كوريا الجنوبية تعلن أول خطة عمل لتحقيق الحياد الكربوني
مي مجدي
مع تبني كوريا الجنوبية هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بدأت الحكومة عملها الدؤوب لإزالة الكربون من اقتصادها الصناعي وقطاع الكهرباء.
فرغم أن سول تمثل قرابة 1.38% من انبعاثات العالم؛ فإن إزالة الكربون من القطاع الصناعي ستشكل تحديًا لها، ولا سيما أنها تعتمد على الصناعات كثيفة الكربون والوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء.
وفي هذا الإطار، عملت 10 جهات حكومية لإصدار أول خطة عمل للبلاد لتحقيق هدف الحياد الكربوني؛ ما يجعلها تتماشى مع الاقتصادات الكبرى الأخرى.
التخلص من الفحم
كشفت حكومة كوريا الجنوبية النقاب عن خطتها، اليوم الجمعة، وتنوي تقليل الاعتماد على الفحم والغاز الطبيعي المسال لتوليد الكهرباء والاعتماد على مصادر خالية من الكربون من الأمونيا والهيدروجين بدلًا منهما، بحسب موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.
وقال البيان: "ستتوقف كوريا الجنوبية عن تشغيل 24 محطة كهرباء قديمة تعمل بالفحم بحلول عام 2034، بينما ستقيد عمل المحطات الأخرى العاملة بالفحم، وستقود هذه الخطوة إلى التخلص من الفحم في توليد الكهرباء بحلول 2050".
بالإضافة إلى ذلك، ستنخفض حصص الفحم والغاز الطبيعي المسال في مزيج الطاقة إلى 21.8% و19.5% في عام 2030، على التوالي، قبل التخلص التدريجي من كليهما في عام 2050.
فالدولة تدير -حاليًا- 53 محطة كهرباء تعمل بالفحم، وخلال العامين الماضيين تمكنت من إغلاق 7 محطات ضمن مساعي الرئيس الكوري مون جاي لتقليل اعتماد البلاد على الفحم في توليد الكهرباء والحد من تلوث الهواء.
مصادر نظيفة
قال مسؤول بوزارة التجارة والصناعة والطاقة إن الحكومة تخطط لرفع حصة الأمونيا إلى 3.6% بحلول عام 2030.
علاوة على ذلك، ستوفر البلاد 27.9 مليون طن متري/السنة من الهيدروجين النظيف (الأخضر أو الأزرق) بحلول عام 2050، بالإضافة إلى 22.9 مليون طن متري/السنة من واردات الهيدروجين الأخضر.
وأضاف البيان أن خطة العمل ستضمن زيادة نسبة المصادر المتجددة الخالية من الكربون إلى 33.8% في مزيج توليد الكهرباء في البلاد بحلول 2030، مقارنة بـ6.6% في العام الماضي، وستقفز إلى 93.6% بحلول عام 2050.
في حين ستمثل المفاعلات النووية نسبة 6.1% في عام 2050؛ ما يعني أن 99.7% من توليد الكهرباء في البلاد سيصبح خاليًا من الكربون.
ووفقًا للإستراتيجية العامة، ستوفر الدولة 900 مليون طن متري/السنة من مساحة تخزين الكربون بحلول عام 2030 للتأكد من عدم وجود انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
كما تسعى الحكومة إلى سن قانون لأمن الموارد لتأمين إمدادات الهيدروجين والأمونيا ومصادر الطاقة المتجددة بالإضافة إلى النفط والغاز.
وقال البيان إن هذه الإجراءات ستضمن خفض انبعاثات الكربون من القطاع الصناعي إلى 226.6 مليون طن متري في عام 2030، ثم إلى 51.1 مليون طن متري في عام 2050، بانخفاض 80.4% من 260.5 مليون طن متري في عام 2018.
تشجيع الشركات
أضاف البيان أن الحكومة والشركات ستنفق في المرحلة الأولية 90 تريليون وون (76.3 مليار دولار) خلال السنوات المقبلة حتى عام 2025 لتنفيذ مشروعات خفض الكربون.
وفي محاولة لحث الشركات المحلية على الاستثمار في الحد من الكربون، عقد الرئيس مون اجتماعًا مع الرؤساء التنفيذيين لقرابة 40 شركة -من بينها هيونداي موتور وإل جي- أعلن فيه أن الحكومة ستقدم الدعم المالي والتنظيمي -كالحوافز الضريبية- لجهودهم المضنية للحد من انبعاثات الكربون ودعم هدف الحياد الكربوني.
وقال مون إن الحكومة ستستغل أدواتها المتعلقة بالحياد الكربوني لزيادة القدرة التنافسية للصناعة التحويلية، إلى جانب القيام باستثمارات ضخمة في البنية التحتية للطاقة الجديدة مثل الهيدروجين والطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- نوفاك: اتفاق أوبك+ أعاد الاستثمار والثقة لصناعة النفط
- شل تعلن اكتشافًا نفطيًا كبيرًا في المياه العميقة لخليج المكسيك
- بالأرقام.. قفزة في قيمة صادرات النفط السعودي خلال 9 أشهر (إنفوغرافيك)