كهرباء بنغلاديش "حائرة" بين الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة
مسؤول: لا توجد استثمارات محلية
هبة مصطفى
تسعى حكومة بنغلاديش لتغطية الطلب على الكهرباء بصور متعددة، وكثّفت جهودها مؤخرًا في هذا الإطار، بينما تواجه انتقادات محلية بدعم إنتاج الكهرباء اعتمادًا على الوقود الأحفوري.
وتضمنت الجهود الحكومية لتلبية الطلب على الكهرباء تجديد اتفاقيات التوريد مع الهند، والسعي لاستغلال النفايات، وبناء أول محطة لتوليد الكهرباء منها بالتعاون مع شركة صينية، بالإضافة إلى التوسع في بناء محطات كهرباء جديدة.
انحياز أم تلبية الطلب؟
اتّهم مختصون الحكومة بتغليب مشروعات الوقود الأحفوري على مشروعات الكهرباء المتجددة؛ ما يُلحق ضررًا بالبيئة، ويجنح بعيدًا عن المصادر المتجددة التي من شأنها توفير مصادر مستدامة بأسعار ملائمة من الكهرباء.
يأتي ذلك في نحي أرجع مسؤولون حكوميون انحياز السلطات في بنغلاديش لمشروعات الوقود الأحفوري إلى ندرة الاستثمارات المحلية الداعمة لمشروعات الطاقة المتجددة.
وبلغت نسبة إنتاج الكهرباء من مصادر للطاقة المتجددة 2.8% من إجمالي السعة المُنتجة المقدّرة بـ25 ألفًا و235 ميغاواط.
ودعا مختصون حكومة بنغلاديش إلى زيادة حجم الاستثمارات في الطاقة المتجددة، في محاولة لتعزيز ثقة القطاع الخاص باستثمارات القطاع الجديد، ولتحقيق الأهداف المناخية بحلول 2050.
الأهداف المناخية في خطر
أوضح المسؤولون أن مواصلة الاعتماد على الوقود الأحفوري تزيد من صعوبة تحقيق هدف الحكومة بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 29%، مقارنة بمستويات عام 2010.
جاء ذلك خلال لقاء نظّمته صحيفة ذي بيزنس ستاندرد البنغلاديشية، ولجنة الديون الخارجية البنغلاديشية (بي دبليو جي إي دي)، تحت عنوان "تكامل الطاقة وخطة الكهرباء الرئيسة.. نحو انتقال عادل".
استثمارات الطاقة المتجددة
أشار عضو سكرتارية اللجنة، حسن مهيدي، إلى أن غالبية الاستثمارات تتجه لمشروعات الكهرباء القائمة على الوقود الأحفوري، بينما خصصت الحكومة 2% فقط من استثمارات برنامج التنمية السنوي خلال العقد الماضي لاستثمارات الطاقة المتجددة.
ولفت إلى أنه لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، يجب أن تُركز الخطة الرئيسة المقبلة لتكامل الطاقة والكهرباء على زيادة استثمارات الطاقة المتجددة.
وطرح مهيدي حزمة اقتراحات لتعزيز استثمارات الطاقة المتجددة، من ضمنها رفع كفاءة محطات الكهرباء الحالية، وتحويل محطات الكهرباء المعتمدة على الفحم والوقود الأحفوري إلى محطات طاقة متجددة، بالإضافة إلى مدّ شبكات جديدة ذكية، لاتّباع خطة ذات فاعلية بنسبة 100% في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2050.
خطط قصيرة المدى
قال مدير البحوث بمركز الفكر المحلي لحوار السياسات، خوندكر غلام معظم، إن السلطة في البلاد تحتاج لتغيير التوجه نحو الطاقة الأقلّ سعرًا، المعتمدة على الوقود الأحفوري.
وقال، إن السلطة تُفضّل التركيز على توفير إمدادات الكهرباء ودعم أسعارها، كونها الأقلّ سعرًا، لاعتمادها على الوقود الأحفوري؛ ما يشكّل عائقًا أمام نمو إنتاج الكهرباء المتجددة.
ورجّح "معظم" استعانة الحكومة بخطط قصيرة المدى تسير خطوة بخطوة، بدلًا من الاعتماد على خطط طويلة المدى.
وأرجع ذلك إلى التغيرات التقنية السريعة التي تطرأ على الساحة، ما يتطلب قصر خطط استثمارات الطاقة المتجددة وإنتاج الكهرباء حتى عام 2030، بدل عام 2050.
- أول محطة لتوليد الكهرباء من النفايات في بنغلاديش (إنفوغرافيك)
- بنغلاديش.. قطاع الكهرباء يحتاج لاستثمارات تصل إلى 65 مليار دولار
الأضرار البيئية
من جانب آخر، دعا الاقتصادي بجامعة جاهانغيرناغار، آنو محمد، الحكومة البنغلاديشية لأخذ تكلفة مشروعات الوقود الأحفوري التي لحقت بالبيئة والصحة في الحسبان خلال وضع الخطط الرئيسة المقبلة.
وألقى محمد بالمسؤولية على المشروعات الهندية والصينية التي انحازت حكومة بنغلاديش لتنفيذها، وهي معتمدة على الوقود الأحفوري، دون الاعتداد بالرأي العامّ، بعدما كانت بنغلاديش لا تواجه أزمة مع الانبعاثات الكربونية.
الحكومة تدافع
في المقابل، دافع مدير عامّ غرفة الكهرباء بوزارة الكهرباء والطاقة والثروة المعدنية، محمد حسين، عن موقع الحكومة البنغلاديشية، مشيرًا إلى أن شعبة الكهرباء لجأت للاعتماد على المحطات العاملة بالوقود الأحفوري لتغطية الطلب على الكهرباء بشكل فوري.
وردًّا على اتّهام آنو محمد بانحياز الحكومة للمشروعات الهندية والصينية المعتمدة على الوقود الأحفوري، أوضح حسين أن عدم كفاية الاستثمارات المحلية كان سببًا في موافقة الحكومة على مشروعات الكهرباء الأجنبية (مثل الهند والصين).
وتمسّك مدير عامّ غرفة الكهرباء السابق بالوزارة، بي دي رحمة الله، باستثمارات الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أنها السبيل للحصول على كهرباء متجددة مستدامة وبأسعار ملائمة.
حضر اللقاء –الذي أداره المحرر التنفيذي بمنصة ذي ستاندرد بيزنس، شارير خان- رئيس جمعية الطاقة الشمسية والمتجددة في بنغلاديش ديبال شاندرا باروا، والمدير التنفيذي لجمعية إصلاح الأراضي والتنمية شمس الهدى، والأستاذ بقسم الدراسات التنموية بجامعة دكا قاضي معروف الإسلام، والمحامي بالمحكمة العليا قاضي زاهد إقبال.
اقرأ أيضًا..
- قطر للطاقة تستحوذ على حصة من امتياز شل في مصر
- مصر.. تطورات جديدة في مشروع تحول السيارات للعمل بالغاز الطبيعي
- الهند.. محطة طاقة شمسية تُهدد النظام البيئي في راجستان