رغم تعهدات كوب 26.. إندونيسيا تخطط للتوسع في إنتاج الفحم
داليا الهمشري
مع انتهاء قمة المناخ كوب 26 منذ أيام، وما تمخضت عنه من تعهدات دولية بخفض استخدام الفحم في خطوة على طريق التخلي عنه نهائيًا، تتبنّى إندونيسيا خطة جديدة لتغيير مسار استخدامه، وإن كانت لا تتواءم مع الأهداف المناخية أيضًا.
إذ تتطلع الحكومة إلى تحقيق زيادة كبيرة في إيرادات الدولة من خلال تطوير صناعة الفحم في البلاد، متوقعة أن تصل عائدات هذه الصناعة إلى 136 تريليون روبية (9.57 مليار دولار).
وترى الحكومة أنها قد تحقق استفادة أكبر من المنتجات المشتقة من الفحم لتحلّ محلّ بعض السلع المستوردة، مما قد يقلل الواردات الأجنبية، حسب منصة آرغوس ميديا.
احتياطات هائلة من الفحم
قالت وزارة الطاقة الإندونيسية، إن تعدين الفحم يمكن أن يكون أحد أكبر الصناعات في البلاد، نظرًا لاحتياطيات الفحم الكبيرة في إندونيسيا.
وأشارت إلى أن لديها احتياطيات من الفحم تصل إلى 39 مليار طن، وموارد تقدّر بـ 144 مليار طن، إلّا أن معظم هذا الفحم ذو جودة منخفضة ومتوسطة، ومن ثم يحقق أسعارًا متدنية.
وتوقعت الوزارة -أيضًا- انخفاض الطلب على الفحم في المستقبل نتيجة الضغوط المتزايدة للتحول إلى الطاقة المتجددة، وإغلاق محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
لهذا، تخطط وزارة الطاقة الإندونيسية لتحويل الفحم من مصدر وقود لتوليد الكهرباء إلى مصدر كربوني لإنتاج المنتجات الكيميائية والمواد الخام الكربونية.
تحويل مسار استخدام الفحم
تتبنّى إندونيسيا خطة تقوم على تطوير محطات تغويز الفحم (تحويل الكربون إلى مُركّبات قابلة للاشتعال) التي ستنتج الغاز الاصطناعي المهم في الصناعات الكيميائية وثنائي ميثيل الإيثر والميثانول والأمونيا، بجانب مقترحات لتطوير مصانع لشبه فحم الكوك والكربون المنشط.
وبذلك تحتال جاكرتا على التعهدات المناخية، فبدلًا من استخدام الفحم في محطات الكهرباء مسببًا الانبعاثات الكربونية، يكون التوسع في محطات تغويز الفحم لتحويله إلى مشتقات تستخدم في الصناعات الكيميائية، أيضًا تقنية ضارة بالبيئة.
ويحذّر نشطاء البيئة من الحرارة الناجمة عن عمليات التغويز، ويؤكدون أن العالم أمام كارثة بيئية ستكون الأكبر على الأرض، وأن درجة حرارة الكوكب سترتفع بشكل يفوق المعدلات الحالية.
إيرادات أعلى
تتطلب تقنية تغويز الفحم ضخّ الأكسجين بدلًا من الهواء لزيادة كمية غاز الميثان وتقليل غاز ثاني أكسيد الكربون في درجة حرارة 1500 درجة مئوية، كما إن كثيرًا من محطات التغويز -حاليًا- تضخ الهواء بدلًا من الأكسجين، ومن ثم تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون مسببةً الانبعاثات كذلك.
إلّا أن وزارة الطاقة الإندونيسية ترى أن هذه المنتجات المشتقة من الفحم يمكن أن تضيف قيمة للسلعة، وتزيد من نطاق جودة الفحم القابل للاستخدام، مما سيسمح للحكومة بتحصيل إيرادات أعلى من مبيعات الفحم الخام.
"كما ستعمل صناعة الفحم في إندونيسيا على تعزيز الاستهلاك المحلي للفحم، إذ يقلّ الطلب المحلي عن نمو الإنتاج في جميع شركات تعدين الفحم، لكن هذه الفجوة يمكن سدّها من خلال التوسع في مشتقات الفحم"، حسب وزارة الطاقة في إندونيسيا.
موضوعات متعلقة..
- كوب 26.. إندونيسيا تطالب المجتمع الدولي بتمويل خططها المناخية
- مصدر تبدأ أعمال مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة في إندونيسيا
- كوب 26.. تعرف على أكثر الدول استخدامًا للفحم في توليد الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- متفوقة على فورد.. قيمة لوسيد السوقية تقفز إلى 90 مليار دولار
- أديبك 2021.. شراكة مصرية إماراتية للتوسع في مشروعات النفط والغاز
- توقعات بتعافي كفاءة استخدام الطاقة لمستويات ما قبل كورونا (تقرير)