غازالتقاريرتقارير الغازرئيسيةسلايدر الرئيسية

الغاز النيجيري.. حلقة جديدة في الصراع بين الجزائر والمغرب

حرب تصريحات من الطرفين بشأن مشروعات خطوط أنابيب الغاز مع أبوجا

حياة حسين

تعكس تصريحات مسؤولي الجزائر والمغرب بشأن مشروعات خطوط أنابيب، لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا، حلقة جديدة من الصراع السياسي، الذي يتخذ من مصادر الطاقة حلبة له، لكن يصعب توقّع الفائز به حتى الآن.

فقد أعلنت حكومة المغرب قبل عدّة أيام أن مشروع "خط نقل الغاز النيجيري - المغربي البري والبحري"، سينقل الغاز الطبيعي من أبوجا إلى الرباط عبر 13 دولة أفريقية في غرب وشمال القارّة.

وأصدر سفير نيجيريا في الجزائر، محمد مبدول، تصريحًا مشابهًا بشأن خط الغاز النيجيري الجزائري، أمس الأحد، أشار فيه إلى تسارع خطى تنفيذ المشروع، وقرب مدّ الخطوط إلى حدود النيجر، وهي الدولة التي تقع بين الشريكين.

حرب الغاز بين الجزائر والمغرب

تطورت المشكلات القديمة بين الجزائر والمغرب في أغسطس/آب الماضي، ما دفع الأولى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الثانية.

كما رفضت الجزائر تجديد عقد نقل غازها إلى أوروبا عبر المغرب، الذي انتهى آخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد استبداله بخط ميدغاز، الذي ينقل الغاز إلى أوروبا مباشرة من خلال إسبانيا.

واتخذ الصراع بين البلدين من الطاقة أرضًا لمعارك عدّة منذ مدة طويلة.

النفط والغاز في المغرب
قطاع النفط والغاز في المغرب

أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية، في وقت سابق من هذا العام، إلى ما نقلته صحيفة ألموندو الإسبانية، قائلة: "محمد السادس ملك المغرب أوقف مفاوضات تجديد خط الغاز مع إسبانيا الذي ينتهي هذا العام".

ولوّحت الجزائر بتصريحات مشابهة، إلى أن نفّذت تهديداتها، ورفضت تجديد عقد نقل غازها إلى أوروبا عبر المغرب.

لم توقف الجزائر والمغرب التصريحات بشأن الغاز، ونقلت الجدال حول الغاز النيجيري مؤخرًا.

وذكرت حكومة المغرب في إعلانها الأخير، أنها أنشأت مكتبًا وطنيًا للهيدروكربونات والمناجم، يُعنى باستكشافات الغاز والنفط والمعادن، وسيكون مشروع خطوط نقل الغاز النيجيري-المغربي تحت رعايتها، حسبما ذكر موقع "بامبس أفريكا".

الخط المغربي-النيجيري

كان المغرب قد بدأ مباحثات مع نيجيريا، من أجل مدّ خط غاز يربط لاغوس بالرباط، ومصنع مشترك لإنتاج الأسمدة في نيجيريا، في اتفاق عام 2016.

ويمتدّ أنبوب الغاز المغربي على طول 5660 كيلو مترًا، ومن المنتظر تشييده على عدّة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوروبا، خلال الـ 25 سنة القادمة، وفق وسائل إعلام محلية.

وسيمرّ الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، وتفوق تكلفة المشروع 25 مليار دولار، ويُتوقع أن ينقل الأنبوب الجديد بين 30 و40 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا.

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلن القصر الملكي أن المغرب ونيجيريا جدّدا التزامهما بمدّ خط أنابيب للغاز يسلك طريقًا بريًا وبحريًا، ومصنع للأسمدة، من خلال اتصال هاتفي بين العاهل المغربي، الملك محمد السادس، والرئيس النيجيري محمد بخاري، وفق وكالة رويترز.

واتفق الزعيمان على تسريع الجهود لإطلاق مصنع أسمدة في نيجيريا من قبل مجموعة "أوه سي بي" المغربية، وهي أكبر مصدر للفوسفات في العالم.

وقال مسؤولون مغربيون لوكالة رويترز في يوليو/تموز، إن المصنع سينتج 750 ألف طن من الأمونيا، ومليون طن من الأسمدة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله بحلول عام 2024.

اتفاق مع إيني وقطر للبترول

شركة قطر للبترول - الغاز المُسال
أحد مقارّ شركة قطر للبترول - أرشيفية

في إطار مساعي المغرب لزيادة إنتاجه المحلي من النفط والغاز، وقّع المكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات والمناجم، اتفاقًا مع شركتي "إيني" الإيطالية و"قطر للطاقة"، وفقًا للجريدة الرسمية في البلاد.

وقالت الجريدة الرسمية، إنه بموجب الاتفاقية، مُنحت الشركتان رخصة استكشاف نفط وغاز، حسبما ذكر موقع "روسيا اليوم"، قبل يومين.

وكانت إيني التي امتلكت 75% من التراخيص من خلال شركتها الفرعية إيني المغرب، قد تنازلت عن 30% من حصتها إلى قطر للبترول عام 2019، بينما احتفظ المكتب الوطني المغربي بنسبة 25% من هذه الامتيازات.

خطوط أنابيب - الجزائرخط الغاز العابر للصحراء

تخطط الجزائر للقيام بدور الوسيط لمرور الغاز النيجيري إلى الأسواق الأوروبية، معتمدة في ذلك على خطوط الغاز التي تمتلكها، وتعمل على إطلاق المشروع في وقت قريب، حسبما أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب.

يعود المشروع (الجزائري- النيجيري) إلى عام 2009، عندما جرى توقيع اتفاق رسمي بين الجزائر ونيجيريا بمشاركة النيجر، وبعدها بـ4 سنوات أكد رئيس نيجيريا الأسبق "جوناثان غودلاك" قرب بداية العمل في المشروع بتكلفة 20 مليار دولار أميركي.

ويمتد أنبوب الغاز العابر للصحراء من نيجيريا إلى النيجر، ثم الجزائر، لتصدير الغاز إلى السوق الأوروبية، ويبلغ طول الأنبوب نحو 4128 كيلومترًا، ويستهدف نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا نحو أوروبا.

موقف نيجيريا

من جانبها، أكدت نيجيريا، في تصريجات سابقة، على لسان وزير النفط، تيميبري سيلفا، أن كلا المشروعين (المغربي- الجزائري)، في طور الدراسة، وأن بلاده تسعى للاستفادة من مواردها من الغاز الطبيعي، وتصديرها إلى الخارج عبر المغرب والجزائر.

تأتي خطط نيجيريا بعد أن فشلت في تسويق الغاز والاستفادة منه بصفته مصدرًا مهمًا للوقود، فضلًا عن فقدانها نحو 10 مليارات دولار سنويًا بسبب عمليات حرق الغاز.

وقال تيميبري سيلفا، في سبتمبر/أيلول الماضي، على هامش مشاركته في مؤتمر "غازتك 2021" الذي انعقد في الإمارات، إن بلاده تعتزم السير قدمًا في بناء خط الغاز النيجيري، الذي يهدف إلى جلب الغاز من الجنوب وربطه بالجزائر، التي ستتولّى نقله إلى عدد من الدول الأفريقية وأوروبا من خلال اتفاقيات التعاون.

وأشار إلى أنه يجري -أيضًا- تنفيذ مشروع خط أنابيب غاز إلى غانا، الذي سيُمدّ إلى السنغال، ثم إلى المغرب، ومنه إلى أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق