الخطوط الجوية البريطانية تلجأ إلى زيت الطهي لخفض انبعاثات قطاع الطيران
هبة مصطفى
لحقت الخطوط الجوية البريطانية بشركات طيران أميركية في سباق تزويد الطائرات بالوقود المستدام، في محاولة لخفض الانبعاثات الكربونية بقطاع الطيران، تمهيدًا للوصول للحياد الكربوني.
وأبرمت الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إير وايز" الحكومية اتفاقًا ممتدًا لسنوات مع شركة فيليبس66 الأميركية للطاقة، لإنتاج وقود طيران مستدام من زيت الطهي، لبدء تزويد طائراتها به بداية من العام المقبل.
وقود الطيران المستدام
لم تلجأ الخطوط الجوية البريطانية وحدها إلى فيليبس66، إذ سبقتها شركة ساوث ويست إيرلاينز -من أكبر شركات الطيران في أميركا، وأكبر شركة طيران منخفض التكلفة في العالم، مقرها دالاس- في إبريل/نيسان الماضي، بتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز تسويق وقود الطيران المستدام.
وبموجب عقد الاتفاق مع الخطوط الجوية البريطانية، تصبح فيليبس66 أول شركة بالمملكة المتحدة تنتج وقود الطيران المستدام على النطاق التجاري.
وأوضحت الخطوط الجوية البريطانية أن وقود الطائرات المستدام "إس إيه إف" يهدف لخفض الانبعاثات الكربونية بما يزيد عن 80% مقارنة بالوقود التقليدي للطائرات.
وتسعى الشركة بتلك الخطوة إلى تقييد البصمة البيئية في صناعة الطيران، خاصة أن نوع وقود زيت الطهي باشتقاقه من الزيوت والدهون النباتية يمتاز بانخفاض نسبة كثافة الكربون.
- الخطوط الجوية البريطانية تطلق أولى رحلاتها حيادية الكربون
- الوقود المستدام قد يدفع قطاع الطيران سريعًا نحو الحياد الكربوني (تقرير)
حياد الطيران الكربوني
تعكف الخطوط الجوية البريطانية على الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050، متوقعة شراء 100 ألف طن من وقود الطيران المستدام بما يعادل تشغيل 700 رحلة جوية دون انبعاثات كربونية بين لندن ونيويورك باستخدام الطائرة بوينغ 787 التي تضمن كفاءة استخدام الوقود.
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية، سين دويل، أن الاتفاقية تمثّل خطوة مهمة في التزام الشركة؛ كونها جزءًا من الخطوط الجوية الدولية، بتزويد 10% من رحلاتها بوقود الطيران المستدام بحلول عام 2030.
وأضاف دويل أن تلك الخطوات تأتي ضمن رحلة تحقيق الحياد الكربوني والتخلّي عن الانبعاثات الكربونية، وفق صحيفة ذي هيل.
المشروع الأميركي
سعت ساوث ويست إيرلاينز للخطوط الجوية الأميركية، من خلال مشروع اتفاقها مع فيليبس66، إلى توريد إنتاج 800 مليون غالون (19 مليون برميل) من الديزل والبنزين المتجددين ووقود الطيران المستدام سنويًا في ولاية كاليفورنيا.
وأُطلق على المشروع اسم "روديو المتجدد"، ولم يحظَ بموافقات بعد، إلّا أن فيليبس66 تسعى لبدء الإنتاج بداية عام 2024.
وقدّرت وكالة حماية البيئة "إي بي إيه" حجم انبعاثات قطاع النقل بما يعادل 29% من إجمالي انبعاثات الولايات المتحدة لعام 2019، إذ شكّل قطاع الطيران وحده 10% منها، ما يتطلب البعد عن الوقود التقليدي في قطاع الطيران والاتجاه نحو الوقود المستدام.
انبعاثات الطيران العالمية
كان تقرير قد صدر عن منتدى الطاقة الدولي قبل ما يقرب الشهر، قد دعا لدعم قطاع الطيران صناعيًا وسياسيًا لخفض الكربون، مشيرًا إلى أن 2.5% من الانبعاثات الكربونية العالمية ناجمة عن قطاع الطيران.
ورصد المنتدى زيادة انبعاثات قطاع الطيران منذ عام 1990، ما يتطلب إقحام التقنيات الحديثة على القطاع، بما يتضمن البطاريات وخلايا الهيدروجين ووقود الطيران المستدام بنوعيه الحيوي والاصطناعي.
وأشار الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" إلى أن وقود الطيران المستدام من شأنه خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 65% من صناعة الطيران على الصعيد العالمي.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تعلن تطورات محاولة تغريمها 18 مليار دولار
- هل يُنقذ الاتحاد الأوروبي 50 مليون مواطن من فقر الطاقة؟
- الغاز المسال.. نمو الطلب في آسيا يُحفز زيادة المعروض