال وجنوب وشرق الكويت، بالإضافة إلى تطوير عدد من مراكز التجميع وتحديثها، ومشروع إضافة منشآت للتعامل مع المياه المصاحبة لإنتاج النفط الخام.
فضلًا عن ذلك فإن شركة نفط الكويت لديها برنامج متكامل لحفر نحو 500 بئر سنويًا في المتوسط، بالإضافة إلى عمل 71 برج حفر تعمل في مختلف مناطق الكويت.
كما أن عمليات المنطقة المقسومة في الخفجي والوفرة تتقدم بوتيرة سريعة، وذلك بناءً على الاتفاق بين الشريكين الكويتي والسعودي الذي دخل عامه الثاني على التوالي، ويعمل الشريكان على رفع الطاقة الإنتاجية خلال 2022 إلى مستويات تتجاوز ما كانت عليه قبل الإغلاق.
التحول الرقمي بقطاع النفط الكويتي
لا شك أن الجهود التي قامت بها وزارة النفط في التحول الرقمي وميكنة أعمالها كافة إلكترونيًا، تُعدّ تحولًا جذريًا في مسيرة الوزارة خلال العقود الماضية.
وشكّل تحول وزارة النفط إلى "الرقمية" طفرة هائلة في طبيعة عملها باستخدام أحدث البرمجيات في نظام المراسلات الإلكترونية عبر الويب والهواتف الذكية، ومن خلال أبرز تقنيات أمن المعلومات لجميع الإشرافيين والموظفين لإرسال الكتب، والقرارات، والتعاميم، والمذكرات الداخلية والخارجية عبر نظام الدولة G2G، إذ أُرسلت أكثر من 90 ألف مراسلة داخلية خلال سنة من تدشين النظام في فبراير/شباط 2020.
وأسهم التحول الرقمي في وزارة النفط بالربط الإلكتروني مع مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، لتعزيز دور الوزارة الإشرافي بالتعاون مع قطاع النفط الكويتي في تبادل المعلومات الفنية.
وفي موازاة التحول الرقمي بوزارة النفط، فإن مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة تبذل جهودًا كبيرة نحو ذلك، إذ نجحت شركة نفط الكويت في ربط نحو 50% من آبار النفط، لتعمل تحت مظلة التحول الرقمي، وتعمل الشركة على رفع تلك النسبة لتصل إلى 80% خلال العام الجديد، ناهيك بمبادرات عديدة ورائدة تقوم بها مختلف الشركات النفطية.
مستقبل مشرق لقطاع النفط الكويتي
كل ما تقدم لم يأتِ بين ليلة وضحاها، وإنما هو ثمرة جهود استغرقت سنوات وأحيانًا عقودًا، وتضمنت الكثير من الدراسات واللقاءات والأبحاث والجهود المضنية للعناصر البشرية التي تتميز بأعلى قدر من الكفاءة، والتي يفخر بها قطاع النفط الكويتي، فهي بالنهاية الثروة الأبرز والأغلى التي نمتلكها.
ونحن نحتفل بهذه الإنجازات، فإننا نعمل في الوقت نفسه على إنجازات أخرى، وكلها تهدف إلى ضمان مستقبل مشرق لبلدنا الحبيب الكويت، التي نضع مصلحتها نصب أعيننا، إذ إن خدمة هذا الوطن الغالي تشكل أولوية لنا، فنعمل لمنح مجتمعنا المستقبل الذي يستحقه.
*مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الكويتية الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح
اقرأ أيضًا..
- باحث فرنسي يشكك في الغاز المغربي.. ويصف الاكتشافات بـ"المخاطرة"
- رأي مفاجئ.. الهيدروجين ليس "بهذه النظافة"
- نقص الغرافيت يهدد ثورة السيارات الكهربائية
- أزمة الطاقة تنتقل إلى 2022.. وأوروبا وآسيا تتنافسان على إمدادات الغاز المسال نفسها