صدمة جديدة.. العراق يؤخر موعد إنهاء حرق الغاز المصاحب
تصريحات متضاربة بين نائب رئيس الوزراء ووزارة النفط
دينا قدري
يبدو أن الجدل حول حرق الغاز المصاحب في العراق لا يزال قائمًا، بعد تضارب التصريحات بين نائب رئيس الوزراء ووزارة النفط حول الموعد المحدد لإنهاء هذه العمليات.
فقد صرّح مدير عامّ المديرية الفنية في وزارة النفط العراقية، علي حمود، لمنصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، بأن بلاده تتوقع إنهاء حرق الغاز في الحقول النفطية بحلول عام 2027.
إذ تقوم بغداد بتنفيذ مشروعات مختلفة لالتقاط الغاز بمساعدة شركات النفط العالمية لالتقاط الغاز المصاحب، فضلًا عن تطوير حقلَي غاز غير مصاحب.
حرق الغاز المصاحب في العراق
قال حمود -على هامش مؤتمر مجلس الأعمال العراقي البريطاني في دبي-: "أنا متفائل بأن حرق الغاز في 2026-2027 سينتهي".
وأوضح حمود أن البلاد تشعل حاليًا نحو 45% من إنتاجها للغاز البالغ 2.8 مليار قدم مكعّبة يوميًا، ويجب أن تساعد هذه المشروعات قيد التطوير حاليًا في تقليل الغاز المصاحب الذي يجري حرقه.
وأضاف أن وزارة النفط تُجري مفاوضات أيضًا مع شركات النفط العالمية لتطوير الغاز غير المصاحب من حقلي عكاس والمنصورية.
كان العراق ثاني أسوأ دولة في العالم من حيث حرق الغاز بعد روسيا في عام 2020، إذ حرق نحو 17.37 مليار متر مكعب من الغاز العام الماضي، وفقًا للبنك الدولي.
تصريحات متضاربة
تأتي تصريحات حمود على عكس ما أكده نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي وزير المالية، علي علاوي، خلال مشاركته في قمة الشرق الأوسط الأخضر التي انعقدت في السعودية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إذ صرّح علاوي بأن بلاده ستتوقف عن حرق الغاز المصاحب نهائيًا في عام 2025، ما يتطلب من الحكومة رصد موازنة استثنائية تتجاوز 3 مليارات دولار للسنوات الـ4 المقبلة.
وأضاف أنه يتعين استبدال كل الوقود السائل من نفط الخام وزيت الوقود المستخدم في محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، والعمل على تطوير كفاءة المصافي، وتحسين مواصفات الوقود، من خلال توفير استثمارات ضخمة.
مشروعات التقاط الغاز
أبرم العراق عدّة اتفاقيات مع شركات النفط العالمية لالتقاط الغاز، إذ وقّع مشروعات بقيمة 27 مليار دولار أميركي مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، بما في ذلك مشروع لتجميع الغاز بقيمة ملياري دولار.
وستبلغ سعة شبكة تجميع الغاز في الرتاوي ووحدات المعالجة 600 مليون قدم مكعّبة يوميًا لالتقاط الغاز المشتعل.
كما سيُنتج المشروع 12 ألف برميل يوميًا من المكثفات، و3 آلاف طن متر يوميًا من غاز النفط المسال، لاستخدامه في السوق المحلية.
تقليل التكاليف
صرّح وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار -خلال مؤتمر صحفي عُقد في 5 سبتمبر/أيلول- بأن مشروع الغاز سيساعد في تقليل الاعتماد على الواردات الإيرانية، وكذلك تقليل حرق الوقود السائل لتوليد الكهرباء، الذي يصل إلى 200 ألف برميل يوميًا.
وأضاف أن العراق يدفع حاليًا لإيران 8 دولارات/مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل الغاز، في حين إن مشروع الرتاوي سينقل الغاز بتكلفة تتراوح بين 1.50-2 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية.
كما قال عبدالجبار -في 19 سبتمبر/ أيلول-، إن شركة غاز الجنوب المملوكة للدولة وشركة بيكر هيوز تخططان لتطوير مشروع بقدرة 200 مليون قدم مكعّبة يوميًا، لاستعادة الغاز في الجنوب، بعد تأخير لمدّة 3 سنوات.
وقف الواردات الإيرانية
يحتاج العراق إلى زيادة إنتاج الغاز، لأنه يتعرض لضغوط متزايدة من واشنطن لوقف واردات الكهرباء والغاز من إيران، التي تخضع لعقوبات أميركية منذ 2018.
وتمنح الإدارة الأميركية بغداد إعفاءات منذ 2018، لمواصلة استيراد الطاقة الإيرانية.
أدت الإمدادات المتقطعة للغاز والكهرباء من إيران إلى انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في العراق هذا الصيف، عندما ارتفعت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، خاصةً في الجنوب.
وما يزيد من تفاقم الوضع، الصعوبة التي يواجهها العراق في دفع مستحقات بمليارات الدولارات لطهران التي ضربتها العقوبات، ما يعقّد قدرة بغداد على تسوية متأخراتها دون التهديد بتداعيات مالية.
موضوعات متعلقة..
- وزارة الكهرباء العراقية: تعاقدنا مع 4 شركات عالمية.. وهذه احتياجاتنا من الغاز - خاص
- العراق يخطط لتطوير 4 مناطق جديدة لاستكشاف النفط والغاز
- العراق يستعين بشركة شيفرون لتطوير حقول الناصرية
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تستعد لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي النيجيري
- انبعاثات قطاع الطيران.. قادة المناخ يخالفون أهداف كوب 26
- السيارات الكهربائية.. صخور المحيطات تحوي معادن أساسية لصنع البطاريات