لم تستفق السيارات الكهربائية بعد من أزمة الرقائق لتدخل في تحدٍّ جديد مع نقص الغرافيت المهيمن على صناعة أنود بطاريات الليثيوم أيون.
فمع تزايد اتجاه العالم إلى السيارات الكهربائية، زاد الطلب على الغرافيت، ودونه، ستتأثر الصناعة وأسواق السيارات الكهربائية.
ومن المتوقع أن يشهد العالم عجزًا في الغرافيت بدءًا من العام المقبل، وسترتفع نسبة الطلب من قطاع البطاريات إلى 30% سنويًا حتى عام 2030، وفقًا لمؤسسة "بنشمارك مينرال إنتيليجنس".
استخدام الغرافيت
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "سيلان غرافيت"، دون باكستر، خلال حواره مع موقع إلكتريك، أن الغرافيت المعالج يدخل في تكوين 95% من الأنود (القطب السالب) لبطاريات الليثيوم أيون اللازمة لصناعة السيارات الكهربائية، بينما يتكون الكاثود (القطب الموجب) من عناصر مختلفة مثل النيكل والكوبالت.
وقال، إن الغرافيت سيظل مهيمنًا خلال العقدين المقبلين؛ نظرًا لعيوب العناصر الأخرى التي تمنع استخدامها في صناعة البطاريات.
وتابع: "على سبيل المثال، يُعدّ السليكون مادة جيدة لنقل الكهرباء، لكنه لا يصلح للبطاريات بسبب مشكلة التمدد والانكماش خلال الشحن والتفريغ".
وأشار باكستر إلى أن الغرافيت الطبيعي هو الخيار الأفضل للاستخدام، إذ يتميز بتكلفته المنخفضة، وبكونه بديلًا صديقًا للبيئة، على عكس الغرافيت الصناعي المكلف والمصنوع من كوك النفط.
تأثّر سلاسل التوريد
قال باكستر، إن رواسب الغرافيت توجد في مناطق متفرقة من العالم، من بينها آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية.
لكن الصين ما تزال تسيطر على 84% من الإمدادات العالمية، لا سيما أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لا يتوافر لديها مصانع لمعالجة الغرافيت.
وأفاد أن أزمة سلاسل التوريد الأساسية تتمثل في عدم توافر إمكانات لمعالجة الغرافيت خارج الصين حتى الآن.
أمّا عن سؤال يتعلق بكيفية توفير الغرافيت وحصول مصنّعي البطاريات والسيارات عليه، أجاب باكستر بأن توفير الغرافيت أصبح أمرًا حتميًا في خضم الثورة الحاصلة، لكن العالم يعتمد على الصين كليًا.
وقال: "الصين تتفوق على الغرب بعقد من الزمان في إنتاج البطاريات، ومن ثم ستودّ أن تحتفظ بهذه العناصر لنفسها."
دور الشركات
يرى باكستر أنه يتعين على شركات المعدّات الأصلية والمصنّعين توفير سلاسل توريد لتوفير المواد الأولية.
وأوضح أن بناء مصانع للبطاريات ضرورة، لكن المضي قدمًا في إنتاج العناصر اللازمة، مثل الغرافيت، مهم أيضًا.
وقال، إن جائحة كوفيد-19 ساعدت في توعية المصنّعين بمشكلات سلاسل التوريد وضرورة معالجة المعادن محليًا، ويُتوقع من شركات المعدّات الأصلية بناء مصانع معالجة بالقرب من مصانع البطاريات المُعلَنة.
اقرأ أيضًا..
- باحث فرنسي يشكك في الغاز المغربي.. ويصف الاكتشافات بـالمخاطرة
- قمة معادن المستقبل.. السعودية تتطلع إلى استثمارات ضخمة (تقرير)
- أدنوك تستثمر 3.6 مليار دولار في خفض انبعاثات حقول النفط البحرية