أخبار التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

بعد "انتكاسة الأحد".. أهداف بايدن المناخية تواجه تحديات جديدة (تقرير)

والسيناتور مانشين يزيد من عرقلة الجهود

دينا قدري

لا تزال الجهود المناخية للرئيس الأميركي جو بايدن تواجه عدّة عقبات، حتى بعد توقيعه الأمر التنفيذي الذي يحدد الهدف الطموح المتمثل في وصول الحكومة إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

إذ يبدو أن إشراك القوى العاملة الفيدرالية بأكملها يمثّل أحد أهم جهود إدارة بايدن للحدّ من انبعاثات البلاد، وسط التحذيرات والمخاوف من نفاد الوقت لمنع التداعيات الكارثية لتغيّر المناخ، حسبما أكدت صحيفة "ذا هيل" الأميركية.

تُعدّ الحكومة الفيدرالية أكبر مستهلك منفرد للطاقة في الدولة، ولذلك فإن الحصول على مجموعة مبانٍ وأساطيل مركبات خالية من الكربون في الـ30 عامًا المقبلة، سيكون إنجازًا هائلًا.

وتكمن المشكلة في أن تغيير البيروقراطية الفيدرالية الهائلة أمر صعب، وسيعتمد على قيام الآلاف من مديري الحكومة والعاملين بدورهم حتى خلال قيامهم بعملهم اليومي.

نقص القواعد والتدريب

قال أستاذ قانون المشتريات الحكومية في كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن، ستيف شونر: "يخبرهم عشرات الآلاف من الأشخاص ورؤسائهم أن المهم هو مقدار الأموال التي ينفقونها والمحتوى المحلي والشركات الصغيرة. الآن، هل تريد مني أن أقوم بالاستدامة أيضًا؟".

وأشار إلى عدم وجود أيّ قواعد تحكم توجيه الاستدامة حتى الآن، ولم يجرِ تدريب موظفي الحكومة.

هذا يعني أنه من المحتمل أن يجري توظيف أشخاص جدد، إذ تقدّم الحكومة دراسات حالة وتجارب مع مقترحاتها، وتسعى إلى لوائح جديدة لتنفيذها.

قال شونر: "لم يبدؤوا حتى عملية وضع القواعد لذلك بعد.. من المحتمل أن يستغرق الأمر سنوات.. سننفق أكثر من تريليون دولار على المشتريات قبل حدوث ذلك".

مشكلات خارجية ولوجستية

يتوقع بعضهم أن الحكومة قد تحتاج إلى التخفيف من المواعيد النهائية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المشكلات الخارجة عن السيطرة الكاملة للحكومة، مثل أزمة سلسلة التوريد وجائحة فيروس كورونا.

إذ صرّح مدير دراسات العمل في كلية العلاقات الصناعية والعمل بجامعة كورنيل، آرثر ويتون، بأن الحكومة من المرجح "أن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالمواعيد النهائية" للسيارات على وجه الخصوص، "لأن أيّ شخص يحاول الذهاب لشراء سيارة في هذه الأيام، لاحظ أنه لا يوجد الكثير من الخيارات".

كما شدد ويتون على أن أحكام البناء من المرجح أن تكون شائكة من الناحية اللوجستية.

إذ قال: "إنهم يريدون التحديث والقيام ببعض التجديدات وإضافة مصادر جديدة للطاقة على 300 ألف مبنى مملوك اتحاديًا، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت، خاصةً أن قطاع البناء يعاني من نقص الموظفين بشكل مؤسف".

وتساءل ويتون: "لدينا التكنولوجيا، ولكن هل سيكون لدينا الأشخاص المتاحون للقيام بهذا العمل؟".

كوب 26 - بايدن- قمة المناخ

تهديد سياسي

هناك تحديات مع النظام لا علاقة لها بالموظفين الحكوميين، مثل التهديد السياسي بأن الإدارة المستقبلية قد تلغي ببساطة أمر بايدن، إذ أكد أن الإدارة تحتاج إلى أن يجعل الأمر أكثر صعوبة على إدارة لاحقة لإضعاف الأمر.

وأوضح ويتون أنه حتى لو كان للبلاد رئيس جديد في عام 2025، فإن فوائد بعض عمليات الشراء المستدامة ستظل محظورة لعدّة سنوات.

وقال: "عند شراء السيارة الكهربائية، فإن الجزء الصعب هو دفع الأموال مقدمًا.. العائد على المدى الطويل جيد، وبالنسبة للمباني، يكون هذا صحيحًا بشكل خاص".

وأضاف: "لذا، إذا ذهبت إلى مصدر متجدد مثل الألواح الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة الحرارية الأرضية، نظرًا لأنهم يمتلكون الأرض، فيمكنك الحصول على القيمة مقابل المال".

وأوضح ويتون أن الأمر سيرسل إشارة السوق التي تبسط العملية، لا سيما عند توفر أرقام مفصّلة.

وقال: "في أيّ وقت يمكنك توقّع أو تقديم وعود أو تقديم طلبات، ويكون لديك نوع من العقوبة إذا لم يلتزموا بالأوامر، فهذا يسهل على الشركات التي تصنع السيارات الكهربائية".

مانشين ودعم خطة بايدن المناخية
السيناتور الأميركي جو مانشين - أرشيفية

عقبة جديدة

في السياق ذاته، عانى جدول أعمال الرئيس بايدن بشأن المناخ من انتكاسة هائلة أمس الأحد، بعد أن سحب السيناتور جو مانشين دعمه لمشروع قانون "إعادة البناء بشكل أفضل".

وهو ما قد يؤدي إلى القضاء على التشريع الاقتصادي والمناخي، وسط تحذيرات من العلماء من أن الوقت يضيق على العالم لمنع أكثر الآثار الكارثية لتغيّر المناخ، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

وقال السيناتور -الذي كان العقبة الديمقراطية الرئيسة أمام مبادرة السياسة الشاملة للبيت الأبيض لما يقرب من 6 أشهر-، إنه لا يستطيع دعم مشروع القانون بسبب مخاوفه بشأن التضخم والعجز المتزايد والحاجة إلى التركيز على متغير فيروس كورونا أوميكرون.

تراجع أكبر استثمار

كان تمرير التشريع سيساعد بايدن على تحقيق هدفه المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أميركا إلى النصف مقارنة بمستويات عام 2، بحلول عام 2030.

وعرّضت تصريحات مانشين للخطر مبلغ 555 مليار دولار من الإعفاءات الضريبية والمنح والسياسات الأخرى التي تهدف إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي من شأنها أن تُصنّف بوصفها أكبر استثمار بالطاقة النظيفة في تاريخ الولايات المتحدة.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان الديمقراطيين تمرير مشروع قانون مناخي مستقل في العام المقبل.

إذ تعهّد أعضاء مجلس الشيوخ بالمضي قدمًا، لكنهم امتنعوا عن الكشف عن تفاصيل حول ما إذا كانوا سيقللون من طموحاتهم لمعالجة مخاوف مانشين بشكل أكبر.

معارضات مانشين

نجح مانشين -الذي يكسب الملايين من عمل عائلته في الفحم- في وقت سابق من هذا العام، بقتل جزء رئيس من اقتراح المناخ، خطة بقيمة 150 مليار دولار لدفع شركات الطاقة نحو طاقة أنظف.

كما اعترض السيناتور على أجزاء من مشروع قانون "إعادة البناء بشكل أفضل" الذي عارضته صناعة النفط والغاز، بما في ذلك التدابير المصممة لتقليل انبعاثات الميثان، والترويج للسيارات الكهربائية، وحظر عمليات الحفر الجديدة في المياه البحرية الأميركية.

حتى بعد إلغاء برنامج الطاقة النظيفة، كان من الممكن أن تقطع إجراءات المناخ المتبقية في مشروع القانون شوطًا طويلًا نحو تسريع محور الدولة بعيدًا عن حرق الوقود الأحفوري.

وتضمّن مشروع القانون 320 مليار دولار من الإعفاءات الضريبية لمنتجي ومشتري طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية، ما من شأنه أن يجعل توليد الكهرباء من الفحم والغاز غير اقتصادي بشكل متزايد، ويحفّز بناء ألواح شمسية جديدة وتوربينات رياح في جميع أنحاء البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق